| اليوم الوطني
ما أروع أن يحتفي شعب بأفذاذه وعمالقته الذين أسسوا صروح مجده وشموخه، ورسموا له معالم الطريق للمستقبل بكل شروقه وتطلعاته وأحلامه، وسطروا له صفحات وضاءة في سجلات التاريخ والفخار، فلا مراء أنه شعب يحفظ ذاكرته، ويجل تاريخه، ويصل ماضيه العريق بحاضره الزاهر ويربطه بمستقبله المشرق،
وإذا كانت الشعوب ومؤرخوها المحايدون في الشرق والغرب على السواء قد عرفوا فضل وعطاء المؤسس الباني، موحد الجزيرة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود طيب الله ثراه، وأقروا بأنه واحد من الزعماء القلائل الأفذاذ الذين تركوا بصماتهم على جبين التاريخ، وصنع لهذا الكيان الشامخ المملكة العربية السعودية مكانته العلية بين الأمم، فما بالنا نحن أبناء المملكة الذين يجنون ثمار غرس الملك عبدالعزيز، وينعمون بظلال ما بني وشيِّد، ويواصلون السير في الطريق التي أسسها على قواعد القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة،
وكلما اقترب الأول من الميزان من كل عام والذي صار يوماً وطنياً مجيداً للمملكة فإننا نستذكر بكل الفخر والاعتزاز ملحمة البطولة التي صنعها الملك عبدالعزيز يرحمه الله قبل ما يقرب من قرن من الزمان حين أعلن توحيد أجزاء المملكة المتباعدة وتأسيسها على مبادىء الشريعة السمحة، وأخمد نزاعات الفتنة والتنافر بين أبناء الوطن الواحد وكرس دعائم الأمن والأمان في ربوعه، فشيد المملكة العربية السعودية ككيان يشار إليه بالبنان، تواصل نشر رسالة التوحيد التي انطلق نورها من مكة المكرمة الى ارجاء المعمورة، وقامت سياستها على الاعتدال والسلام ونبذ العدوان ومد يد العون لكل ذي حاجة،
وبعد رحلة طويلة من العطاء من اجل ان تظل المملكة في المكانة اللائقة بها بين الأمم، مضى المؤسس الباني إلى جوار ربه راضياً مرضياً، وترك هذا الكيان الشامخ عنواناً للسلام والمحبة والعطاء، وواصل أبناؤه البررة من بعده الملوك سعود وفيصل وخالد يرحمهم الله ومن بعدهم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز أمد الله في عمره الرسالة والبناء حتى أصبحت المملكة بحول الله قوة للحق والاعتدال وعوناً للمحتاجين، تنشر الإسلام وتساند السلام وترفض الظلم وتنبذ العدوان،
ونجحت المملكة في بناء نهضة حضارية واقتصادية شاملة خلال سنوات معدودة صارت مثالاً يحتذى ونموذجاً يقتدى وسبقت أمما عرفت الرخاء قبلها بعشرات السنين، وها هي تمد أيديها لكل أشقائها في الأمة العربية والإسلامية، وتسارع لنجدة كل الذين تحل بهم الكوارث على امتداد المعمورة أياً كانت عقيدتهم أو جنسياتهم،
واذا كانت المملكة تمد مظلة الخير والعون للمحتاجين في أرجاء المعمورة وخاصة للأقليات الإسلامية، فانها ارست قاعدة للعمل الخيري والانساني في المجتمع السعودي منطلقة من روح التكافل الاجتماعي التي حض عليها ديننا الاسلامي الحنيف وشرعه المطهر، وصار العمل الخيري نهراً لدى كل ابناء الشعب السعودي، فانطلقت المؤسسات والجمعيات الخيرية في أنحاء المملكة تعين المحتاجين وتكفل اليتيم وتعالج اولئك الذين أصابتهم الأمراض العضال وعجزوا عن نفقات العلاج،
لكن المرء لا يستطيع أن يمر مرور الكرام على مؤسسات خيرية عملاقة نهضت على ارض المملكة ووضعت برامج طموحة لمعاونة فئات عزيزة من أبناء المجتمع كفئات المسنين والمرضى ذوي الاحتياجات الخاصة والمعوقين الذين حرموا بعض النعم البدنية او الذهنية ممن يحتاجون الى عون مميز وجهود غير عادية لرعايتهم ومساعدتهم على التغلب على اعاقاتهم وعجزهم والاندماج مع باقي شرائح المجتمع كغيرهم من الاصحاء والاسوياء، وتلك الرسالة الخيرية العظمى وغيرها من صور العطاء العلمي تضطلع بها مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية العملاقة التي منحها سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز كل اهتمامه وعطائه وأبى إلا أن ينفق عليها من ماله الخاص،
فلا غرو ان يتبنى سمو الأمير سلطان هذا المشروع الخير الطموح ليدخل البهجة على نفوس آلاف من الأسر التي قضت حكمة الله ان تحرم احد ابنائها نعمة بدنية او عقلية ولم تجد العلاج لها مما زاد آلامها، ولا شك ان سموه يجسد سمة العطاء والخيرية التي جبل عليها والده الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، وأبناؤه قادة المملكة الأبرار من بعده وسار على نهجهم كافة أبناء الشعب السعودي،
وها هي منظومة المراكز والجمعيات الخيرية العملاقة تتكامل في المملكة لتشكل عقداً ماسياً يتلألأ على جبين الوطن تتقدمها مؤسسة الملك عبدالعزيز الخيرية ومؤسسة الملك فيصل الخيرية ومؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية ومركز الأمير سلمان الاجتماعي، والجمعية السعودية لرعاية الأطفال المعوقين، إضافة إلى الجمعيات الخيرية المنتشرة في ربوع الوطن،
المدير العام المكلف مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية مدير عام مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية
|
|
|
|
|