| منوعـات
* العولمة.. مصطلح مرتبك ومربك، تتعدد حوله الآراء، وتختلف في الاتفاق عليه وجهات النظر، ويأخذ أبعاداً متعددة المناحي، فهو يضرب في القضية السياسية بسهم. وفي القضية الاقتصادية بسهمين.. ولا تخلو بقية جوانب الحياة من مسّه.. حين يكون حضورا ثقافيا شاملا لكافة أنشطة الإنسان.
* غير أن العولمة.. تعني أكثر ما تعنيه هيمنة نظام عالمي موحّد، يحاول السيطرة على الاختلافات والتمايزات بين الثقافات الإنسانية، والأنظمة المتعددة. ولما كانت فرص هذه الهيمنة والسيطرة متاحة للأنظمة الغربية.. في صورتها التي تبلورت في الثقافة الأمريكية، أصبحت العولمة تعني هيمنة النموذج القوي على بقية النماذج الإنسانية المختلفة.! ولو كان في القوة عدل لأصبحت مقبولة، لأن الإسلام يدعونا إلى ذلك.
* وإذا كان هذا البعد الغربي يستنفر الإعراض والاعتراض.. من قبل الكثيرين، فإن هذا الاعتراض أو الإعراض وحده لا يجدي.. ولا يحقق ما يمكن أن يكون مقاومة لهذه العولمة. ذلك.. أن السبيل الأمثل لمقاومتها، إنما هو بتكريس القيم الثقافية.. لدى كل أمة من الأمم، بحيث نستطيع مواجهة هذه العولمة بقدراتنا وإمكاناتنا.. المرتكزة على عقيدتنا التي تحمينا من كل منزلق، وكذلك على التاريخ الثقافي العربي لأمتنا، وذلك بمنجزها الراهن.. والذي ينبغي أن يكون متساوقا في شموخه.. مع ماضيه العريق.
* ولقد أفرزت المنظومة الرأسمالية الاستعمارية بما انبنت عليه أساسا من خواء روحي وثراء مادي؛ ضياعا للإنسان الغربي ذاته؛ حتى صار عبدا لأهوائه، عبدا للآلة التي تحكمتها قوى المال والنفوذ عندهم، وأصبح الذي كان يؤمل النجاة من ظلمات العهد الاقطاعي غريبا غربة الأمس مضطهدا، لا إنسانية في علاقاتهم ولا قيم تحميه. ولغياب الرسالة السماوية في ذهنه وانغماسه في الحياة الوضعية التي ألفها على غير الهداية الربانية؛ طفق يبحث عن مخرج من جانب من ادعوا الرجوع إلى طبيعة الإنسان المشاعة الأولى من أهل الأفكار الاشتراكية، سعيا وراء المخرج والملاذ، إلا أن ما جره المعسكر الشرقي من الويلات على الإنسان خيّب آماله، فقد اختارت المنظومة الشرقية الحكم بالحديد والنار، وأعادت فلسفة الهيمنة في لبوس النجاة، وفي الشعارات الباهرات.
ولئن لم تجد تلك الكتب الحمر عند الإنسان الغربي الذي جنح إلى الهوى والانطلاق رواجا.
|
|
|
|
|