|
| اليوم الوطني
منذ بدأت مسيرة التوحيد والبناء، والملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه كان يحرص حرصا شديدا على تشجيع العلماء في كل مكان، وعلى الجلوس لطلاب العلم، وكان التعليم من اولويات الدولة السعودية في بداية انشائها وهذه الاولوية تمثلت في الكتاتيب، وحلقات المساجد، التي يجلس فيها العلماء والقضاة، وكانت نجد هي المقصد الاول، لوجود اكبر عدد من العلماء، وحيث لم يكن في الدولة ميزانية ثابتة ولا موارد في بداية الامر، فكان الملك يجود على طلاب العلم، بما يتيسر بدفعات مالية وعينية: تمراً او بُراً، وجنيهات ذهبية حتى ان رسوم البريد يؤخذ عليها نسبة لاجل التعليم، ومع هذا التطور للتعليم الذي نشهده يوما بعد يوم، واهتمام ولاة الامر به بدءاً من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء حفظهم الله ورعاهم ومرورا بالمسؤولين بحكومتنا الرشيدة وانتهاء بالطالب او الطالبة محور العملية التعليمية.
واليوم ونحن على اعتاب الالفية الثالثة ونحتفي بيومنا الوطني نراقب عن كثب التطورات المحلية والاقليمية والعالمية للنظريات العلمية والتربوية، نلحظ نقصاً واضحاً في مجال البحوث والدراسات المختصة في الشؤون التعليمية بذلك الاهتمام المفترض ان يكون مواكبا لمجريات العصر وتكنولوجيا الآنية. بحيث تكون كل مدرسة مؤسسة بحثية وبنكا للتفكير، الى تقديم اسهام فكري وعلمي واكاديمي راق في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والاستراتيجية للواقع السعودي كما نسعى الى دراسة اثار المتغيرات الاقليمية والدولية على الانسان السعودي وعملية بناء كيانه.
فالواقع الذي نعايشه وتعايشه اجيالنا يؤكد اننا في ظرف نحن فيه بحاجة ماسة الى الالتقاء والى تبادل الافكار فبلادنا تعيش في ظل قيادة شورية من شورى تسير على اساس من عقيدة اسلامية شاملة لم تترك صغيرة ولا كبيرة في حياة الفرد الا ووضعت لها منهجا متكاملا.
وفي هذا السياق، اقترح اقامة مركز يهتم بتدريب طلابنا وطالباتنا على الاهتمام بالعمل الوطني البناء والذي منه التطوع في المجالات العامة والتي منها المشاركة ليس عن طريق المدارس بل عن طريق الاسرة والمنزل والحي على ان تقوم الجهات التعليمية بوضع التصورات والاستراتيجيات وتحديد الآليات المناسبة ومن اجل تحقيق هذه الاهداف، يتبنى المركز خطة تشمل عقد موجزات وحلقات عصف فكري يهدف منها لجعل ابنائنا وبناتنا يرغبون بالعمل التطوعي وينهجون نحوه مع متطوعين ومتطوعات سابقات او اكاديميين واكاديميات في المجالات المختلفة، وتكوين مجموعات دراسية متخصصة، واقامة ايام دراسية وحلقات تدريب وورشات عمل، وتقديم سلسلة من المحاضرات العامة، واجراء ابحاث اكاديمية متخصصة تهدف حلقات العصف الفكري الى فتح حوار بين هؤلاء الابناء وبين مجموعة مختارة من الاكاديميين والاكاديميات وتسمح هذه اللقاءات بتبادل صريح للرأي ولوجهات النظر حول الخيارات والبدائل للخدمات المتاحة للعمل التطوعي على أن يساهم هولاء الابناء والبنات في معالجة الاشكاليات التي قد تحدث، وامكانيات تطوير او تغيير آليات العمل التطوعي الوطني بحيث تتناسب مع المتغيرات والتحديات الجديدة.
وهو ما تحتاجه بلادنا وتسعى اليه من خلال خطط التنمية بكافة ابعادها وما هو ما يحقق لنا طموحاتنا التي نسأل الله ان يحفظ لنا بلادنا وحكومتنا الرشيدة ويديم علينا نعمة الامن والاستقرار.
وكيل المساعد لرئيس تعليم البنات للإشراف التربوي.
|
|
|
|
|
