| العالم اليوم
بدت أوروبا في حيرة من أمرها إزاء الرد على الهجمات التي وقعت في الولايات المتحدة، ففي الوقت الذي دعت فيه دول أوروبية إلى مزيد من الحذر أكدت دول أخرى على مساندة واشنطن في الإجراءات التي ستتخذها أياً كانت. وقد استمرت عمليات الملاحقة والتحقيق لتقصي أثر منفذي الهجمات على نيويورك وواشنطن في بعض العواصم الأوروبية التي أعلن بعضها أنه ينظر في حظر وجود الجماعات الإسلامية.
فقد قالت فرنسا إنه يتعين توخي الحذر لضمان ألا يؤدي رد الولايات المتحدة على الهجمات التي وقعت في نيويورك وواشنطن إلى مزيد من عدم الاستقرار. وقال وزير الدفاع الفرنسي آلان ريشار للصحفيين خلال زيارة لتفقد الشرطة بجنوبي فرنسا «العمل العسكري وسيلة لمواجهة الإرهاب لكن يمكننا أن نرى بوضوح أن الإرهاب يتشعب وينظم نفسه داخل المجتمع وفي الحياة اليومية». وأضاف «ليس العمل العسكري إلا واحداً من اساليب الرد. ما نحتاج إليه هو أسلوب من شأنه ألا يثير عناصر أخرى من عدم الاستقرار».
وكان الرئيس الفرنسي جاك شيراك تعهد بمساندة الولايات المتحدة في محاربة الإرهاب لكنَّ أعضاء بارزين في الحكومة الفرنسية حذروا من اتباع واشنطن دون تبصر في اي رد عسكري محتمل. وقالت متحدثة فرنسية إن من المقرر أن يتوجه شيراك إلى واشنطن الثلاثاء للقاء بوش ثم إلى نيويورك الأربعاء للقاء الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان وممثلي الجالية الفرنسية هناك.
وفي مدريد أعلنت اسبانيا عدم المشاركة في شكل من الأشكال في الحرب ضد الإرهاب، وفي ألمانيا شدد وزير الخارجية يوشكا فيشر على ضرورة الأخذ في الاعتبار ردود الفعل السياسية جنبا إلى جنب مع الرد العسكري شريطة عدم تفاقم الصراعات الحالية. وقال فيشر «أسوأ شيء يمكننا فعله هو قيام الغرب بعمل ضد العالم الإسلامي. هذا هو هدف هؤلاء المجرمين لإثارة حرب بين الحضارات». وأضاف «لا يجب أن ندفع الإسلام بشكل عام في زاوية الإرهاب لأن هذا سيزيد الأمور سوءاً».
ويقول العسكريون الألمان إن القرارات الأولى بشأن مشاركة الجيش الألماني في عمل عسكري أمريكي محتمل ستتخذ هذا الأسبوع. وقال وزير الدفاع الألماني رودولف شاربنغ في مقابلة مع صحيفة فيلت إم زونتاج «أتوقع اتخاذ القرارات الأولى هذا الأسبوع».
وأضاف قائلاً «سيكون قتالا طويلا ضد الإرهاب . كل أولئك الذين اعتقدوا أن الولايات المتحدة ستضرب بدافع الغضب ودون تمييز مخطئون».وكان حلف شمال الاطلسي قرر الأربعاء الماضي وضع البند الخاص بالدفاع المشترك في معاهدته موضع التنفيذ لأول مرة خلال 52 عاماً في تاريخه ممهداً الطريق لرد جماعي محتمل يقوم به الحلف الذي يضم ألمانيا رداً على الهجمات.
كما تعهدت السويد بالمساعدة في تتبع وملاحقة المسؤولين عن الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة يوم الثلاثاء. إلا أنها دعت واشنطن لتوخي الحذر قبل القيام بأي عمل عسكري. غير أن سلوفاكيا قالت إنها ستساعد الولايات المتحدة وحلفاءها في حلف شمال الاطلسي في اي عمل عسكري محتمل رداً على الهجمات. وقال رئيس الوزراء ميكولاس جوريندا في مؤتمر صحفي «الولايات المتحدة هي بالتأكيد التي ستختار بالضبط شكل المساعدة التي تتوقعها منا لكن موقفنا سيكون بلا شك موقف المتعاون».
ورداً على سؤال عما إذا كانت الحكومة ستقبل أي طلب من الولايات المتحدة فيما يتعلق بالعمل العسكري المحتمل قال وزير الخارجية ادوارد كوكان «سأعلنها صريحة.. نعم» واستبعد الحلف سلوفاكيا عند توسعته عام 1999 ليضم دولا من أوروبا الشرقية بسبب الأساليب المعادية للديمقراطية التي اتبعها رئيس الوزراء السابق فلاديمير ميشيار لكنها أصبحت الآن من الدول المرشحة لعضوية الحلف في ظل الحكومة الجديدة. الجمعيات الأصولية المتشددة التي تتخفى تحت صفة مجموعات دينية أو ايديولوجية».
|
|
|
|
|