رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 23rd September,2001 العدد:10587الطبعةالاولـي الأحد 6 ,رجب 1422

اليوم الوطني

يوم الإعجاز والإنجاز
د، عبدالعزيز بن سالم الحارثي
تأتي ذكرى التوحيد، ، حاملة معها إنجاز الأبطال حين يجود بهم التاريخ في لحظة نادرة، ، لحظة تحدد مسار الأمم، وترسم خطى توهجت فجأة في زمن كانت التفرقة عنواناً يتيماً يبحث عن علامة فارقة، ، تستجمع كل شواهد الماضي لتقدم درساً مثالياً في كيفية بناء شعب وأمة وجمع شتاتها، ، تأتي الذكرى، محملة بعزم الرجال حين يستلهمون منابع القراءة وصفاء العقيدة وعزما مشحونا بإرادة تفوق طبيعة الجغرافيا وشح الموارد وقسوة الظروف المناخية والمؤامرات الخارجية، كان الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن يحمل داخله عقلاً تجاوز عصره بكثير، وعبقرية عرفت كيف تؤلف من طبيعة المكان وأهمية الزمان وحدة فكرية كانت البذرة تحمل في طياتها استعداداً لمسؤولية قال عنها المؤرخون المنصفون وما أكثرهم انها تخترق الفيافي والجبال والصحراء المترامية الأطراف وصولا نحو البشر ثروة البلاد قبل النفط وقبل اكتشافه، ،
جاء عبدالعزيز ليؤلف وحدة بمقياس عصرها تعتبر تحديا كبيراً لتولد أمة من نوع آخر تتوحّد أمة من خلال «الفعل» لا «الشعارات» وتنهض في فترة زمنية قليلة لتصبح مفردات الاعجاز التاريخي بعيداً عن أي شبهة يرتفع علمها خفاقاً بين الأمم،
ولعل الدرس المهم في توحيد هذه البلاد بالذات، جاء قبل اكتشاف النفط ليدلل بقوة على مدى ما تمتع به عبدالعزيز من قوة شخصية اجبرت حتى غير المنصفين على الاعتراف بذلك، ، بل جعلتهم يتعجبون من قدرته الفائقة على تحدي الظروف والصعاب،
الدرس الآخر والذي لا يقل أهمية، هو ما نستطيع ان نسميه «الثمرة»،
المواطن من أبناء هذا البلد يستطيع ان يقول ان الثمرة تلخص عمق الرؤية السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي نجنيها الآن في دليل على ان التاريخ الحق لا يكذب ولا يتحمل، ، وان الواقع الملموس يشهد بحجم الإنجاز قبل الإعجاز،
ولنرى أيضاً الفتاة السعودية تقتحم الصعاب وتقف على أهبة الاستعداد لخدمة وطنها، وإذا كان وأد البنات عادة جاهلية فإن إعادة الاعتبار للمرأة بعد التوحيد من أسس وثوابت ديننا الإسلامي الحنيف التي اعتزت دولتنا الفتية بالأخذ به والقيام على نشره والتمسك به، ، والأرقام وحدها شاهدة على حجم التطور الكبير في هذا المجال لتؤكد انه رسالة تحمل في طياتها الكثير وواجب المنسوبين وسواهم خدمة هذه الرسالة التي جعلت السياسة التعليمية في بلادنا تنال الكثير من شهادات التقدير العالمي في اعتراف دولي بما وصلنا إليه في فترة قصيرة جداً، ، أسوة بعناصر النهضة الكثيرة التي نعيشها حالياً،
في مثل هذه الذكرى، يجب علينا ان نراجع بوضوح موقعنا ضمن منظومة الأمم، كيف نحصل على التقنيات العلمية بما يفيدنا وبما يحفظ لنا في نفس الوقت ما يتمتع به مجتمعنا من قيم دينية وأخلاقية عربية أصيلة زادتها الأيام رسوخاً وثباتاً، ، وعلينا أيضاً ان نراجع احوالنا بما يخدمنا، وما نحس اننا بحاجة إليه من تحسين في مختلف المجالات تعليميا وصحيا وثقافيا واقتصاديا، ومع اننا بدأنا السير في الطريق إلا أن دون نهاياته مسافة طويلة تحتاج منا إلى اخلاص وتخطيط وعزيمة وتكاتف كل أفراد هذا الوطن لنسير معا إلى هذه النهاية متسلحين بالإيمان مترابطين بالاخوة مجتمعين حول راية الوطن،
في يوم الوطن نبارك لقائد البلاد وحامل رايتها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني يحفظهم الله الذين أخذوا على عاتقهم مهمة النهوض والارتقاء بكل ما يسعد المواطن ويعد الوطن لمستقبل مشرق زاهر، ، ونهنئ سمو أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف اللذين نذرا نفسيهما لخدمة المنطقة والرفع من مستوى ما تشهده من تقدم، ، وتهنئة كبرى لكل مواطن ومواطنة يعي كل منهما قيمة الوطن ويعمل من أجله في كل الميادين، ، ودعوة مخلصة للتوقف لحظة وتأمل المسيرة والخبرة، وإدراك الحقيقة التي أجبرت العالم على الاعتراف بعظمتها وقدرتها بما فيها من اعجاز قد لا يحققه آخرون، ، وإنجاز يكفينا فقط انه شاهدنا الذي يتحدث عن نفسه،
مدير عام التعليم بالمنطقة الشرقية

أعلـىالصفحةرجوع













[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved