| المجتمـع
* تحقيق إبراهيم المعطش:
تكثر المهرجانات التسويقية بين الحين والآخر وتزداد في المجمعات التسويقية، والمهرجانات التسويقية دائما تدعي انها تقوم بتخفيضات للسلع التي تقدمها في معروضاتها، وانها تبحث عن قناة للشراء متجددة بين المحلات التجارية وبين الزبون.
ولكن السؤال الذي يرتسم عن إعلان التخفيضات في هذه المهرجانات، ما صحة هذه التخفيضات وحقيقتها، ثم ما يتم عرضه من منتجات هل هي صالحة أصلا للبيع، وهل هناك فائدة مزدوجة بين التاجر والزبون.
من خلال هذا التحقيق حاولنا طرح الموضوع والدخول في صميمه لبحثه وإيجاد اجابات شافية لهذه الأسئلة، خاصة وأن هناك اتهامات موجهة إلى القائمين على هذه المهرجانات انها من أجل ترويج البضائع المقلدة، وبعضهم يتهمها بترويج بضائع منتهية الصلاحية.
بضائع مقلدة
في البداية تحدث إلينا أحد المتسوقين أحمد الغامدي والذي أكد انه يجد متعة كبيرة في مثل هذه المهرجانات التسويقية التي تقام من حين لآخر، خاصة وأن البائع يتميز بالمرونة المطلقة والمفاصلة في السعر، وهذا بخلاف البيع في الأماكن الأصلية للمحلات، وقال: أبادر بالذهاب إلى أي مهرجان تسويقي يتم الإعلان عنه لعدة أسباب فهو يجمع لك أنواعا من البضاعة بدلا من البحث عنها في أماكن متعددة، كما أن الأسعار دائما تكون أقل من البيع في غير أيام المهرجان. وعما يلفت انتباهه من سلبية في هذه المهرجانات قال: نعم هناك ما لفت انتباهي وهو ما جعلني شديد الحرص حينما أزور أي مهرجان، ومن هذه المواقف كثرة عرض البضاعة المقلدة على أنها أصلية، وذلك يتضح أثناء الفحص الدقيق للبضاعة وتعتمد أيضا على الخبرة التي يمتلكها الشخص من خلال معرفته بالماركات التجارية، وكنت في أحد المهرجانات وجذبني سعر أحد الماركات الشهيرة وكان مخفضا جدا وهنا أحسست أن هناك حلقة مفقودة، وبعد التمعن والتفحص اكتشفت أن البضاعة مقلدة وليست أصلية حيث عرفت ذلك من الاختلاف البسيط في بعض الكتابات، وأعتقد أن هذه مشكلة تفسد سمعة هذه المهرجانات لأنها لو انطلت على بعض المتسوقين فإنها ستكشف في المهرجانات الأخرى.
ولكن في نفس الوقت لا يعمم هذا الموضوع على باقي المهرجانات لأنها ليست ظاهرة تستدعي الخوف.
عشوائية التنظيم
عن هذه المهرجانات وفوائدها والسبب في ارتيادها وما هي العوائق التي تحول وتحد من نجاحها يقول المتسوق آدم محمود إسماعيل:أجد هذه المهرجانات فرصة مواتية لكي استغلها في أكثر من شيء، فهي تعتبر تجمعا كبيرا للمحلات التجارية وهو ما يختصر عليك المسافة في البحث والسؤال والمقارنة، كما أني أعتبرها فرصة لكي أصحب زوجتي وأطفالي للخروج من البيت واعتباره متنفسا لهم، كما أني أجد فيها ما أحتاجه من بضاعة تتوفر بأسعار مناسبة.
وعن السلبيات التي قد يواجهها الزبون قال آدم إسماعيل: اعتقد من الأشياء السلبية في بعض وليس كل هذه المهرجانات هو عشوائية التنظيم فبعضها لا تجده منظما كما يجب بل هناك بعض المحلات متداخلة في بعضها حتى انك لا تعرف لمن يتبع هذا المحل أو من هو صاحبه، كما أني لا أري مستوى الترتيب مميزا حيث تجد البضاعة منشورة هنا وهناك حتى انها يداس بعضها بالأقدام وذلك راجع إلى سوء التنظيم وقلة الترتيب.
منتهية الصلاحية
وفي جولتنا في أحد المهرجانات التجارية.. طلب منا أحد المتسوقين أن يشاركنا «باسم العنزي» برأيه حيث قال: سلبيات المهرجانات التسويقية أكثر من فوائدها، معللا ذلك بقوله:
أنا دائما أبحث عن أي شيء جديد لذلك حينما أسمع عن أي مهرجان هنا في الرياض فإني أذهب إليه ولكن لماذا أذهب، أصبحت أذهب لكي أحرج لبعض الباعة الذين يبيعون البضاعة، فأنا أصبحت خبيرا في البضائع منتهية الصلاحية، حيث أصبحت البضاعة التي يقوم أصحاب المحلات ببيعها بأي سعر كان لأن بقاءها يعني الخسارة وبيعها بأي ثمن ربح، لذلك أعتقد أني اكتشفت لماذا هذه التخفيضات الهائلة إنها بحق تصريف للبضاعة منتهية الصلاحية الباقية عند بعض التجار الذين لا هم لهم إلا كيفية تصريف هذه البضاعة بغض النظر عن الأضرار التي تنجم عن استعمالها مع الأخذ في الاعتبار ان مثل هذه المهرجانات أغلب المحلات المشاركة لا تعتمد على ضمانات أو غيرها لأنه بمجرد البيع تنتهي العلاقة فيما بينك وبين البائع خاصة وأن المهرجانات لها مدة معينة. ومع تكرار هذه الأشياء أعتقد أني فقدت الثقة في مثل هذه المهرجانات. سألناه: لكن أغلب ما يتم عرضه فيها سلع غير قابلة للفساد أو ليس لها تاريخ صلاحية. أجاب: أنت قلت بعض السلع، رغم أن السلع التي تتحدث عنها لها صلاحية معينة، مثل الثياب مجرد بقائها في المخازن مدة طويلة يجعلها عرضة للفساد وتهتك الأسلاك، وكذلك بعض الآلات لها فترة معينة بحيث إذا لم تستعمل فإن الأعطال تغلب عليها، ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في بعض المواد الغذائية التي هي منتهية الصلاحية، مثل «الفش فاش» وبعض المأكولات من البسكويتات والحلوى والمغلفات وغيرها، ولا تعتقد أني أقول هذا الكلام من فراغ بل إني أقوله من أكثر من تجربة خضتها أعلنت بعدها عدم شرائي لأي سلعة تعرض في مثل هذه المهرجانات.
آراء الباعة
بعد أن أعطينا المتسوقين حريتهم في الحديث عن هذا الموضوع.. كان لزاما علينا أن نواجه بعض التجار والباعة بالاتهامات الموجهة إليهم.
محمود الرحيلي.. صاحب أحد المحلات الموجودة في مهرجان للتسوق.. سألناه عن سبب مشاركته في المهرجان فأجاب:
أولا نحن التجار نبحث عن الزبون والمتسوق أينما كان، ومثل هذه المهرجانات تعتبر فرصة مواتية لكي يشارك التجار والبحث عن الربح.
سألناه هل يعني ان المشاركة تعني الربح، أجاب الرحيلي أعتقد أن نظرة الناس وانجذابهم بشكل كبير يعني ان التاجر سيربح متى ما استغل هذه الفرصة بالشكل المطلوب.
واستفسرنا منه عن الشكل المطلوب للربح فقال: ان تكون التخفيضات مناسبة بما فيه الكفاية لجذب الزبون، موقع المحل، التعامل مع الزبون، وضع هدايا وجوائز للأطفال وللمشترين، عرض بضاعة تتناسب مع متطلبات السوق. وواجهناه بأن البعض يتهمكم بأنكم تجدونها فرصة سانحة لتصريف البضاعة المتكدسة ومنتهية الصلاحية؟
فرد بغضب قائلا: هذا اتهام خطير جدا، ولا ينبغي أن يقال لأي تاجر لأنه فيه مساس بالسمعة التي هي أهم شيء لدى الشخص بغض النظر عن الربح أو تصريف البضاعة فإن التاجر مطالب أن يكون ملتزما بما يبيعه ويخاف الله وينتبه إلى أن ما يقوم ببيعه إنما يستعمله أشخاص عديدون فإن حصل أي شيء فإن الضرر سيعم فئة كبيرة من الناس ويكون التاجر أو البائع أولهم لأن سمعته ستكون سيئة وهي رأس المال، لذلك أعتقد أنه لا يوجد من يبحث عن الضرر لنفسه.
هذا الكلام صحيح
بعد ذلك وأثناء جولتنا التقينا بصاحب أحد المحلات عبدالعزيز الروقي.. يقوم ببيع مكسرات وبسكويتات، بادرناه: هل صحيح أن هناك من يجد هذه المهرجانات فرصة مواتية من أجل تصريف بضاعته مهما كان نوعها فأجاب الروقي: نعم هذا الكلام صحيح، فهناك من لا يتحرك ضميره وهو يبحث عن الربح المادي، وهي فئة تشوه سمعة بعض التجار وتجعل المتسوق لا يثق الثقة المطلقة فيما نقدمه، لذلك أطالب أي واحد يشتري مني أي شيء بالتأكد من مدة صلاحيته لكي يطمئن قلبه.
وأعرف أن بعض التجار يقوم بتصريف بضاعته عن طريق هذه المهرجانات مع العلم أن البضاعة قد تتكدس عنده سنة كاملة.
نقاط من التحقيق
خلاف نشب بين أحد الباعة حينما تحدث إلى «الروقي» مكذباً قوله، بينما الروقي أكد أنه لا يقول إلا الصحيح.
الرقابة مفقودة تماما، مع أن أحدهم أخبرنا أن بعض المراقبين يأتون صباحا، مع أن الذروة في الليل.
ذكر إلينا أحدهم كثرة المعاكسات من قبل الشباب كون المهرجان مفتوحا لمن أراد التسوق.
قلة مواقف السيارات تسبب ربكة في الطرق الجانبية لأماكن المهرجان.
|
|
|
|
|