|
| اليوم الوطني
في حياة الأمم والشعوب أيام خالدة ترنو لها فتذكر أمجادها وصانعي تاريخها ولغرة الميزان ذكرى عطرة جمع الله فيه الشمل ولم فيه الشتات، ، فيه توحد الكيان وصفت القلوب، ، والصانع لهذا اليوم المجيد، ، ، بطل مقدام عزمه لا يلين وجهده لا يكل، ، له نظرة ثاقبة وبصيرة ترى من خلال إيمانها بالله ان قوة الأمة في وحدتها وتكاتفها، ، إنه القائد المؤسس والزعيم الموحد جلالة المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود طيب الله ثراه أجمع المؤرخون على بطولته الفذة وأفردوا له صفحات ناصعة سطروا فيها بطولاته وفتوحاته المظفرة ورصدوا مروءاته الإنسانية وحسن معاملته لخصومه من منطلق إسلامي يتم عن صدق الإيمان وإنسانية المعاملة،
وقد كان يرحمه الله صاحب مدرسة نهل منها أبناؤه البررة فاقتفوا أثر والدهم، ، فهم خير خلف لخير سلف، ، حملوا الأمانة وأدوا الرسالة منذ تأسيس هذا الكيان الكبير حتى آلت الأمانة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله فرعوا الأمانة وصانوها، ، وتسلمت المملكة في هذا العهد الزاهر أعلى مدارج الرقي والتقدم في كل مجال،
ولأن الذكرى غالية، ، كلما مرت بنا فلله شكرنا، ، وللماضي احترامنا وتقديرنا، ، فللمملكة جهود مشكورة وأعمال مشهودة في المجال الإسلامي، ، إذ تقف إلى جانب شقيقاتها من الدول العربية والإسلامية فيما يصيبها من الحروب والكوارث الطبيعية، ، وتسعى جاهدة لتضميد الجراح ومواساة المنكوبين ومد يد العون لهم في كل بقعة من بقاع المعمورة، ، وليس يخفى على أحد ما تحظى به قضية الإسلام الأولى القضية الفلسطينية من دعم مادي ومعنوي من لدن قيادتنا الرشيدة لنصرة ومؤازرة الشعب الفلسطيني الصامد في وجه قوى البغي والعدوان حتى يتحقق بإذن الله النصر المؤزر للإسلام والمسلمين ويتم بحول الله وقوته تحرير المسجد الأقصى المبارك من أيدي اليهود المعتدين،
هذا بالإضافة إلى العديد من المراكز الإسلامية والمساجد التي أسهمت المملكة في إعمارها أو قدمت النصيب الأكبر من تكاليف إنشائها ففي كل أنحاء المعمورة يرتفع صوت الحق منادياً للخير والفلاح مما ساهم في جمع شتات المسلمين في أنحاء المعمورة على ذكر الله وإقامة الصلاة وتوثيق صلات الود والتراحم بين المسلمين وهم يعيشون خارج المجتمعات الإسلامية،
كما حظي الحرمان الشريفان برعاية خاصة واهتمام متواصل من لدن حكومتنا الرشيدة، ، فلهما ومن أجلهما رصدت مليارات الريالات فنالت عمارتهما كل اهتمام ومتابعة، ، ونزعت الملكيات لتوسعتهما، ، وهيئت الساحات والطرق والجسور وكافة الخدمات لضيوف بيت الله الحرام وزوار مسجد رسوله (صلى الله عليه وسلم)،
ولايزال العطاء مستمراً، ، والخير متواصلاً، ، وخدمة الحرمين الشريفين ورعايتهما متواترة حتى يرث الله الأرض ومن عليها،
وليس هذا فحسب، ، بل إن هناك خصوصية في الرعاية والمتابعة من قبل أبناء القائد المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه لجميع شؤون أمتهم، ، ولا أدل على ذلك من الزيارات الميمونة التي يقوم بها سمو سيدي ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز لكافة مناطق ومحافظات المملكة والتي كان آخرها زيارة سموه الكريم لمحافظة الطائف حيث وضع بيده الكريمة حجر الأساس لمشروع مستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي بالطائف،
أما الخدمات الصحية فقد نالت جل الاهتمام والرعاية من لدن ولاة الأمر يحفظهم الله حيث تنتشر في طول البلاد وعرضها مئات المراكز الصحية وعشرات المشافي العامة والمرجعية والتخصصية، ، مما يسر للمواطن العلاج في مكان إقامته وبين أهله وذويه دون الحاجة للسفر إلى الخارج طلباً للعلاج إلا في حالات نادرة جداً، ، وإذا كانت لغة الأرقام هي أصدق وأدق الأدلة على التطور، ، فإن الإنجازات التالية تشهد على ذلك:
1 عدد المشافي التابعة للوزارة (191) مستشفى تزيد أسرتها على (28195) سريراً في مختلف التخصصات، ، وهذه المستشفيات منها المرجعي ومنها التخصصي، ، موزعة وفق الكثافة السكانية بما يحقق العلاج للمواطنين في مكان إقامتهم وقرب مناطقهم،
2 عدد مراكز الرعاية الصحية التابعة لوزارة الصحة (1780) مركزاً طبقت نظام الإحالة، ، وخدماتها شاملة تعنى بالكشف المبكر للمرض وبالتوعية الصحية والتطعيمات الأساسية ضد أمراض الطفولة ورعاية الام ووليدها قبل وأثناء الحمل وبعد الولادة، ، وروعي في توزيع هذه المراكز الكثافة السكانية والطبيعية الجغرافية لكل منطقة وخصص لكل مركز صحي حد معين من السكان يقدم خدماته لهم،
3 أما بالنسبة إلى القوى البشرية، ، فقد أصبح الطبيب السعودي محل إعجاب وتقدير الجميع ولله الحمد، ، بل ان عدداً من أطبائنا السعوديين برعوا في تخصصاتهم، ، وأصبحت لهم مكانة علمية في المحافل الصحية العالمية، ، وتجري في مشافي الوزارة التخصصية الجراحات الدقيقة كزراعة الأعضاء يقوم بها أطباء سعوديون برعوا في تخصصاتهم، ، وأصبحت لهم مكانة علمية في المحافل الصحية العالمية، ، وتجري في مشافي الوزارة التخصصية الجراحات الدقيقة كزراعة الأعضاء يقوم بها أطباء سعوديون مهرة، ، ويشكل الأطباء السعوديون في وزارة الصحة وحدها مايزيد على 5، 19% من العدد الإجمالي للأطباء العاملين في مرافق الوزارة،
4 تبلغ نسب عدد الأسرة للسكان في المستشفيات التابعة لوزارة الصحة 44، 1 سريراً لكل 1000 نسمة وترتفع هذه النسبة إلى 33، 2 سرير لكل 1000 نسمة لكافة الأسرة بجميع القطاعات الصحية بالمملكة بينما تصل هذه النسبة في بعض أرقى الدول المتقدمة في مجال الخدمات الصحية إلى حوالي 2، 6 سرير لكل (1000) نسمة كما هي الحال في كل من بريطانيا والسويد والدانمارك وكندا على سبيل المثال، ، مع العلم بأن بعض مدن ومناطق المملكة كالخبر والظهران ونجران والباحة والقصيم اقتربت فيها نسبة عدد الأسرة لكل (1000) نسمة من المعدلات العالمية المتقدمة إذ تراوحت ما بين 3، 4 إلى 2، 9 سرير،
وهناك خدمات صحية تقدم طوال العام للحجاج والمعتمرين وزوار مسجد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ، وتعزز هذه الخدمات في مواسم الحج لتقديم كافة الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية والإسعافية لضيوف الرحمن، ، ولم يعد خافياً على أحد ما تبذله المملكة من جهود مكثفة لتأمين راحة وسلامة الحجاج والمعتمرين والزائرين ابتغاء مرضاة الله،
وبعد، ، تأتي ذكرى اليوم الوطني في كل عام ونحن نتفيأ ظلال الرخاء العميم أمنا وتقدما وعطاء نشهده ونعيشه مع مطلع شمس كل يوم، ، فلله الحمد والمنة، ، مبتهلين إلى المولى العلي القدير ان يتغمد برحمته الواسعة القائد المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود طيب الله ثراه وان يمد في عمر مليكنا المفدى خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني يحفظهم الله ، ، ليستمر العطاء ويعلو البناء في وطن الأمن والرخاء،
|
|
|
|
|
