| شرفات
يعتبر القصر الغربي في مدينة ايبلا من القصور الضخمة بمساحة تقارب 7300 متر مربع أي بطول 115م من الشمال الى الجنوب وعرض 260م من الشرق الى الغرب والبناء موجه من الشمال إلى الجنوب ويأخذ شكلاً مستطيلاً غير منتظم،
ويعتمد التصميم الداخلي على رصف وحدات سكنية متجاورة ومتماثلة ويفصل بين الواحدة والأخرى جدران متوازية، اما الوحدات السكنية نفسها فتتألف كل منها من باحة سماوية تقوم خلفها غرفتان وفي بعض الاحيان ثلاث غرف تطل جدرانها الخلفية الطويلة على الباحة نفسها،
تم بناء القصر بموجب هذا التصميم في الحقبة الاولى من عصر البرونز الوسيط اي بين 2000 و1800 ق، م وهي الفترة المعاصرة لسلالة الحكم في أسيّن ولارسا في بلاد الرافدين،
وفي اواخر الحقبة الثانية من عصر البرونز الوسيط جرى بعض التعديل في بناء القصر مثل سد معرض الابواب وترميم جوانب الممرات وظلت اعمال الترميم جارية الى ان جاء الدمار النهائي للقصر في السنوات الاخيرة للحقبة الثانية من عصر البرونز الوسيط الذي انتشر خلاله انواع مميزة من الفخار في شمال سورية،
يتمتع البنيان المعماري للقصر العربي بمغزى خاص لتجديد الخصائص الفريدة لتواكب الحضارة السورية القديمة،
وقد اعتمد على مقاييس اساسية في تصميم وتوزيع الفراغات المعمارية، فالباحات السماوية صغيرة تماما كما انها تأخذ شكلا مستطيلا وتتعامد مع السور الخارجي للقصر في حين ان بعض الغرف المجاورة ترتصف بين الباحة والجدران الخارجية للمنشأة يقوم الجزء المركزي لداخل القصر على جناح خاص للاستقبال وفي حين ان الباحات الداخلية في الوحدات السكنية تضمن الدورات في جنبات القصر، فان هناك ثلاثة او اربعة مدارج تستند على الجدار الخارجي للقصر ومهمتها تأمين الوصول الى الطابق الثاني الذي كان مخصصا للسكن والمنام،
تتجلى مظاهر التقاليد المعمارية السورية في قصر ايبلا في استخدام الاساسيات السميكة في الكتل الحجرية الكبيرة لاقامة جدران اللبن فوقها،
وفي الإكثار من استخدام جدران الحجر الكلسي والبازلتي، وفي استخدام دعامات حجرية من مقطعة بازلتية واحدة لوجنات الابواع وتكون في بعض الاحيان مزينة بمحاريب غائرة في المواقع الرسمية من القصر،
تؤكد هذه الخصائص المعمارية المنفردة في قصر ايبلا وانسجامها مع القصورالاخرى الموجودة في انحاء سورية الحضارة،على استقلال وانفراد الحضارة السورية القديمة، فالسور الترابي الضخم الذي يطوي مدينة ايبلا كان مثالا احتذت به اسوار المدن في سائر المشرق في فلسطين وانطاكية وغيرها،
|
|
|
|
|