أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 22nd September,2001 العدد:10586الطبعةالاولـي السبت 5 ,رجب 1422

مقـالات

لا يا جمعيات..الطب!
سلمان بن محمد العُمري
بالطبع فإن ضرورات الحياة وتشعباتها وطبيعتها الاجتماعية وإشكالياتها اليومية تستدعي تطبيق نوع من النظام، أو الانتظام ضمن أسياق معينة وأرتال مرغوبة ليتسنى بموجبها العمل الجماعي والتطوير والإبداع أكثر من العمل الإفرادي الذي لا غنى عنه أيضا لاختلاف طباع البشر وإمكانياتهم ومؤهلاتهم.
يعتبر الطب من أسمى المهن الإنسانية وأرقاها، وقد وصف الطبيب قديما بالحكيم، ولاتزال بلدان عديدة تسميه بهذا الاسم، ولا يخفى ما لذلك من أهمية وصفات سامية راقية تبعد بصاحبها عن أي أبعاد أخرى لا تليق بالمقام.
لست هنا بصدد تعداد صفات الطب والطبيب، فكل منا يعرف العديد منها، ولا يرغب في سماع البعض الآخر مما جرته إلينا بشكل أو بآخر حضارة اليوم المزعومة، وتطورات العصر المتوالية وأيام العولمة المنشودة، ولكنني بصدد ملاحظة يذكرها الجميع، ومنهم إخوة من سلك «الطب» نفسه، بمعنى «شهد شاهد من أهله» كما يقال.
لقد كثر دخول أسماء جمعيات لأطباء اختصاص معين ضمن إعلانات تجارية تمجد هذا المنتج التجاري أو ذاك، ولا يخفى ما في ذلك من ضرر وخطورة على الإنسان، وعلى الجمعية صاحبة العلاقة وعلى أفرادها ذوي الاختصاص المنشود، فها هي جمعية أصحابها همهم وشغلهم الشاغل هو الأطفال، ومعظم مجتمعنا أطفال كما تقول الإحصاءات توصي بذلك المنتج على الفضائيات وبقوة كما يقول الإعلان، أما جمعية أخرى، وهي للأسنان، وكل منا له أسنان إلا الرضيع الذي ينتظرها، والكهل الكبير الذي سقط بعضها وعوضه حسبما يستطيع، فإنها توصي بمعجون للأسنان «وبقوة» أيضا، ونحن لا يعجبنا المبدأ بحد ذاته، لأننا على سبيل المثال نعرف أن السواك أفضل من كل معاجين الأسنان، ولا نريد من يوجهنا بهذا الاتجاه أو غيره على هذا الشكل، نحن نعلم أن للقضية بعداً تجارياً واضحاً وصريحاً فالجمعية تقبض المعلوم،والشركة تبرز من بين الشركات وما خفي ربما أكبر، من حق الجمعية أن تبحث عن مصادر تمويل لها، ولكن ليس بهذا الشكل السافر، ان عليها أن تلتفت لاهتماماتها وشؤونها وتطوير نفسها، وللعلم فإنه ليس كل أطباء الجمعية يوافقون على هذا المنحى، والاتفاق عقد على مستوى القيادة الجمعوية إن جاز لنا التعبير، والأفراد لا شأن لهم بذلك، وهم يصفون ما يرونه مناسبا حسب خبرتهم وتجربتهم وتعاملهم الذي ما زلنا نضع فيه كل ثقتنا.
أما إذا كانت الجمعيات عاجزة عن الابتعاد عن هذا البعد التجاري فإننا نلجأ بعد الله إلى من يعنيه الأمر من هيئة صحية واجتماعية لا أعرفها على وجه التحديد كي أصرح باسمها، ولكنها بالتأكيد تعرف نفسها، كي تلفت نظر الجمعيات لخطورة ما تقوم به والكف عنه، والله الموفق.
alomari1420@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved