| تحقيقات
*
* تحقيق عبيد العتيبي تصوير علي أبوسنجة:
تؤتي الموهبة ثمارها عندما تجد الاستمرارية الجادة لصقلها، حينها سيجني صاحبها افضل النتائج التي كان يطمح لها، هذا ما جسده إصرار أربعة من الشباب السعودي الطموح، وذلك عندما بدأوا بوضع اللبنات الأولى لممارسة احد الاعمال او نستطيع ان نقول الهوايات التي تتطلب جهدا وموهبة مقرونين بالابداع والابتكار في اعداد الشلالات واللمسات الفنية في مداخل الفلل والممرات، وما هذه إلاّ نماذج وما ينقصها إلاّ التشجيع والدعم، فلندع الحديث الآن لهؤلاء الشباب لينقلوا لنا مراحل التجربة فيما يلي:
الفرقة الكشفية
في البدء تحدث الشاب قاسم بن سعيد القرني (23 سنة) عن بداياته الشخصية حيث قال: لا مانع من ان يمارس الشخص هواياته بشكل منظم، حيث انني على مستوى جيد في تحصيلي الدراسي وادرس في الصف الثالث ثانوي، اما عن بداية انطلاقتي فكانت في المرحلة المتوسطة، حين التحقت بالفرقة الكشفية بمتوسطة ذو النورين احسست بموهبة في انجاز بعض الاعمال الفنية والابداعية، وقد لقيت التشجيع والدعم من الاساتذة سعد الحميد ومنصور القحطاني وعبدالله المقرن حيث قمت بعمل اول شلالات بشكل بدائي بمشاركة الزميل ناصر الدوسري، وقد تطلب ذلك مني الذهاب 3 مرات في الاسبوع الى بعض الاودية والاماكن التي اجد فيها ضالتي من الاحجار، ذات الشكل المتميز مما يعطي لمسة جمالية على العمل الذي سنقوم به ألا وهو الشلالات والممرات وقد تم انجازه ولله الحمد.
فكرة السيارة
ويواصل القرني حديثه مشيرا الى تجربة ابداعية اخرى كانت في عام 1414ه وقد كان الدافع نجاح فكرة الشلالات الذي ابهر الجميع وقال: عقدت العزم انا وزميلي السابق ناصر الدوسري على عمل سيارة تعمل على مولد كهربائي وبعد فترة من مباشرة تطبيق الفكرة، واجهتنا عقبة وهي وضعية (الدركسون) المقود ولكن بعد سنة من العمل الشاق تخطيناها للخطوة التي تليها، وقد كان حجم السيارة مترين * اربعة امتار، وكانت هذه ايضا عقبة اخرى تغلبنا عليها بعد اربعة اشهر حيث تم تصغير حجمها الى (80 سم * 2.1 متر)، وقد اكتملت في عام 1416ه واستعملت لمدة ثلاثة اشهر.
الأعمال الخشبية
كما خاض القرني تجربة جديدة في بعض الأعمال الخشبية والتراث الشعبي بمشاركة جماعية من بعض الزملاء وبتوجيه مباشر من مدير المدرسة ويقول: ففي اثناء انعقاد المسابقات الكشفية على مستوى المملكة في نهاية كل عام، تم انجاز معرض بمناسبة مرور مائة عام على توحيد المملكة وذلك بثانوية بلاط الشهداء حيث كان يحكي هذا المعرض سيرة الملك عبدالعزيز يرحمه الله من خلال عرض بعض المجسمات الخشبية والتاريخية كعنصر المحرك وغيره. كما حدا بي الشوق للعودة لعمل الشلالات وقد اتيحت لي الفرصة في عام 1420ه للمشاركة في معسكر كشفي في الثمامة لمدة ثلاثة اشهر متواصلة ومن حسن الحظ كان بجوار المخيم شركة تجارية تعمل في تجهيز الشلالات وخلافه، لذا فقد استثمرتها في متابعة الاعمال بشيء من الدقة.
أبهر الجميع
أما هواية الرسم فكانت بداية ومدخل الشاب مبارك الدوسري لعالم الشلالات في المرحلة الابتدائية وذلك بعد ان لقي التوجيه والتشجيع من الاستاذ عبدالرحمن المطرب في اي عمل ينجزه هو او اي طالب في المدرسة وقال: وقد تم تشكيل مجموعة اختيرت بعناية فائقة لعمل مدخل لمكتب المدير على شكل كوخ باستخدام الخشب والشمع والفلين حيث تم وضع الهيكل الاساسي من الخشب والسقف من الفلين ثم يذاب عليه الشمع، وقد كان عملاً ابهر ناظريه من المعلمين او الطلاب او الزوار، وقال:
وفي المرحلة المتوسطة تعلمت بعض فنيات وأساسيات اعمال النجارة من احد الاقارب لمدة سنة.
المجسمات الإبداعية
ويقول أحمد حدادي الشاب الثالث في هذه المجموعة كنت اميل الى عمل المجسمات الصغيرة مما يتطلب الجهد والوقت وايضا المواد التي سنحتاجها لإنجاز العمل وأعني بذلك الدعم وهذه كانت من الصعاب التي واجهتها في بداياتي، وقد تم في المرحلة المتوسطة عمل بعض المجسمات الصغيرة من سعف النخيل وغيره، كما استهواني تعلم الميكانيكا من زميلي ناصر الموسى في المرحلة الثانوية وقد استطاع بفضل من الله بعد مدة من الزمن ان يفتح ورشتين الاولى للميكانيكا والاخرى للحدادة.
ويشترك الشاب سعود الغانم مع بعض زملائه في تفضيله لممارسة هواية النجارة وذلك لتجهيز اعشاش للطيور التي كان يعشق تربيتها ويعتني بها.
العمل المشترك
وقبل عقد العزم لأخذ اي عمل خاص لممارسة تلك الهواية تم الاتفاق بين الشباب الاربعة باشتراك في عمل جماعي وذلك عن طريق استئجار استراحة وأخذ الاذن من صاحبها في ادخال بعض التعديلات ويقول القرني:
بعد مهرجان الجنادرية لعام 1421ه بدأنا العمل في اعداد مدخل للاستراحة وذلك باحضار احجار من بعض الاودية حيث تم وضعها على الجدران بارتفاع متر تقريبا وترويب (الاخياش) بالجبس الأبيض وتثبيت في السقف.
كما تم عمل اللمسات في الصالة بشكل مرتبط بالتراث الشعبي الأصيل وذلك بعد الاستعانة بشجر الاثل وعسبان النخيل والتبن وتم عمل شكل جمالي أبهر صاحب الاستراحة وعندما شاهد تلك الاعمال الفنية التي انجزت في اسبوعين قال: «لكم حرية عمل ما تشاؤون» وكان ذلك تشجيعا لنا ودافعا معنوياً لجميع افراد المجموعة، اضف الى ذلك انه تم بعد ذلك الاتفاق مع احد اصحاب الفلل للقيام ببعض التجهيزات الفنية كالشلالات والمداخل والممرات وغيرها.
صاحب الفلة
ويضيف محمد الدوسري صاحب الفلة انه تلقى عرضا من احد هؤلاء الشباب وهو من اقاربه بالعمل في تجهيز مدخل للنساء وشلال وأسوار الحدائق وغيرها بمبلغ اقل من نصف القيمة التي عرضها عليَّ بعض اصحاب الشركات، وما شجعني، انهم طلبوا مني تجهيز المواد وعمل مدخل النساء اولاً ومن ثم الحكم على العمل وان لقي استحساني يقومون بعمل ما تبقى من الاعمال واللمسات الفنية الجميلة التي انبهر بها بعض اصحاب الشركات التي جاءت لتقديم عروضها ولم يصدقوا ان تلك الاعمال كانت من شباب سعودي، ومن المؤسف أن هؤلاء الشباب لم يجدوا التشجيع والدعم حيث انهم لم يجدوا أي تجاوب من أصحاب المحلات التي تعمل الشلالات عندطلب اي استفسار مما حدا بهم الى استعمال اسلوب الملاحظة.
|
|
|
|
|