| القرية الالكترونية
ها هي علامات ودلائل اقتراب الايام الاخيرة في حياة الاقراص المرنة تتكاثر بشكل ملحوظ في الفترة الاخيرة لتقول للجميع ان مرحلة جديدة من التطور التقني والتجدد الحاسوبي قد نصبت اطناب خيامها في مراتع ومضارب مستخدمي الاجهزة الحاسوبية «وما أكثرهم»، مرحلة لم يعد فيها ضروريا، ان تمتلىء ادراج المكاتب بتلك الاقراص المرنة التي تحتفظ وتحتوي على ملفات التعويض «BACKUP» مرحلة لن يعاني فيها اصحاب الاجهزة الحاسوبية من متاعب نفض الغبار عن اقراص مرنة مهملة لم يتم ترتيبها ولاتدوينها بشكل واضح.
انها مرحلة اخرى كانت شركة «أبل» احدى اوائل الشركات في الكشف عنها عندما بدأت عام 1998 انتاج وتسويق جهازها الحاسوبي الجديد والمختلف iMac والذي لم يكن مختلفا في تصميمه وطريقة ترتيبه ونوعية الوانه فقط، بل ولانه كان اول جهاز حاسوبي يتم تصنيعه من دون ان يحتوي على مكان مُخصص للقرص المرن، ومثل هذه الخطوة لم تكن ليُقدم عليها القائمون على امر شركة «ابل» لولا انهم كانوا يُدركون جيدا ان المسألة مسألة وقت لا اقل ولا أكثر حتى ينقرض القرص المرن تماماً، وهم بذلك كانوا يرغبون في ان تكون لهم الريادة في اطلاق اجهزة حاسوبية لامكان فيها للاقراص المرنة البتة.
إلا أن الاقدام على مثل هذه الخطوة الجريئة لم يكن مُرحّباً به من قبل الجميع، فالكثير من مستخدمي اجهزة iMac ابدوا استياءهم تجاه هذه الخطوة، وهو الامر الذي يعلق عليه المتحدث الرسمي باسم شركة «أبل» بقوله ان الشركة كانت تهدف من وراء تلك الخطوة الى جعل مستخدمي هذه النوعية من الاجهزة مدركين لحقيقة ان هذه الاقراص المرنة في طريقها لان تكون صفحة مطوية من صفحات الماضي وانها لم تعد الوسيلة الوحيدة المثلى لحفظ المعلومات وتخزين ملفات التعويض ونقلها فهناك وسائل وادوات تقنية جديدة يُمكن لها ان تؤدي نفس المهمات وبشكل افضل واكثر كفاءة، وعندما يشير المتحدث الرسمي باسم شركة «أبل» الى وجود بدائل تقنية جديدة فانه بذلك يتحدث تحديداً عن الرسائل الالكترونية والاقراص المدمجة التي تقبل الكتابة او التسجيل واخيرا اجهزة «DVD » اذ انه في امكان الاشخاص الذين اعتادوا على حفظ وتخزين الكثير من المعلومات والملفات على اقراص مرنة عند انتقالهم من مكان الى آخر ان يعتمدوا على الانترنت بعد ارسال مثل هذه الملفات و تبادلها من خلال الرسائل الالكترونية، خصوصا في تلك البلدان التي تتسابق فيها شركات تقديم خدمة الانترنت على الوصول الى اكبر السرعات الاتصالية بالشبكة العنكبوتية، ولايبدو هذا الخيار عمليا في اماكن يستغرق منك فتح رسالة الكترونية واحدة فيها اكثر من 15 دقيقة، وفي هذه الحالة يمكن لمثل هؤلاء الاشخاص الاعتماد على الاقراص المدمجة التي تقبل الكتابة والتسجيل والتي تتمتع بسعة تخزين تصل الى 650 MB كخيار افضل وذي درجة عالية من الاعتمادية والعملية.
اما الخيار الثالث والمتمثل في اجهزة DVD التي تقبل التسجيل فانها ستكون متوافرة بنهاية هذا الصيف وهي تحمل الكثير من المزايا العملية، غير انها تفتقد الى المقاييس المعيارية الموحدة، وهي عقبة في طريقها للزوال مع اتفاق الشركات المصنّعة على مثل هذه المقاييس.
ثم ان هناك سبباً رئيسياً آخر ساهم في ان تقترب ايام الاقراص المرنة من نهايتها ويتمثل ذلك في ان عدد الاشخاص الذين يقومون بعمليات حفظ الملفات الخاصة بالتعويض او Back up Files على الاقراص المرنة او الاقراص المدمجة لايتعدى 20% من مُجمل الاشخاص الذين يستخدمون الاجهزة الحاسوبية كما ان هذه النسبة في تناقص مستمر، وعلاوة على ذلك فان التغير الواضح في حجم الاقراص الصلبة يبعث على عدم حفظ وتخزين ملفات التعويض اذ إن حفظ الملفات على قرص صلب تبلغ سعته 40 ميغا بايت يحتاج الى اكثر من 28 الف قرص مرن!!
وفي مثل هذه المعطيات والمتغيرات المتتالية، ربما يعتقد البعض ان تجارة الاقراص المرنة في تدهور وهو ماتثبت الارقام عدم دقته اذ تم بيع اكثر من بليوني قرص مرن خلال العام الماضي وان كان معظمها تم بيعه خارج الولايات المتحدة الامريكية ومثل هذا الامر يدل على شيء معين وهو تأخر وصول احدث الاجهزة واكثرها تقدما الى الدول التي تقع خارج نطاق الولايات المتحدة الامريكية ومما يعني ان سوق الاقراص المرنة ستظل مزدهرة لبعض الوقت.
|
|
|
|
|