| اليوم الوطني
* جازان طه كليب :
تعاودنا ذكرى اليوم الوطني المجيد يوم العزة والفخار، ونستقرئ في ذكراه العزيزة مواكب التطور وحركة البناء التي غطت كل بقعة من بقاع هذه الأرض المعطاء وشملت شتى مناحي الحياة في مشروع حضاري كبير قلما شهد التاريخ الحديث له مثيلاً. وإذا قصرنا حديثنا على التطور الصحي الذي شهدته بلادنا منذ عهد الملك المؤسس الراحل المغفور له بإذن الله تعالى الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله. نجد أن ما تحقق يعد ملحمة من ملاحم البناء الإنساني الذي تجاوز حدود القياس التاريخي إنجازاً وأداء.
خطوات البداية
فعندما تأسست المملكة لم يكن في طول البلاد وعرضها سوى مستشفيين وكانا صغيرين محدودي الإمكانية والتجهيز أطلق عليهما تجاوزاً مسمى مستشفى. وهما مستشفى أجياد بمكة المكرمة ومستشفى باب شريف في جدة وكان الاستشفاء في البلاد يتم بطرق بدائية وتقليدية مثل الكي بالنار والحجامة والوصفات الشعبية في بقية أنحاء المملكة. ولقد أعطى المؤسس يرحمه الله صحة الانسان اهتماماً واولاها عناية كبيرة، فبعد دخوله الحجاز أصدر الملك عبدالعزيز أمراً ملكياً في 27/8/1344ه قضى بإنشاء مديرية الصحة والإسعاف والتي ربطت مباشرة بنائب الملك في الحجاز وكان آنذاك الملك فيصل يرحمه الله. وكان من مهامها رعاية صحة الأفراد والاهتمام بصحة الحجاج وكذلك صحة البيئة وكان هذا القرار دليلاً على ما تمثله صحة المواطن من أهمية لدى ولاة الأمر، حيث كانت هذه المديرية مرتبطة بولي العهد ومستقلة عن وزارة المالية التي تشرف على كل الإدارات الخدمية آنذاك. وفي عام 1351ه صدر أمر سام كريم قضى بتشكيل مجلس اعلى للصحة لتولي وضع السياسات الصحية العامة. ولقد تم في عهد الملك عبدالعزيز إنشاء عدد من المستشفيات والمستوصفات حيث بلغ عدد المستشفيات التي أنشئت في عهد الملك عبدالعزيز (11) مستشفى الى جانب (25) مستوصفاً انتشرت في مختلف مناطق المملكة.
كما صدر أمر سام في 29/4/1351ه باشتراك الحكومة في المجلس الصحي الدولي (منظمة الصحة العالمية حالياً) وذلك للاستفادة من الخبرات الطبية المتوفرة خارج حدود المملكة العربية السعودية.
ولقد شهدت الخدمات الصحية في البلاد نقلة نوعية كبيرة عندما أصدر الملك عبدالعزيز مرسوماً ملكياً في 1370ه بإنشاء وزارة الصحة وتعيين الأمير عبدالله الفيصل وزيراً للصحة.
مما سبق نستطيع القول إن مرحلة التأسيس التي وضع أركانها الملك عبدالعزيز شملت الخدمات الصحية فلقد تواصلت المنجزات الصحية واستمرت حركة التطوير للخدمات الصحية خلال عهد ابناء عبدالعزيز البررة الملك سعود والملك فيصل والملك خالد يرحمهم الله.
وثبات ونقلات نوعية
أما في عهدنا الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله شهد القطاع الصحي وثبات كبيرة وواسعة ونوعية، فعندما تولى خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله مقاليد الحكم في الثاني والعشرين من شهر شعبان عام 1402ه كان عدد مستشفيات وزارة الصحة (72) مستشفى فقط بعدد أسرة إجمالي بلغ (14333) سريراً بينما يبلغ عدد مستشفيات وزارة الصحة اليوم (180) مستشفى بعدد اسرة اجمالي يبلغ (27058) سريراً الى جانب (39) مستشفى تتبع الجهات الحكومية الاخرى بسعة سريرية اجمالية تبلغ (8970)سريراً اي اجمالي عدد المستشفيات حالياً بلغ (219) مستشفى حكومية بسعة سريرية اجمالية تبلغ (36028). كما ارتفع عدد المراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة في عهد خادم الحرمين الشريفين من (973) مركزاً صحياً فقط إلى (1737) مركزاً صحياً الى جانب (611) مركزاً صحياً تتبع الجهات الحكومية الاخرى وبالتالي يبلغ العدد الاجمالي للمراكز الصحية الحكومية في المملكة (2348) مركزاً صحياً تنتشر في مختلف ارجاء المملكة الحبيبة. ولعل من اهم ما تجدر الاشارة إليه في هذه المناسبة العظيمة هو ما توج به مولاي خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله السياسة الصحية بالمملكة العمل على اتخاذ كل ما يجب لعدم تأثر الخدمات الصحية في المملكة سلبا بالاوضاع المالية للدولة لأنها كما اكد من اولى اهتماماته وكذلك ادخلت خدمة الطب الفضائي في بعض مستشفياتنا ليمثل ذلك نقلة طبية نوعية كبيرة.. فلقد دشن خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله في الحادي عشر من شهر ربيع الآخر 1416ه مشروع ربط مستشفيات المملكة بالمراكز الطبية المتخصصة في الولايات المتحدة والمراكز العالمية عبر الاقمار الصناعية وباتت تجرى في مستشفيات المملكة العمليات الجراحية المعقدة والكبرى التي لا تجرى إلا في مستشفيات دول العالم المتقدمة طبياً مثل عمليات زراعة الاعضاء (زراعة الكبد والقلب والكلى والقرنية ونخاع العظام) وغيرها من الجراحات الدقيقة. وبأيدي أطباء سعوديين اصبحوا من الرموز العالمية في المجال الطبي.
الصحة في جازان
أما الخدمات التي حظيت بها منطقة جازان في عهد خادم الحرمين الشريفين فقد نالت منطقة جازان حظها الوافر من الخدمات الصحية كبقية مناطق المملكة في عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله، ففي عهده الميمون قفز عدد المستشفيات اكثر من الضعف حيث تم تجهيز وتشغيل عدد (8) ثمانية مستشفيات ليصل إجمالي المستشفيات الى (13) ثلاثة عشر مستشفى منتشرة في ارجاء المنطقة، بها عيادات خارجية واقسام طوارىء واسعاف والمستشفيات التي تم افتتاحها: وتمشياً مع خطط الوزارة لتوسيع البنية الاساسية للخدمات الصحية عن طريق إنشاء وتشغيل المراكز الصحية كأساس لتقديم الرعاية الصحية المتكاملة وتطوير القوى البشرية وتنميتها وفقاً للمبدأ المعروف «درهم وقاية خير من قنطار علاج»، ولتحقيق الهدف المنشود زاد عدد مراكز الرعاية الصحية بالمنطقة في عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين الى اكثر من الضعف فقد تم إنشاء وتجهيز عدد 74 مركزا صحيا ليصل إجمالي العدد إلى 135 مركزا منتشرة في المدن والقرى والهجر في سفوح الأودية وقمم الجبال والسواحل.
محطات مكافحة الأمراض المتوطنة.
نظراً لتميز منطقة جازان بخصائص مناخية وطبوغرافية وبيئية نتج عنها توطن امراض الملاريا والبلهارسيا واللشمانيا وما ظهر من العام الماضي من انتشار مرض حمى الوادي المتصدع فقد تم تقسم المنطقة الى ثمانية قطاعات وانشىء في كل قطاع محطة يرأسها طبيب ويساعده مهندس زراعي متخصص وتم توزيع الكوادر الفنية والعمالة الموسمية على هذه المحطات وتجهيز المحطات بكل ما يلزم من اجهزة رش ومعدات ووسائل فحص وسيارات وتطوير عمليات المكافحة كما ادخلت وسائل تشخيصية عالية الكفاءة مع المراقبة المستمرة لتأثير المبيدات واستخدام البدائل عند الحاجة، ووضعت استراتيجية لتحقيق اهداف المكافحة الوبائية حسب خطة عمل سنوية تحقق منها الشيء الكثير.
التطور النوعي لصحة المنطقة
شهدت المنطقة في عهده يحفظه الله تطورا كبيراً لنوعية الخدمات الصحية المقدمة للمرضى من خلال ما يلي:
تزويد المستشفيات والمراكز الصحية بالاجهزة الطبية الحديثة ووفق احدث التكنولوجيا الطبية المستخدمة في المستشفيات العامة ففي مستشفى الملك فهد المركزي زادت السعة السريرية لتصل الى خمسمائة سرير تخدم جميع التخصصات الطبية من باطنة وعظام وجراحة ومسالك بولية واطفال وحضانات المواليد الخدج ووحدتي العناية المركزة والقلب والصدر ووحدة الحروق وقسم امراض النساء والولادة وقسم العيون ووحدة عمليات كبرى واخرى للعمليات الصغرى والمناظير، ويوجد بالمستشفى حالياً جهازان للتصوير بالاشعة المقطعية C.T.SCAN وجهاز حديث للتصوير بالرنين المغناطيسي M.R.I وأجهزة تصوير بالامواج فوق الصوتية ويوجد بالمستشفى قسم للطب النووي وآخر للعلاج الطبيعي وعيادات خارجية تغطي جميع التخصصات الطبية وبها وحدة متكاملة لعلاج الامراض الجلدية تم تجهيزها حديثاً. تم استقطاب كفاءات طبية متخصصة ويحملون اعلى تأهيل في التخصصات الطبية المختلفة من معظم دول العالم. تم تدريب الكفاءات الوطنية في مجال الطب واصبح لدينا في منطقة جازان بحمد الله ما يقارب خمسين طبيبا من استشاريين واخصائيين واطباء عموم. وهناك العديد من المعامل مثل معامل اللغة الانجليزية والفيزياء والكيمياء والتشريح والمختبرات الطبية بالاضافة الى معامل التدريب على اعمال التمريض والصيدلية والاشعة ومعمل الاسنان. وتضم الكلية مكتبة تحوي العديد من الكتب والمراجع والدوريات والنشرات الثقافية وبهذه المناسبة مناسبة ذكرى اليوم الوطني لبلادنا الذكرى الغالية علينا اشعر بان من الواجب علينا جميعا ان نكون يدا واحدة وصفا واحدا وهذا يجب ان يكون على مدى الاجيال القادمة وفق توجيهات حكومتنا الرشيدة.
|
|
|
|
|