| متابعة
* القاهرة محمد حسن:
أكدت ندوة عقدت بالقاهرة بعنوان التوازنات الآسيوية في ضوء الهجمات الأمريكية المحتملة أن ما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً يعد نقطة تحول في التاريخ الأمريكي والعالمي على حد سواء وأن الانسياق وراء سياسات غير مسؤولة ستخلق نوعاً من الفوضى واللامسؤولية للعديد من الدول ويهدد سيادة القانون الدولي والمنظمات الدولية وأشارت الندوة التي نظمها مركز البحوث والدراسات الآسيوية بجامعة القاهرة وحضرها نخبة من المفكرين والمحللين السياسيين إلى ضرورة عدم إدانة دول بأكملها وأخذها بجريرة أفراد ليسوا ذات صلة بسياسات الحكومات.
وقال الدكتور كمال المنوفي عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة ان التحالف الدولي غير المدروس والقائم على أسس ظالمة وضعتها الولايات المتحدة حسب مصالحها ووفقاً لحساباتها هي من شأنه اضعاف قوة المنظمات الدولية في التصدي للارهاب ومحاربته، فأمريكا حالياً تتجه لتصنيف حركات التحرر الوطني مثل «حماس، حزب الله» ضمن قائمة المنظمات الارهابية وهو أمر مرفوض بالنسبة للدول العربية والإسلامية.
القوى الآسيوية
وقال د. اسماعيل زين الدين استاذ التاريخ والمحلل السياسي ان التأييد الروسي والصيني لأمريكا يعتبر فخاً وضعه الروس والصينيون لاسقاط قوة أمريكا من العالم، فدخول روسيا في التحالف جاء بالضرورة حفاظاً على مصالحها مع الغرب ولضمان دعم الولايات المتحدة لها، ودخول الحليف الصيني جاء لتصفية حسابات في المنطقة الافغانية ودعم مصالحها مع الدول الغربية، لكن كلا الدولتين لا تسمح ببقاء الولايات المتحدة طويلاً في المنطقة لأنها امتداد استراتيجي لمصالحهما ولقوتهما.
وحول الموقف الإيراني وبعض الجمهوريات السوفيتية السابقة يرى د. زين الدين أن إيران وقفت من قبل موقفاً محايداً في حرب الأفغان مع روسيا واليوم تحاول تقديم هذا الدور ولكن في ضوء المنافع التي قد تكسبها من انفتاح في العلاقات مع الغرب وخروجها من تصنيف الدول الأوروبية.
أما موقف الجمهوريات الإسلامية كتركمستان وطاجكستان وأوزبكستان سوف تقدم دعماً ولكنه في الحدود التي يسمح بها الحليف الروسي لأنه مازال يسيطر عليها مادياً واقتصادياً وسياسياً.
ويرى د. زين الدين أنه بتواجد حشود أمريكية جنوب باب المندب يزيد احتمال توجيه ضربة لليمن والعراق والسودان باعتبارها دولاً مصنفة دولياً كراعية للارهاب الدولي.
المسرح الاستراتيجي الأفغاني
وتناول اللواء حسام سويلم رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية العسكرية سابقاً طبيعة المسرح الاستراتيجي الأفغاني وتأثيره على العمليات العسكرية التي تقع في قلب القارة الآسيوية، وطبيعة أفغانستان باعتبارها دولة مغلقة مما أتاح لتدخل القوى الخارجية في شؤونها السياسية الداخلية، وهذا ما أدى بأمريكا للجوء لباكستان كمنطلق لعملياتها العسكرية، لكن هناك عدة عقبات ستواجه الجانب الأمريكي في حربه ضد الأفغان، أولهما: الطبيعة الجبلية القاسية التي قد تشابه الطبيعة الفيتانمية السابقة، مما يهدد القوات الأمريكية وقوات التحالف، هذا بجانب تعدد اللهجات المنتشرة في أفغانستان مما يصعب تتبع المجاهدين ومعرفة معاقلهم.
وتطرق اللواء سويلم إلى تنظيم قوات طالبان البالغ عددهم 100 ألف جندي لديهم 200 دبابة من نوع ts2، 150 عربة مدرعة ،150 مدفعية، و50 دبابة ستنجرام أمريكي ويبلغ عدد معسكرات الأفغان حوالي 21 معسكراً تحتوي على تنظيم القاعدة العسكرية التي تضم 592 مصرياً، و410 أردنيين، 300 يمني، 255 عراقياً، 220 جزائرياً، 40 فلسطينياً، وأكد سويلم احتمال اتحاد المعارضة بشتى أنواعها مع طالبان ضد التحالف الدولي، الذي من المحتمل أن يلجأ لاستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المجاهدين في الجبال مما قد يضطر لطالبان باستخدام الأسلحة البيولوجية التي يحتمل تواجدها والتي حصلوا عليها من الخبراء الروس بمساعدة بن لادن، ويرى اللواء سويلم أنه على أمريكا انهاء مثل تلك الضربة في مدة زمنية محددة قبل شهر رمضان مراعاة لشعور المسلمين وقبل حلول الشتاء القارس الذي قد يكون عاملاً ضد قوات التحالف.
ايديولوجية طالبان
وفي ورقتها تناولت د. ماجدة صالح الاستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بالقاهرة ايديولوجية طالبان وطبيعة الواقع السياسي في أفغانستان حيث التعدد القبلي والمذهبي خلق نوعاً من النزاعات المستمرة والتي هدأت مع موت مسعود الذي يسيطر أنصاره على 7% من الأراضي الأفغانية، ومازالت تسيطر طالبان على 93% من أفغانستان مما خلق صراعاً ايديولوجياً بين أنصار المعارضة وأنصار طالبان من ناحية والأقليات الموالية للدول الخارجية مثل إيران وباكستان من ناحية أخرى، وهذا من شأنه اضعاف قوة طالبان في مواجهة التحالف الدولي.
|
|
|
|
|