أبكى الرياض قياداتٍ وأهلينا
أفول نجمٍٍٍ به ازدانت مغانينا
أفول نجمٍ به لاحت مقاصدنا
وكان بالأمل المنشود يغرينا
أبكى الجميع فراقٌ غير مرتقبٍ
لفهدنا رمز من ظلُّوا ميامينا
فهد بن سلمان ما أقسى الوداع له
هذا الذي إخوتي حتماً سيبكينا
فراق من كان في الأخلاق مدرسة
بكل عذبٍ من الآداب يروينا
فراق من عرفته الناس ذا دعةٍ
سمح المحيَّا وفي أعطافه لينا
وكان حقاً سمو المجد يعشقه
ما كان يعشق إلهاماً ونسريناً
ولا تنكب عن درب العلا أبداً
ولا ارتضى غير منهاج المصلِّينا
الله أكبر ما أقساكِ غيبته
وما أشدَّ فراقاً بات يضنينا
غياب شهمٍ فريدٍ في شهامته
يسعى إلى الخير إنشاءً وتموينا
وكان رمز طموحاتٍ مميزةٍ
إذ كم رأيناه للعلياء يهدينا
يهيب فينا الا هُبُّوا غطارفة
وامضوا كراماً على خطو المجلِّينا
واغدوا مثالاً كريماً في الأُلى صدقوا
ولا تكونوا بغير الحق راضينا
ووحدوا صفَّكم تقرب مآربكم
وتُرهبوا من لنا أضحوا مُعادينا
هذاك منهاج فهدٍ تلك سيرته
أكرِم به رمزَ مجدٍ مخلصاً دينا
أكرِم به لذوي الحاجات مُدَّخراً
وللأُلى عرفوا فينا مدينينا
هو الأمير الكريم الشهم في وطني
المستجيب نداءات المنادينا
قد زانه الله بالأخلاق عاليةً
ومكَّن الله فيه النبل تمكينا
من قام يبكيه معذور فقد عظمت
فيه المصيبة إذ حلَّت بوادينا
حلَّت فأبكت جميع الأهل واندفعت
بكل عنفٍ بنار الحزن تصلينا
حلَّت بدار أمير الشعب موجعةً
من كان عند جليل الخطب يُسلينا
من كان إن نزلت بالشعب نازلة
مهولة كان سبَّاق المواسينا
يزور ذا الخطب يُسليه ويؤنسه
وإن دعاه لعونٍ قال آمينا
سلمان مَنْ مثلُه في حُبِّ أمته
ومن سواه بكأس الودِّ يسقينا
وهل ترى غيره يسعى بلا كللٍ
إلى سعادة أوطانٍ وأهلينا
صبراً أميري على هذا المصاب ودم
فينا الصبور وكن عون المصابينا
فقد عرفناك ذا صبرٍ وذا جَلَدٍ
ومؤمناً بقضاء اللهِ بارينا
والله يجبركم فيما أصابكمو
ولايريكمو مكروهاً يوآذينا
فعش أميراً مطاعاً في جزيرتنا
وليرْعَكَ اللهُ كي ترعى فلسطينا
وليُسكن اللهُ فهداً روض جنته
مع الهداة الأُلى ماتوا نقيينا