| عزيزتـي الجزيرة
يكتب استاذنا الجليل الشيخ عبد الله بن ادريس في الصفحة الاخيرة من هذه الصحيفة شيئا يمكن ان يقال عنه ذكريات. وهي فرصة جيدة لتلامذته ان يعرفوا شيئا عن عصامية اشياخنا.
والذي نعرفه عن شيخنا أطال الله عمره انه جاء مشيا على قدميه من «حرمة» حينما كانت المواصلات هي «الحمير» وكان من اذكى زملائه الذين يتلقون العلم ويأتيهم طعامهم طهيا.ومثله كثيرون عضهم الفقر فجاءوا الى الرباط ليجدوا الاكل فكانت خيرة في الامر لهؤلاء العصاميين ليكونوا نماذج ادبية مشرقة. ومجيئه كان قبل ان يذهب والده العالم والفقيه الشيخ محمد بن ادريس للجنوب. ذكر ذلك في مقالة له وقد جاءت مقالته في الاسبوع الفائت عن الكرم بالاكراه والتي ذكرتني بالمسلسلات البدوية وقد اوضح الدكتور العماج في رده على الشيخ حالة من يسمون ب«القطين» وهم البدو الذين يقيمون حول آبار المياه صيفا بحيث تكون هذه الآبار ملكا لهم مثل اللهابة واللصافة وغيرهما من آبار القبائل المتاخمة لمنطقة سدير وبعد ان انشئت الهجر في عهد الملك عبد العزيز رحمه الله تفضل الملك عبد العزيز على الرعاة بحفر مياه جوفية يسميها البدو ب(القلمة) فيردون عليها صيفا: اما القرى فلم نعلم عن الاقامة حولها بالنسبة للبدو مطلقا الا اذا كانوا بدو تايوان!!
ولو سألت الشيخ ما الفرق بين البدوي والشاوي لما عرف ذلك مع انه اصطلاح نجدي قح.
ثم ان الشيخ اطال الله عمره اراد ان يملح «يبهر» مقالته ببيت شعر شعبي جاءت فيه غلطة في عجزه حيث عجز البيت
.......... شبع الجعير والجعري
وقد كنت قبل ثلاثة ايام في «حرمة» فسألت عن نخل آل دريس فقيل كان عندهم نخيلات لا يكفيها ماء بئر فماتت. وحاولت ان اعرف عددها فقيل لي الا تعرف اصطلاح الناس وانهم يسمون الحايط على الجدار الذي يضم من خمس الى عشر نخيلات ويسمونه (حويط)؟
اما كلمة «يا ويلي ويلاه» التي اوردها الشيخ على لسان البدوي فهي من زيادة الملح اذ انه من العيب ان يقولها رجل سواء من البادية او من الحاضرة، وقد نتيقن بهذا من حديثه عن سلوكياتهم. استغرب من حكاية الشيخ لأنها جاءت من رجل عصامي كافح الفقر والجهل حتى صار علما ولو جاءت من رحّالة غربي لاستغربتها ايضا لأن اغلب الرحالة لا يكتب الا متيقنا اما شيخنا فانه يستعمل المثل النجدي الذي يقول«إن ما لحقته والا احذفه». تلك مشاعري عن تهويمات شيخي.
محمد بن ناصر ابو حمرا
|
|
|
|
|