| مقـالات
بدأ قصته.. بعد أن اتكأ.. كما يحب أن يتكىء.. لإراحة البطن الذي حشره بما لذ وطاب من الأطعمة.. قال: هذي.. مثل حرمة التلفزيون...
أنا لم أسمع بداية حديثه الذي جاذبه الحديث.. لكني فهمت.. أنه غير راض عن حرمة التلفزيون.. وحق له.. ألا يرضى.. فهو بقية من أهل الغيرة ومن يتشبع حسه بالنص السماوي: «وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى..» ثم واصل حديثه. قال: كنا نعرف المرأة الحيية العفيفة. من كوع عباتها.
أي أنها كانت تلبس عباءة.. تستر كامل جسدها.. فإذا مر بها رجال في «السوق».. التصقت بالجدار حولها.. فاحتكت بالجدار.. فبان الطين أو أثر الطين في موقع الاحتكاك وغالباً ما يكون الكوع الذي تخبئه داخل العباة.
اليوم.. ياسيدي. كل شيء طالع.. ولم يبق إلا ما يلزم الرجل من المرأة.
والسؤال.. الذي يصك أذن صاحبنا هذا. هو.. هل التلفزيون ما يشتغل إلا إذا قدمت برامجه امرأة.. هكذا.. يسأل.. لكن الذين لم يتربوا في بيئة دينية حقيقية صادقة. يسخرون منه.. ويرون أنه من كوكب آخر.. قلت: ياشيخ.. في آخر الزمان.. «كما ورد».. يمر الناس برجال يصلون الصلاة.. فيتعجبون.. ويقولون.. ماذا يفعل هؤلاء؟!
إن ديننا خاتم الأديان. وهو عند الله.. هو الإسلام.. وللمرأة حدود في العمل.. يتجاوب مع تكوينها وفطرتها وقدراتها. والمرأة متى ما تعدت ذلك. كان عليها الضرر. ومنها الضرر. ولو قلت هذا الكلام للذين لا يهمهم مصلحة المرأة. لقالوا. هذا هراء.. وهم يقولون ذلك بكل بجاحة.
ها هي القنوات الفضائحية. كما يسميها بعض الزملاء. ها هي تتسابق لكسب المرأة المغناج.. المتبرجة.. السافرة الوجه والنحر.. واليدين.. والساعدين والفخذين.. اللابسة للثياب التي تحجم تكوينات المرأة. أهذا يليق.. من منكم.. أيها المتبجحون يسمح أن تكون أخته أو ابنته كذا..؟!
لذلك فإن الشيخ.. عندما اتكأ.. وأعرب عن تذمره من «حرمة» التلفزيون انما كان.. ينصح صديقه الذي يناقشه في زواج ابنه.. فهو يحذره ويقول: لا تصير زوجة ولدك.. مثل حرمة التلفزيون.. هناك غريرون كثيرون انهدمت بيوتهم بسبب حرمة التلفزيون هذه.
وهناك بيوت كثيرة. دخلتها الأرضة الحديثة. فسقطت على من فيها وأخيراً . نقول لأصحاب القنوات «الفضائحية هذه» اعلموا أنه من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها حتى تقوم الساعة.
|
|
|
|
|