لي من زماني ما يعطى وما يدع
وقد شكرت فلا يأسٌ ولا طمع
ألبسه كرها على العلات محتسباً
فالعيش شطران ذا أمنٌ وذا فزع
أغضي وإن خدشت ناب الصروف يدي
واسكن إلى الصبر لا طيشٌ ولا جزع
إن الزمان جديرٌ أن طعمت به
حلاوة يقتفيها الصاب والسلع
إن أنكر المرء بالأيام معرفةً
بعد التجارب فهو العاجز الضرع
تجري المقادير والآمال واقفة
والمرء بين الرجا والخوف مضطجع
إذا قضى الله أمراً في خليقته
لا الحزم يدفع ما يقضى ولا يزع
أو دبَّر اللفظ أمراً دقَّ مسلكه
فالحظ يأخذ منه فوق ما يدع
ما عَزَّ من غير الله ناصره
وذَلَّ من بسوى مولاه يمتنع
لا تحمل الضيم في أمر تحاوله
نفسٌ إلى غاية العلياء تطّلع
ذلٌّ يُعرُّ ولا عزٌّ تقيم به
نفس الكريم على ذلٍّ وتجترع
لا كامرىءٍ همُّه الراحات في دعةٍ
وغاية الحال منه الزي والشبع
تنهاه آراؤه طوراً وتأمره
وأبدع الوصف فيه البخل والجشع
إني على ثقةٍ فيما أؤمّله
لم أخش ضيماً فإن الحلم متسع
إن الكرام إذا أمضت عزائمها
عهداً مضى القول فيه ليس يرتجع(1)