| اليوم الوطني
تولي الامم المتقدمة ذكرى أيامها الوطنية كل الاهتمام لأهمية هذه المناسبة لديهم وللتفاخر امام الشعوب الاخرى وحري بنا في هذا البلد المعطاء المملكة العربية السعودية ان نسعد بيومنا الوطني المجيد وأن نقف قليلا ونتأمل ماذا كنا وأين اصبحنا؟
بدأت قصة هذا البلد الكريم في مطلع القرن الميلادي الماضي حيث استرجع صقر الجزيرة العربية وموحد هذه البلاد جلالة المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود مدينة الرياض وانطلق منها لإكمال كفاحه لاسترجاع ملك آبائه وأجداده (دولة آل سعود) والتي اصبحت فيما بعد بفضل من الله ثم بعزمه وبمجهوداته ورجاله المخلصين دولة ذات ثقل اقليمي ودولي فصنع لها الشخصية الاعتبارية التي تليق بها وبفضل من الله ثم بوجود المقدسات الاسلامية وتطبيق الشريعة الاسلامية تبوأت المملكة مكانة اسلامية عظيمة، ثم اكمل المسيرة من بعده ابناؤه البررة سعود والفيصل والخالد يرحمهم الله وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد حفظه الله ورعاه، ومن نعم الله على هذا البلد الثروة النفطية التي ساعدت على إعداد البنية التحتية للبلاد في مرحلة النمو وتوسيع دائرة النهضة لتشمل كل أرجاء الوطن وما تبع هذه الثروة من صناعات متعددة لإنتاج الوقود والبتروكيماويات والمواد الخام الاولية التي اعطت تنوعاً للمواد الاقتصادية للمملكة.
وما إنشاء مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين وتأسيس هيئة ملكية للاشراف عليهما قبل عقدين من الزمان الا تحقيق لهدف التنوع الاقتصادي، وقد ترأس الهيئة الملكية آنذاك خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله عندما كان وليا للعهد، واستمرت المدينتان في التقدم حتى وصلت في عهده الزاهر الى قمة النمو، ففي عام 1983م دون اسم مدينة الجبيل الصناعية في سجلات جينس للارقام القياسية باعتبارها اكبر مشروع هندسي وإنشائي يتم تنفيذه. وقد وصل عدد المرافق الصناعية في المدينتين اليوم الى (200) مرفق، منها (25) مرفقا للصناعات الثقيلة المتمثلة في انتاج الصلب والأسمدة، ومنتجات تكرير النفط والمواد البتروكيماوية التي تمثل 10% تقريبا من الانتاج العالمي لتلك المواد. وتمثل المصانع القائمة في المدينتين اكثر من 50% من اجمالي الانتاج الصناعي بالمملكة، وتدر عائدا سنويا يناهز 50 مليار دولار امريكي. وأخيرا فان مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين في عهد خادم الحرمين الشريفين راعي نهضتنا الحديثة قطعتا شوطا بعيداً نحو المستقبل الواعد الذي يحظى بتقدم على جميع الاصعدة وبشكل خاص على صعيد الصناعة الضخمة والصناعة البتروكيماوية والتحويلية وهي انطلاقة نحو العالمية. أسأل الله العلي القدير ان يحفظ لهذه البلاد وشعبها راعي نهضتها القائد خادم الحرمين الشريفين، وسمو سيدي ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني، وسمو سيدي النائب الثاني وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وان يديم على هذه البلاد الامن والامان انه عزيز قدير مجيب الدعوات.
*وكيل رئيس الهيئة الملكية
|
|
|
|
|