| مقـالات
لأنها مدينة تتسع عرضاً وطولاً. ولأنها تزدحم بالحركة في شتى أنواعها ولأن بها ضجيجا في كل مكان.. شيولات. بوكلينات. بلدوزرات. سيارات. فهي .. تتلوث .. مع الصباح الباكر.. ينطلق الناس.. العمال الطلاب.. الموظفون. العسكر.. رجال الأمن. ينطلق هؤلاء لأماكن اعمالهم. ولا أحد قد وضع على أنفه كمامة تحميه من ذلك التلوث، في اليابان عندما يزكم الفرد. فإنه مجبور على لبس الكمامة. أولاً لحماية الأنف من مضاعفة الزكام. وثانياً لحماية الناس من زكامه الذي اكتسبه هنا لا أحد يفكر في مصلحة أحد.. تسكن في حي من الأحياء وقد تعبت في بناء منزلك ونسقت فيه حديقة جميلة. ثم يبدأ من حولك في البناء. ويأتي المقاول. غالباً ما يكون من جنسية أخرى.. فيبدأ في دفن المبنى بدخان. مثل البودر. ويأخذ صاحب الشويل راحته ويذهب الغبار حسب اتجاه الريح. ثم لا حساب ولا عقاب. عندما تشرق الشمس في الرياض. انظر.. الى حدود الافق في شتى الاتجاهات ترى العجب العجاب.
قال أحد المتفائلين ذات يوم.. عندما شاهدت تلك الهالة السوداء في حدود الأفق الشمالي في مدينة الرياض. قال لصاحبه.. ما شاء الله. أبشر. شف السحاب.. وضحك الصاحب الفطن وقال.. ريح فيها عذاب أليم.. واستشهد بجزء من الآية. كان رداً بليغاً. ثم وضح لصاحبه المسكين. هذا سحاب. هذا تلوث..
نحن .. لا نعتب هنا. ولكن.. نريد أن يكون البناء وما هو سبب في التلوث. يخضع لنظام محترم. لا يخرقه أرقى الناس في مجتمعنا.. نريد حماية البيئة. نريد الاهتمام بالناس. نريد أن نوفر على المستشفيات ضغط المصابين بالزكام. والربو وعسر التنفس وداء الرئات.
نريد حياة تتمشى مع مقدرتنا العلمية.. نريد أن نحس أن الرياض عاصمة نظيفة في الجو. مثلما هي نظيفة في الأرض، من يستطيع ايقاظ البلديات من سوء تصرفها. وغفلتها عن أصحاب البناء والدخان. والشيولات. والبكلينات والبلدوزرات حتى تصبح الرياض سليمة في جوها..
الاحساس بالمسؤولية ميت من سنين لدى هذه البلديات. وميت لدى هؤلاء المقاولين الأجانب.. والضحية سكان الرياض.
|
|
|
|
|