بِالحُبِّ وَالشَّوْقِ الَّذِي قد أَثْمَرَا
أَحْكِي بِصِدْقٍ لِلبْلادِ وَلِلْوَرَى
عَبْدُ العَزِيْز بُطٌولَةٌ وَقَصَائدٌ
وَحِكَايَةُ الفُرْسَانِ تَمْلأ دَفْتَرَا
وَشَرِيْعَةُ الإِسْلاَمِ نَبْضُ قلَوْبِنَا
وَكِتَابنَا، وَحَدِيْثُنَا هُوَ مَصْدَرَا
وَطِني رَسَمْتُكَ فِي خَيَالي شَامِخاً
حَلَّقْتُ فِي قِمَمِ الخَيَالِ إلى الذُّرَا
* * *
الكلُّ يَرْنٌوْ فِي رِحَابِكَ يَطْلُبُ
قُرْبَ الدِّيَار.. شِغافُهَا «أُمُّ القُرَى»
وَلِيَثْرِبَ الفُضلَى اشَتِيَاقٌ دَائمٌ
وَبِسِيْرَةِ الصَّحْبِ الكِرَامِ نُعَطِّرَا
تِلْكَ الجَنُوْبُ رُبُوْعهَا مَزْدَانَةٌ
سَرَقَتْ عُيُوْناً مِنْ جَمًالٍ أبْهَرَا
حَتَّى إذَا رَسَتِ المَحَبَّةُ خَاطِرى
أَرْسَلْتُهُا لِلشَّرْقِ حُبِّي الآخَرَا
هَبَّتْ نُسَيْمَاتُ الشَّمَالِ فَحَرَّكَتْ
تِلْكَ النُّجُوْم فَبَاعَدَتْ عَنِّي الكَرَى
وَرِيَاضُنَا أُمُّ العَوَاصِمِ «دُرَّةٌ»
فِي وَسْطِ عِقْدٍ بِالجَمَالِ تَبَخْتَرَا
وَحَكَيْتُ عَنْ نَجْدٍ.. صِبَاي وِإنَّهَا
مَكَثَتْ بَقَلْب العَاشِقِ المُتَحيِّرَا
يَا مَسْقَطاً لِلرَّاْسِ.. مَا أَحْلَى الهوَى
فِيْكِ المُنَى يَا «خَرْجُ» صَبْحٌ أَسْفَرَا
أَنْتِ الطُّفُوْلَةُ مَهْدُهَا وَرِعَاعُهَا
أَنْتِ القَصِيْدُ.. وَفِيْكِ شِعْرِي أَمْطَرَا
* * *
وَطَنِي، وَيَسْكُنُنِي الحَنِيْنُ وَارْتَمِي
فِيْ أَرضِكَ الخَيْرَاء.. افْتَرِشُ الثَّرَى
نَسْتَرْجِعُ الذَّكْرَى مَضَتْ أَيَّامُهَا
وَنُعِيْدُ مَجْداًً.. مَاضِياَ فِيْنَا جَرَى
* * *
هَذِي بِلادي، لَحْنُهَا فِي مَسْمَعِي
يَجْرِي بَأنْغَامِ الوَفَاءِ مُسَطَّرَا
هَذِي بِلادِي، شَمْسُهَا طَلَعَتْ عَلَى
كُلِّ الدٌّنَا.. وَالليْلُ فِيْهَا أَنْوَرَا
هَذِي بِلادِي، مَوْطِنِي وَأَصَالتي
أنْشُوْدَةُ الأَمْجَادِ.. رَوْضٌ أَزْهَرَا
هَذِي بِلادِي، عِشْتُ فِي جَنَبَاتِهَا
وَنَثَرْتُ حَرْفِي في المَدَى يََتَزَمْجَرَا
* * *
يَا نَخْلَةً فِيْهَا الشُّمُوْخُ يُرَفْرِفُ
في كُلِّ نَاحِيَةٍ، تَعَالَى أَخْضَرَا
قِفْ أَيَّها التَّارِيْخُ دَوِّن هَاهُنَا
صَفَحَاتُ عِزٍّ بِالوَلاءِ لَنَذْكُرَا
دُمْتِي بِلاديْ.. شَمْعَةٌ لَنْ تَنْطَفِي
فَجْرٌ بَدَارِكِ قَدْ أَضَاءَ وَأَظْهَرَا
إنِّي هَُنَا بِالشِّعْرِ أَشْدُو مَادِحاً
مَدْحٌ أَصِيْلٌ صَادِقٌ لا يُفْتَرَى
لَكِ يَا بِلادِيْ صُغْتُ جُلَّ مَفَاخِري
بَلْ كُلُّ شِبْرِ مٍنْ تُرَابِكِ أَفْخَرَا
فَلْتَقْبَلي مِنِّي مَشَاعِرَ شَاعِرٍ
غَنَّى لَهُ الطَّيْرُ السَّفِيْرُ مَعَبِّرَا
حَمْداً إلهي.. أمْنُنَا مَتَرَسِّخٌ
بِعقِيْدةٍ عُظْمى.. وَنَهْجٍ نَيِّرَا