| العالم اليوم
حتماً سيحاول ارييل شارون استغلال أي حدث أو خرق لاتفاق وقف اطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه مع السيد ياسر عرفات بعد ضغوط دولية قوية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والاتحاد الروسي.
فرئيس وزراء إسرائيل الذي حاول استغلال ما حدث في أمريكا من أجل تحقيق مآربه الخاصة وتنفيذ مخططات إسرائيلية، أُجبر وبشدة من قبل القوى الدولية الثلاث أمريكا وأوروبا وروسيا على إيقاف استغلاله السيئ والالتزام بوقف سفك دماء الفلسطينيين.
شارون حتماً سيحاول استغلال مقتل اسرائيلي كما حصل يوم الخميس عندما قُتلت مستوطنة يهودية في الضفة الغربية، ومؤكد ان أحداثاً من مثل هذا ستحصل، فليس مؤكداً ان يتم الالتزام التام بوقف اطلاق النار من قبل الجانبين وبالذات من قبل الإسرائيليين بعد عام من الاشتباكات التي كانت أكثر من دموية من قبل الإسرائيليين. ولقد شهدت العشرين ساعة التي سبقت مقتل المستوطنة الإسرائيلية العديد من الخروقات الإسرائيلية من تعرض لمواقع الأمن الفلسطيني وتجريف للأراضي وتدمير لمنازل الفلسطينيين، وأن يحصل رد فلسطيني او تجاوز لأوامر عرفات بوقف اطلاق النار فهذا متوقع من كلا الطرفين، فحادث هنا وآخر هناك يجب ان يؤخذ في الاعتبار وألا يكون ذريعة لشارون للتملص من الاتفاق لاستغلال الحالة الراهنة التي اوجدتها الأحداث في أمريكا للزج ببعض التنظيمات الفلسطينية في معسكر الإرهاب الدولي. ولتحقيق هذا الهدف الشاروني الإسرائيلي تحاول القوات الإسرائيلية استفزاز الفلسطينيين وجر المقاتلين الى مواجهات حتى تعطي الإسرائيليين المبرر للتملص من الاتفاق وتفجير الموقف من جديد وإظهار ياسر عرفات بأنه غير قادر على ضبط الفلسطينيين وبالتالي فان للإسرائيلين وشارون ووزير حربه بن اليعازر الحق في وقف العنف على طريقتهم الخاصة وأسلوبهم في محاربة الإرهاب..!!
هذا الموقف الإسرائيلي والتفكير الشاروني يعيه الفلسطينيون وبالذات القيادة الفلسطينية التي لا تريد ان تعطي شارون ورقة ضغط اضافية على أمريكا لجعلها أكثر انحيازاً لإسرائيل وتعزيز الاتهامات الصهيونية لوضع حركات فلسطينية على قائمة الإرهاب الدولي مما يصعب كثيراً من مهمة الفلسطينيين في نيل استقلالهم وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لبلادهم.
jaser@aljazirah.com
|
|
|
|
|