| اليوم الوطني
* عبدالرحمن بن صالح
آل عبداللطيف:
الأول من الميزان الموافق الثالث والعشرين من سبتمبر من كل عام يتفاعل فيه أبناء المملكة العربية السعودية مع الذكرى المتجددة لليوم الخالد.. يوم التوحيد.. يوم اعلان تأسيس هذا الكيان الشامخ على يد صقر الجزيرة العربية الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه ومعه رجاله الأوفياء أبناء هذا الوطن الكريم تحت رآية (لا إله الا الله محمد رسول الله) انه ليوم عزيز، دخل فيه رحمه الله مدينة (الرياض) ليعيد ملك آبائه وأجداده في أروع صورة من صور البطولة والشجاعة واضعاً أولى لبنات إعادة توحيد هذا البنيان الكبير على أسس قوية موحدة هدفها تحكيم شرع الله والعمل بسنة نبيه ومنذ ذلك اليوم تتكرر في كل عام ذكرى هذا اليوم الأغر الذي اجتمع فيه شتات الأمة إيذاناً ببدء عصر جديد لهذا الوطن الكبير.. إنساناً وأرضاً بل لأمة الإسلام التي يفد أبناؤها كل عام إلى أقدس البقاع وأطهرها بيت الله الحرام ومسجد رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.. لقد عم الأمن والأمان وتحول المجتمع من قبائل متناحرة على لقمة العيش وقطعة الأرض الخضراء على صغرها إلى شعب عرف معنى الاستقرار وكسب العيش الحلال.
انه اليوم الذي شع فيه نور الوحدة ونور العلم وطلبه فكان وسيبقى عبدالعزيز الذي عاش ومات بين أبناء شعبه فخلد في ذاكرة أمته.. إنها الذكرى التي تفيأ فيها حجاج بيت الله الحرام وعماره وزوار مسجد رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم ظلالا وارفة من الأمن والأمان حتى أصبحت السبل اليهما آمنة مطمئنة وتلك غاية كانت هاجس الجميع لا تفارقهم وهي خدمة دين الله والمسلمين وفق شرع الله.
انها الذكرى التي يستلهم فيها أبناء الوطن الغالي كل المعاني السامية والأصيلة التي تربط ماضينا التليد بحاضرنا الزاهر المجيد وتعزز انطلاقتنا المظفرة نحو المستقبل المشرق.
إننا أبناء هذه البلاد حينما نعيد ذكرى اليوم المشرق الوضاء فإننا نستعيد رحلة الجهاد التي كانت الركيزة الأساس لهذه الانجازات التي تنعم بها بلادنا فعبر ما يزيد على مائة عام حققت المملكة انجازات شاملة على المستويين الداخلي والخارجي وأصبح أبناء هذه الأرض يعيشون فيما كان يحسب يوما من الأيام حلما بعيد المنال فقد عم الأمن والأمان وتوطد الاستقرار وانتشر الرخاء وأصبحت جميع مناحي الحياة في سباق مع الزمن في رحلة التطور المتلاحق المتصل وتبوأت المملكة موقعا رياديا بين دول العالم، كل ذلك بتوفيق الله وفضله ثم بحرص القيادات الرشيدة التي تسلمت الأمانة من بعد المؤسس الباني الملك عبدالعزيز، لقد سارت القيادات السعودية على النهج القويم الذي وضعه الملك الموحد لاستكمال العمل الجاد لبناء المستقبل ولم يتغير النهج ولا الهدف لأنه مستمد من شرع الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
وذكرى اليوم الوطني هي ذكرى ملحمة خالدة سطرتها السواعد الوطنية القوية تحت رآية التوحيد التي حملها الملك عبدالعزيز رحمه الله الذي قاد بمهارة نادرة ملحمة توحيد وتأسيس هذا الكيان بإرادة الله ثم بعزم وهمم الرجال الاشداء الذين استعانوا بربهم لتوحيد بلادهم فأعانهم وأنجزوا هذه الملحمة التي لازالت قائمة حيث يسطر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني في هذا العهد الزاهر فصولا كبيرة وإنجازات عظيمة يتلمس من خلالها احتياجات الوطن والمواطن لتلبيتها وفق استراتيجية واضحة المعالم أساسها الدين الإسلامي الحنيف وقد استكملت المملكة العربية السعودية كافة التجهيزات الأساسية في جميع المجالات وما ذلك إلا بفضل الله ثم بحسن التخطيط ودقة التنظيم وسلامة الاستثمار للجهود والأموال ويأتي صدور الأنظمة الثلاثة: النظام الأساسي للحكم ومجلس الشورى ونظام المناطق وما تبعها من تطوير وإتاحة الفرص لمشاركة الكفاءات الوطنية في كل مجال لخدمة وطنهم تتويجاً للانجازات التي تحققت وفي مقدمتها عمارة الحرمين الشريفين والأماكن المقدسة وخدمة ضيوف الرحمن.
ولذكرى اليوم ا لوطني المجيد وقفة تأمل واستذكار لما كنا عليه وما نعيشه اليوم حاضراً ومستقبلاً ان شاء الله نستزيد منها الشكر للمولى عز وجل على ما أفاء به علينا من نعم ونسأل الله ان يوفق قيادتنا الرشيدة وجميع المخلصين وان يمد الجميع بعونه لتحقيق المزيد من الخير للمسلمين في كل مكان وزمان.
|
|
|
|
|