| فنون مسرحية
كنت قد قررت منذ فترة أن لا أكتب شيئاً يتعلق بجمعية الثقافة والفنون لاعتبارات عدة ولكن الرد الذي صدر عن الجمعية قبل أسبوعين تقريبا على مقابلة الأستاذ محمد العثيم في جريدة «الوطن» والذي مازال له بعض ردود الأفعال كان مفاجأة للكثيرين! وهو رد غريب إذا ما قيس بردود الجمعية المعتادة على المسرحيين وكتاب القصة وغيرهم الذين ينتقد «بعضهم» أداء الجمعية ونشاطاتها وهذا حق مشروع لهم إذ أنه من حق أي مواطن أن يعبر عن رأيه في أداء المؤسسات التي أوجدتها الدولة - أيدها الله - من أجله إن من يقرأ أي صحيفة محلية سيجد صفحات للقراء ومقالات لبعض الكتاب تنتقد بعض الجهات الحكومية تعليمية أو صحية أو غيرها وليس ببعيد عنا ما تواجهه مثلا الرئاسة العامة للبنات من انتقادات أحياناً من الصحف وحتى المسلسلات ومع ذلك فلم نجد ردود المسؤولين فيها جاءت بعبارات استفزازية أو ترمي الأخطاء على الآخرين وتتهمهم بأن لهم مصالح أو غير ذلك!! بل نقرأ غالباً في الصحف ردودا مسؤولة تماما يتم فيها ايضاح وجهة النظر الأخرى باسلوب حضاري راق يحترم الآخرين وقبل ذلك يوضح مدى الفكر السائد والاسلوب الإداري الذي ت نتهجه الجهة التي تتعرض للنقد، على أن الرد كما هو حق للآخرين فهو أيضاً من حق الجمعية لكن يفترض أن لا يكون ضمن النقد الشخصي والاتهام المباشر والتقليل من شأن من يعبر عن رأيه فقط لأنه جاء مخالفاً. لأن تلك النوعية من الردود ليست في صالح الجمعية التي تتزايد المشاعر لدى الكتاب والمسرحيين وغيرهم بتقصيرها باتجاههم! والمقالات والمقابلات في فترة الشهرين الماضيين تؤكد ذلك! وليس من المعقول أن جميع من أبدوا وجهات نظرهم على خطأ والجمعية دائماً على صواب!! ومهما كانت الانتقادات فذلك لا يبرر تعليقات أحد المسؤولين بأن الجمعية شجرة مثمرة لهذا يتم رميها حتى وصل به الكلام إلى أن قال ان «القافلة تسير»! ان اسلوب «القافلة تسير» لم يقله قبل أي مسؤول في مؤسسة حكومية لأي مواطن فلماذا يصدر هذا الكلام من أحد المسؤولين في الجمعية!! ان اختلاف وجهات النظر أمر طبيعي وكان من الأفضل أن يتجه المسؤولون في الجمعية إلى أنفسهم ويتساءلون لماذا هذا النقد لأنشطتها من الفنانين والكتاب والمسرحيين؟ فالبرنامج التلفزيوني الذي أذيع قبل شهر حمل انتقادات وجهها الممثلون محمد العلي، خالد سامي وناصر القصبي وغيرهم والممثلون الذين شاركوا في مسرحية الجمعية «لكع بن لكع» علي ابراهيم ومحمد الكنهل وجهوا نقداً عنيفاً للجمعية «بعضهم أعضاء في لجنة المسرح» ووصل بأحدهم أنه قال ان الجمعية ضد المسرح «مقابلة في جريدة الرياض»!
وإني أتعجب فقط من كيفية تعامل الجمعية مع منتقديها! لقد كان المتوقع أن تكون الجمعية هي الجهة المسرحية التي يفترض منها رعاية المثقفين والمسرحيين وغيرهم يفترض أن تكون عوناً لهم لا أن يكون همها الرد عليهم عبر الصحف وكيل الاتهامات لهم والتقليل من جهودهم واتهامهم بأن لهم مصالح فهذا اسلوب قديم وغير مجد!
لقد عملت دولتنا الرشيدة منذ انشائها على دعم الثقافة والمثقفين وهيأت لهم السبل وشجعتهم على العطاء ممثلة بمقام الرئاسة العامة لرعاية الشباب التي أنشأت جمعية الثقافة والفنون بهدف رعاية الحركة الثقافية بما فيها الحركة المسرحية وبالتالي يصبح ما تقدمه الجمعية من خدمات واجباً أساسياً عليها وحقاً من حقوق الشباب والمبدعين فهذا هو الهدف الذي انشأت الجمعية من أجله؟! أعتقد أن أفضل شيء تفعله الجمعية هو تغيير بعض الأفكار السائدة لدى بعض المسؤولين فيها والعمل على احترام الرأي الآخر وإن كان مخالفاً والاعتذار عن بعض الردود والتصريحات وذلك في سبيل تحقيق مصالحة عامة بينها وبين من تختلف معهم وكما يقولون فالصلح خير، ومن ثم عقد لقاء عام مع المسرحيين وغيرهم ومحاولة الالتقاء بهم عبر قنوات حضارية تهدف إلى تطوير الأداء والأخذ بالآراء ومعرفة مواقع الخلل والاستفادة من كل رأي يكتب أو يقال!!
alhoshanei@hotmail.com
|
|
|
|
|