| متابعة
* واشنطن الوكالات:
تعهد الرئيس الأمريكي جورج بوش مساء الخميس أمام الشعب الأمريكي والعالم بأسره ان النصر سيكون حليفه في الحرب على الارهاب التي ستستخدم فيها كل الوسائل ومنها العسكرية، ونصب الولايات المتحدة في طليعة النضال من اجل «الحرية» والقضاء على «الوحشية».
كما انه وجه تحذيرا قاسيا إلى نظام حركة طالبان الحاكم في كابول داعيا اياه إلى تسليم المسؤولين عن تنظيم «القاعدة» «فورا» وبينهم زعيم التنظيم اسامة بن لادن الذي تعتبره واشنطن المشتبه فيه الرئيسي في اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر. وطلب من القوات الأمريكية ان تكون على اهبة الاستعداد مؤكدا «دنت الساعة التي ستتحرك فيها أمريكا وعندها سنفتخر بكم».
وأمر البنتاغون في الساعات ال24 الاخيرة اعادة انتشار كبيرة للقوات الأمريكية باتجاه الشرق الاوسط والمحيط الهندي.
وتوجهت مئات الطائرات منها قاذفات «بي 1» ووحدات بحرية كبيرة وعدة آلاف من قوات النخبة إلى هذه المنطقة.
بعد تسعة ايام على اعتداءات نيويورك وواشنطن بدا الرئيس الأمريكي في خطابه أمام الكونغرس قائد حرب عازما تارة وقائدا للعالم المتمدن طورا واخيرا مرشدا روحيا لطمأنة شعب لا تزال صدمته وجروحه كبيرة بعد المجزرة التي اختبرها والشكوك التي باتت تتملكه.
واستهل الرئيس الأمريكي الذي وضع علما امريكيا صغيرا في عروة بذلته خطابه بالحديث عن المأساة وشجاعة عمال الانقاذ وتفانيهم فضلا عن الم الامة برمتها لكنه سارع إلى التشديد على ان أمريكا تبقى «قوية» وانه «سيتم احقاق الحق».
لهجة بوش جاءت واثقة لكنها لم تخل من التأثر، وغالبا ما صفق له الحاضرون خلال خطابه الذي استمر 40 دقيقة، كما صفق اعضاء الكونغرس مطولا لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي جلس في منصة الشرف إلى جانب زوجة الرئيس الأمريكي لورا بوش.
وسعى الرئيس الذي باتت شعبيته في اوجها، إلى الرد على تساؤلات الامريكيين وشكوكهم في مواجهة الكارثة.
وأكد ايضا ان كل الادلة المتوافرة حتى الآن تشير إلى ابن لادن وتنظيم «القاعدة» الذي له تشعبات في اكثر من ستين دولة.
ودعا مواطنيه إلى الاستعداد لحرب طويلة الامد والتحلي بالصبر في هذه الحملة التي لن تشبه ايا من النزاعات السابقة التي خاضتها الولايات المتحدة.
واضاف «على الامريكيين ألا يتوقعوا معركة وحيدة بل حملة طويلة لم يسبق لها مثيل قد تشمل ضربات ضخمة ينقلها التلفزيون وعمليات سرية ستبقى سرية حتى في نجاحها».
وأضاف «سوف نقطع التمويل عن الارهابيين ونرغمهم على الفرار من مكان إلى مكان إلى ان يضيق بهم العالم فلا يعرفون ملاذا أو راحة».
وأكد ان على كل الدول ان تختار معسكرها في هذه الحملة.
وقال بوش «سنلاحق الدول التي تساعد الارهاب أو تؤويه».
واضاف «على كل دولة في كل منطقة ان تحزم امرها، اما ان تكونوا معنا أو ان تكونوا مع الارهابيين، ومن الآن وصاعدا ستعتبر الولايات المتحدة اي دولة تستمر في ايواء الارهاب أو دعمه انها دولة معادية».
ودعا بوش مواطنيه إلى ابقاء ثقتهم باقتصاد البلاد.
واكد في هذا المجال ان «الارهابيين هاجموا احد رموز الازدهار الأمريكي. لكنهم لم يمسوا منبع هذا الازدهار».
واعلن استحداث «مكتب الامن الداخلي» الذي عين على رأسه احد المقربين منه حاكم بنسيلفانيا توم ريدج، ووعد اخيرا بإعادة بناء مدينة نيويورك.
وفي لندن نقلت صحيفة «ذي غارديان» البريطانية امس الجمعة عن برقية دبلوماسية أمريكية سرية ان الولايات المتحدة تبحث إمكانية الاطاحة بنظام حركة طالبان الحاكم في كابول ووضع أفغانستان مؤقتا تحت إدارة الأمم المتحدة.
وأضافت الصحيفة ان واشنطن تستطلع حاليا آراء حلفائها «حول الوضع في أفغانستان بعد رحيل حركة طالبان».
وذكرت الصحيفة ان الأمريكيين سيمولون وينظمون عودة ملك أفغانستان ظاهر الذي اطيح به في 1973 والمقيم حاليا في المنفى في روما، وما ان يعود إلى أفغانستان سيوجه الملك السابق «86 عاما» نداء إلى كل القبائل للثورة على حركة طالبان وسيحث المعارضة في الشمال على دعمه.
|
|
|
|
|