| اليوم الوطني
تتعاقب الأيام والأجيال.. ويبقى الحديث عن ميلاد مملكتنا الحبيبة راسخاً في العقول والأذهان.. يثير في النفس ذكريات جميلة تحمل بين طياتها مشاعر نبيلة تنبض فخرا واعتزازا، وتعيد للأذهان مسيرة بطل وكفاح أمة حققا معاً ملحمة وطنية وقصة بطولات سجلها التاريخ بأحرف من نور على صفحات الزمن.. قصة مجاهد فذ ولدت على يديه دولة أسسها من أول يوم على إعلاء كلمة الحق ونصرة الدين الحنيف.. وصار ذلك اليوم الخالد منعطفا هاما في تاريخ مملكتنا الحبيبة.
إننا نحتفي في هذه الأيام بذكرى اليوم الوطني لتأسيس المملكة العربية السعودية على يدي جلالة الملك عبدالعزيز بن الإمام عبدالرحمن آل سعود «طيب الله ثراه» الذي وحد شتاته.. وأسس بنيانه بعبقريته الفذة وحنكته السياسية.. وبدأ بقيادته الرشيدة ملحمة البناء الحضاري الشامخ على أساس من المحبة والإخلاص لله ثم الوطن.
لقد حقق جلالة الملك عبدالعزيز بملكاته القيادية وجهوده الضخمة حلم الوطن الكبير الذي لملم شتات أطراف مترامية في دولة قوية موحدة تنعم بالأمن والاستقرار.. وانطلق بعدها ليضع اللبنات الأولى لزخم تنموي ضخم تشعبت روافده لتشمل كافة مناحي الحياة.
وقد أدرك جلالته بعبقريته ونظرته الثاقبة لحاضر ومستقبل بلاده المترامية الأطراف أهمية وجود وسيلة نقل ذات طاقة تحميلية ضخمة تخدم مشروعات الإعمار والتنمية، ولهذا قال جلالته «لا يطور بلادنا إلا السكة الحديد» وأمر بتنفيذ مشروع الخط الحديدي الذي يربط بين ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام بمدينة الرياض، وكان له ما أراد وحقق جلالته ليحقق أهدافا إنمائية هامة بربط عاصمة البلاد اجتماعيا واقتصاديا بوسيلة نقل فعالة تسهل اتصالها بميناء الدمام مما فتح آفاقا تجارية وساعد على تدفق المواد والمعدات التي ساهمت في ازدهار حركة الإعمار والإنشاء في العاصمة والمدن الواقعة على امتداد الخط الحديدي.
وكان جلالته أبعد نظرا فأمر بإعداد الدراسات لتوسعة شبكة الخطوط الحديدية لربط معظم أرجاء المملكة، وقد أثبتت الأيام بعد نظر المؤسس الفذ رحمه الله إذ أكدت الدراسات المالية والفنية الحديثة جدوى التوسع في الشبكة الحالية لخدمة قطاعات حيوية من الاقتصاد الوطني كالصناعة والتعدين في الشمال وحركة النقل التجاري المحلي والدولي العابر بين غرب المملكة وشرقها بما يعزز من موقع المملكة دوليا في عصر العولمة.
ولقد ساهمت السكك الحديدية على مر السنين في تنمية وتطوير البلاد حتى صارت إحدى ركائز البناء الاقتصادي الذي أرسى قواعده جلالة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، وأكمل بناءه من بعده أبناؤه البررة حتى تكامل في عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله.. وأصبح ما نعيشه اليوم في عهده الزاهر مدعاة للفخر والاعتزاز.
إن وجود شبكة خطوط حديدية منتشرة وقادرة على توفير خدمات نقل اقتصادية للركاب والبضائع أصبح سمة من سمات نضوج الاقتصاد في البلدان التي حققت إنجازات تنموية هامة اقتصاديا واجتماعيا ولم يفت ذلك على قيادتنا الرشيدة إذ أصبح مشروع توسعة شبكة الخطوط الحديدية يحظى ببالغ الاهتمام من لدن مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء. وإن خير دلالة على هذا الاهتمام هو ما تم في الأسبوع الماضي من اعتماد لجنة التخصيص في المجلس الاقتصادي للخطة التنفيذية لمشروع التوسعة الضخم الذي سيشمل في مراحله الأولى ربط الشبكة الحالية بمدينة جدة وكذلك ربط المناطق الغنية بالمعادن في شمال المملكة بمدينة الجبيل الصناعية عن طريق الشبكة الحالية.
وإنه لمن دواعي الشرف والسرور في هذه المناسبة السعيدة أن أجدد العهد بالولاء والإخلاص للأب القائد مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز «حفظه الله وأيده»، ويسعدني أن أرفع أسمى آيات الولاء والتقدير وأرق التهاني إلى مقامه السامي الكريم ولمقام سيدي صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني الأمير عبدالله بن عبدالعزيز «حفظه الله» ، وسيدي صاحب السمو الملكي النائب الثاني ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز «حفظه الله»، والأسرة المالكة الكريمة.
كما يسعدني أن أرفع أرق التهاني والتبريكات لسيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية «حفظه الله» ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن سلطان بن عبدالعزيز «حفظه الله» والشعب السعودي الكريم.
وأدعو الحق تبارك وتعالى أن يحفظ لنا مليكنا المفدى ويمده بعونه وتسديده ويمتعه بالصحة والعافية وطول العمر وأن يؤيد حكومتنا الرشيدة وأن تستمر المسيرة الوطنية في ملحمة البناء بخطى ثابتة وعطاء مستمر.
رئيس عام المؤسسة العامة للخطوط الحديدة.
|
|
|
|
|