| مقـالات
ما حدث في الولايات المتحدة يوم الثلاثاء 11/9/2001م الموافق 23/6/1422ه جريمة بكل المقاييس؛ لأنه اعتداء على آمنين وقتل لمسافرين دون ذنب اقترفوه، وإذا كان الانتقام سيكون بهذا الاسلوب فإن الفوضى ستعم العالم، ولن يأمن إنسان على نفسه فهو سيؤخذ بجريرة غيره.
أول من اضطهد هم العرب والمسلمون في امريكا لدينهم أو ملامحهم أو ملابسهم أي أنهم أبرياء عوقبوا بذنب لم يرتكبوه، وقد أحسن الرئيس الامريكي جورج بوش عندما زار المركز الاسلامي في واشنطن ليؤكد على ما تفتخر به امريكا وهو ان الإنسان لا يضايق بسبب دينه أو عرقه وأن أمريكا اثبتت للعالم أن الأديان والأعراق يمكن أن تتعايش إذا مارس كل دينه، ولم يمنع الآخرين أو يكرههم على دينه، وهذا هو نهج الإسلام على مدى أربعة عشر قرناً ، فلم يهدم المسلمون كنيسة ولم يجبروا أهل بلاد على اعتناق الإسلام، وبقيت الأديان يمارسها أتباعها، والتزم لهم المسلمون بحق المواطنة والحماية حتى أولئك الذين تعاون بعضهم مع عدو خارجي لم يُعاقبوا كلهم بخيانة من تعاون مع العدو لأن الإسلام يقرر أنه لا تزر وازرة وزر أخرى، وأن حرية الأديان مكفولة (لا إكراه في الدين) (لكم دينكم ولي دين).
والمتهم بريء حتى تثبت تهمته، ولهذا فإن وسائل الإعلام الامريكية ارتكبت خطأ كبيراً حين أعلنت أسماء متهمين وصورهم عبر وسائل الإعلام قبل أن يثبت أنهم مجرمون واعتمدت على بيانات أسماء ركاب الطائرات ولم تفرق بين مجرم وراكب فَقَد حياته ضحية للإرهاب، واستخرجت الصور من ملفات الدراسة وغيرها، ولا سبب لذلك، إلا أن الاسم عربي، فأصبح كأن مجرد وجود اسم عربي على طائرة يعني أنه مجرم، واتضح أن بعض الأسماء ميت، وبعضهم في عمله في الوقت الذي أعلن موته لأنه اتهم بقيادة الطائرة، وبعضهم توجد عشرات الأسماء التي تشابه اسمه، وهكذا تهمة بلا دليل، وانتهاك لحقوق إنسان بلا دليل، وتضارب في قوائم الأسماء المنشورة على انها ركاب طائرات والأسماء المشتبه في أنها ارتكبت الهجوم.
القتل للأبرياء جريمة تحت أي سبب، ولكن اتهام البريء ايضا خطأ قد يؤدي إلي قتل بريء أو اضطهاده كما حصل، وما أشبه الليلة بالبارحة، فعندما حدث انفجار (أوكلاهوما) اتهم العرب، وأعيد عربي من مطار لندن، وبعد التحقيق الذي تشكر عليه أمريكا اتضح انه لا صلة للعرب به.
إذا وجد عربي مجرم أو مسلم يسيء فهم الإسلام فلا يعني ذلك اتهام ملايين المسلمين في العالم، بل العدالة وحقوق الإنسان تقتضي أن يتم التحقيق أولاً فإذا ما ثبتت الجريمة فالعالم كله مع العدالة فالتسرع أضر بكثير من الأبرياء، مما دعا الرئيس الأمريكي إلى زيارة المركز الإسلامي والظهور على أجهزة الإعلام ليعلن أن المواطن العربي الامريكي أو المقيم على أرضها محفوظة حقوقه بموجب القانون. وكان لذلك أثره الفعّال.
ثم إنه يجب محاسبة وسائل الإعلام التي أصبحت تلحق أضراراً أكثر من الحروب بل تخوض حروباً بحجة السبق أو لأهداف لدى مديريها مما يتطلب وضع قوانين دولية صارمة لمحاسبة أي جهاز إعلامي يعتدي على حقوق الآخرين أو يحرض على الاعتداء عليها، أو يلقي تهمة بلا دليل.
* للتواصل ص.ب 45209 الرياض 11512 الفاكس 4012691
ayedhb@hotmail.com
|
|
|
|
|