أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 24th September,2001 العدد:10588الطبعةالاولـي الأثنين 7 ,رجب 1422

محليــات

يارا
هل تلبس شراباً؟
عبدالله بن بخيت
لا أظن احدا يستطيع ان يجيبني لو سألته: لماذا تلبس شراباً مع «الجزمة»؟ هذه واحدة من عادات الرجال البديهية، فالمرأة لا تلبس شراباً في العادة لذا فهي لا تعرف شيئاً عن الأقدام الخايسة، من على حق المرأة أم الرجل؟ الحقيقة هذا سؤال من أسئلة كثيرة لا نعيرها اهتماماً كافياً لأننا نعيش حياة بعضها من انتاجنا ولكن اكثرها فرض علينا، فنحن نتبع التقاليد ونعيرها اهتماماً أكثر لأننا نعيش حياة بعضها من إنتاجنا ولكن أكثرها فرض علينا فنحن نتبع التقاليد ونعيرها اهتماماً أكثر لأننا نشعر في داخلها بالاطمئنان، والذين علمونا التقاليد لم يعلمونا سبب تعلقنا بها، ربما لأنهم هم أنفسهم لا يعرفون، ولكن المشكلة تكمن في هؤلاء الذين يرون انفسهم حرسا للتقاليد وانما في هؤلاء الذين يستفيدون من التقاليد، عندما سئل رجل اعمال مكسيكي يدعى فيرغار عن سبب امتناعه عن لبس الشراريب قال بالحرف الواحد «نسميها نظرية الجوارب عندما كنت صغيراً توقفت نهائياً عن لبس الجوارب وتبين لي انني لا أصاب بالفطر في قدمي» ولكن لماذا وجه صحفي المجلة سؤاله هذا لرجل الأعمال المكسيكي؟ سؤال غريب، فمن غير المعقول ان تجرى معك مقابلة عن عملك أو عن إنتاجك ثم تفاجأ بسؤال عن نوع السراويل التي تلبس، هذا ليس مهما لأننا لا نسأل أسئلة خارج التقاليد، نحن نلتزم بالتقاليد حتى في الأسئلة لأنه من الصعب علينا ان نفكر خارج القواعد المقررة، لو سألت كثيراً من الناس لماذا تلبس ساعة؟ فالجواب الطبيعي والمنطقي والتقليدي هو لكي اعرف الوقت؟ وهذا إلى حد كبير غير صحيح، لأننا لم نعد في حاجة للساعات التي نلبسها في معاصمنا، فالساعات تحيط بنا في كل مكان: في المكتب في الجوال في الشارع في السيارة، فالساعة في معاصمنا هي جزء من تقاليد ورثناها، وهناك بلايين تنفق في صناعة الساعات لا يمكن ان تسمح الشركات التي تنتجها ان تذهب هباءً، فنحن نلبس الساعات لأننا تعودنا على لبسها هذا صحيح جزئياً ولأنها أيضاً مفروضة علينا؟ كان آباؤنا يتابعون بها أعمالهم فهي الشيء الوحيد الذي يسمح لهم بمراقبة الوقت اما نحن فندفع فيها أغلى الأثمان دون ان نلقي عليها نظرة عملية واحدة طوال اليوم، هناك كثير من الأشياء مفروضة علينا فرضاً، فنحن كبشر عاديين رهينة لعدد قليل من المتمصلحين يساندهم عدد كبير من الرجال الذين يترجمون رغبات هؤلاء الرجال إلى قوة وسلطة وثقافة، يمارسون علينا قمعاً بكافة الأشكال للالتزام بما يريده هؤلاء الرجال، وهذه على فكرة سنة الحياة، فإذا خرجنا من تقاليد فلابد ان نقع في تقاليد أخرى تجعلنا رهينة لمتمصلحين جدد، على كل حال فكر في شرابك لتعرف إلى أي مدى انت تحت سيطرة الآخرين، هل تستطيع ان تخرج من بيتك بلا شراب، لاحظ مدى تفاهة الغرم ومع ذلك تفكر عشرات المرات قبل ان تجازف وتخرج «بجزمة» بلا شراب، لا تستطيع مواجهة الناس بلا شراب وربما تقع فريسة توهمات ومضايقات تتعلق بالصحة، ولكن السر ان هناك شركات ضخمة تنتج الشراريب لا يمكن ان تسمح لك ان تتخلى عن الشراب بسهولة فلو شاهدت رجلاً يلبس كندرة فاخرة بدون شراب لضحكت وقلت في سرك الرجّال مهبول او هاطلها، نحن أسرى لكن هذه هي الحياة، نحن كمسلمين مثلاً نعرف ان اللباس الإسلامي هو ما يغطي الرجل من السرة إلى الركبة وما بعد ذلك، فأنت حر، هل تستطيع الذهاب إلى عملك بسروال السنة وفنيلة،
لاحظ ما يحدث للشباب الذين بدءوا يلبسون بعض الملابس الرياضية المستوردة هل سلموا من حراس التقاليد؟ وكأن الثياب السعودية منتجة في مصانع العريجاء للنسيج العالمي.
أتمنى ان اكتب قصة او عملاً تلفزيونياً تكون فكرته قائمة على التخلص التام من كل التقاليد التي لا علاقة لها بالدين، لأرى كيف يتصرف الناس ولأرى ايضاً كمية الاحتجاج والاضحاك التي يمكن ان ينتجها عمل كهذا، ولكن من يستطيع ان يحدد متى تبدأ التقاليد وأين تنتهي؟ جرب تطلع من البيت مدة اسبوع بلا شراب.
فاكس 4702164

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved