| مقـالات
ها هي ذكرى اليوم الوطني السعودي بكل ما تنطوي عليه من مثل تحتذى وعطاءات عز نظيرها تطل علينا من عليائها من جديد حاملة معها باقات وردها وأريج أزاهيرها.. وفي هذه الأجواء التي تعبق بالطيب، المفعمة بالإيمان.. العامرة بالإنجازات الخيّرة التي كان لها ما بعدها.. نجد لزاماً علينا استقراء هذا الماضي الحبيب إلى قلوبنا الملتحم بأفئدتنا لأنه يرتبط بالعقيدة التي نؤمن بها وبالأرض التي نعيش على أديمها والآباء والأجداد الذين ورثنا منهم هذا التراث الخالد.
لذلك لابد أن نتعرف أكثر عن حياة الجيل الذي سبقنا لنبصر حقيقة واقع مجتمعنا سابقاً ولاحقاً وما أصبح عليه اليوم تقدماً واستقراراً وازدهاراً، فالحمد لله أولا وآخرا والشكر له ثم للراحل العظيم جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود طيب الله ثراه الذي استنار بعقيدة الإسلام السمحة فأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين وهو ما يزال إذاك على درب بناء هذا الصرح الكبير.فكان رحمه الله طوال حياته ينطلق فيما يقوم به من إيمانه المطلق بالعقيدة الإسلامية التي تحكم كل ما يقدم عليه على درب تكوين الدولة فكان لابد ابتداءً انتشال المجتمع من حالة التمزق والتشرذم والتخلف وغيرها من المعوقات التي كانت ضاربة أطنابها آنذاك فتصدى لها الراحل العظيم بكل ما آتاه الله من الصفات التي اتسمت بها شخصيته فكان قائداً حكيماً وبطلاً شجاعاً مفوهاً ومحدثاً لبقاً بما يحمل سامعيه إلى الاصغاء لأنه لا يتكلف في كلماته، بل يرسلها سهلة واضحة ومفهومة يعقلها الصغير والكبير.. العالم والمتعلم.. البدوي والحضري.. كما يخص الجميع بالحب والاحترام والتقدير ويتبادل الحوار معهم ليتلمس احتياجاتهم وما يدور في خلدهم من رؤى ونصح وإرشاد وقد ترتب على هذا التواصل الإيجابي تأسيس ما يعرف بسياسة الباب المفتوح التي غدت سمة من السمات التي ينفرد بها ولاة الأمر في هذه البلاد.فشاء الله أن تتواصل الجهود الخيّرة التي استهلها الإمام المؤسس الذي أقام أول وحدة عربية في التاريخ الحديث وفي إطار الشريعة الإسلامية السمحة وفق منهج يلتزم بالثوابت ويستخلص من المستجدات بدون إفراط أو تفريط ما يمكن استثماره وتوظيفه لإحراز التقدم المنشود. وهكذا تنظيم مواكب الخير على أيدي خلفائه البررة أصحاب الجلالة: الملك سعود والملك فيصل والملك خالد رحمهم الله الذين ساروا على نفس الأسس والمنطلقات فأخذ البناء يعلو شيئاً فشيئاً وخطط التنمية الخمسية تتوالى وتؤتي ثمارها فيعم التطوير وتمتد يد الاصلاح لتشمل المدينة والقرية على حد سواء.
وفي هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين يأخذ التطوير منحى جديداً يستمسك بالثوابت، كما يأخذ بالأسباب وفق مفهومات عصرية، حيث يشهد الوطن العزيز كل يوم إنجازاً جديداً بما يدعو للاطمئنان بمستقبل واعد أكثر إشراقاً.ولذلك أجد لزاماً عليّ في هذه المناسبة الغالية أن أرفع أسمى آيات الشكر والامتنان لمقام مولاي الملك فهد بن عبدالعزيز ولسمو ولي عهده الأمين ولسمو سيدي النائب الثاني راجياً المولى جل وعلا أن يبارك جهودهم وأن يجعلهم دوماً سنداً وذخراً.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
* مساعد وزير الإعلام
|
|
|
|
|