| القصيم في يوم الوطن
* الرس - حسين الصيخان:
بلدة الشنانة تقع في جنوب غرب محافظة الرس بحدود سبعة كيلومترات وهي بلدة زراعية كانت مشهورة بزراعة الرمان والنخيل ويوجد فيها عدد من المرافق الحكومية مثل مركز الإمارة، المركز الصحي، مكتب قائم بريد، مدرسة ابتدائية ومتوسطة بنين وبنات.
ويوجد في بلدة الشنانة أماكن أثرية قديمة يمثلها برجها الشاهق الذي يرتفع حوالي 30 متراً وعمره أكثر من 300 سنة ومهمة هذا البرج استطلاعية ومراقبة كما يوجد بالقرب من هذا البرج آبار مطوية قديمة بالحجارة حيث تمثل هذه الآثار أسطورة لهذه البلدة.
كما تم الانتهاء مؤخراً من ترميم البرج واستحداث صالة استقبال بمساحة 7*14م وصالة أخرى والتسوير حوله ومرافق أخرى لتصبح مواقع أثرية لائقة بمبلغ قدره ستمائة وخمسة وخمسين ألفا وثلاثمائة وستة وثلاثين ألف ريال. ومعركة الشنانة التي وقعت عام 1322هـ بين الملك عبدالعزيز يرحمه الله وبين ابن رشيد تحدث عنها الدكتور عبدالله الصالح العثيمين في كتابه (تاريخ المملكة العربية السعودية) الجزء الثاني الطبعة الأولى فقال: (بعد ان وصل ابن رشيد إلى الشنانة اتخذها معسكراً له أما الملك عبدالعزيز فاتخذ الرس له مركزاً وبقي الطرفان في موقعهما حوالي شهرين وكان يحدث بينهما تبادل اطلاق نار بالبنادق قليلاً وطرد خيل محدود ومع مرور الوقت بدأ الملل يدب في صفوف الفريقين خاصة فئات القبائل البدوية التي تحبذ عادة حسم الموقف لتنصرف إلى رعاية شؤونها الخاصة، وإدراكاً من الملك عبدالعزيز لتلك الظروف بعث فهد الرشودي أحد وجهاء بريدة إلى ابن رشيد يعرض عليه ان تقوم هدنة بينهما لكن هذا الأخير سخر بهذا العرض، وهدد بإنزال البطش بخصومه خاصة أهل القصيم الذين ينتمي إليهم الرشودي وزادت تلك السخرية وذلك التهديد من حماس اتباع الملك عبدالعزيز ضد ابن رشيد بل ان موقفه المتشدد لم يكن في صالحه لدى كبار قومه أنفسهم فبعد أيام من رفضه الهدنة مع الملك عبدالعزيز أتى إليه زعماء القبائل الذين معه وقالوا له: إن غنمنا كادت تنتهي وإبلنا وخيلنا تنقص يوميا وأقواتنا شحيحة، بل ان الجنود النظاميين اضطروا إلى أكل جمار النخيل وجلب المؤن من العراق والتعرض دائماً لخطر غارات خصومنا، أما ابن سعود فيعتمد على نتاج بلدانه التي هو فيها فلابد من مناجزته أو الرحيل من المكان فاختار الرحيل وشدت باديته رحالها من الشنانة قبله، ولما بدأ هو وحاضرة جيشه والقوات النظامية بالتحرك فاجأهم الملك عبدالعزيز واتباعه بالهجوم، وتقاتل الطرفان وجه النهار، ثم عاد الملك ومن معه إلى مركزهم الرس وفي اليوم التالي توجه ابن رشيد إلى قصر ابن عقيل وأخذ يضربه بنيران المدافع، ولما علم الملك عبدالعزيز بذلك انطلق باتباعه إلى هناك ودخلوا القصر ليلاً، ولقد تبين لابن رشيد انه غير قادر على احتلاله فبدأ يشد رحاله عنه وتركه الملك عبدالعزيز حتى أكمل تحميل معداته ومؤنه وبدأ يتحرك من مكانه، ثم هجم عليه ولما اشتد القتال بين الطرفين انهزمت القوات النظامية التي مع ابن رشيد، ثم لحق بها في الهزيمة باقي جيشه مخلفين وراءهم المدافع والشيء الكثير من الأسلحة وصناديق الذهب، وهكذا انتهت المعركة التي اشتهرت وان لم تدر رحاها على أرض تلك البلدة وذلك في الثامن عشر من رجب سنة 1322هـ 27/9/1904م وقد وصفت أكثر المصادر معركة الشنانة بأنها كانت ضارية لكن يفهم من كلام القاضي عنها أنها كانت أقرب ماتكون إلى الانسحاب، على أن أهميتها تكمن في نتائجها التي أبرزها حصول الملك عبدالعزيز واتباعه على غنائم كثيرة وتفكك جبهة خصمه.
|
|
|
|
|