| عزيزتـي الجزيرة
لغة شرفها الله عزوجل بنزول القرآن بها تشريفاً وتعظيماً لقدرها وابقاء لقيمتها وازدهارها على مر العصور يقول الحق تباركت أسماؤه: «إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون» ويقول أيضا: «بلسان عربي مبين»، «وكذلك أنزلناه قرآناً عربياً وصدقنا فيه من الوعيد».
هكذا بين الله سبحانه وتعالى طبيعة القرآن وان دعاءه هو اللسان العربي الواضح المبين. وبذلك ستظل اللغة العربية لغة حية الى ان يرث الله الأرض ومن عليها. ومن عجيب صنع الله ان بين في القرآن عظيم البلاغة وحسن الأسلوب الذي تتمتع به لغتنا الجميلة عن سائر اللغات حتى إنه أخذ بالقلوب والعقول وحار العلماء والأدباء في جمال لغته وبلاغته وروعة ألفاظه وتناسق أسلوبه. فهو بلا عجب كلام رب العالمين. وقد اهتم الأولون بهذه اللغة وتطويرها لتصلح لكل المجالات الأدبية والعلمية والثقافية بمختلف أنواعها وفروعها. فكان العرب قبل الاسلام أرباب فصاحة وبيان قرضوا الشعر ونثروا النثر حتى صار التنافس بينهم واضحاً في حسن البيان والبلاغة، وسوق عكاظ أكبر دليل واضح على التفوق والنبوغ الذي ظهر بين فحول الشعراء الذين لقبوا بشعراء المعلقات التي ما زالت نماذجهم البليغة وأشعارهم تحار فيها عقول الدارسين وتسطر أقلام الأدباء والمفكرين أسمى آيات المدح والثناء والاعجاب. فلغتنا لغة لا تنقضي عجائبها ولا تقف عند حد معين من النفع بل هي كبحر مليء بعجائب الخير ومختلف المنافع. يقول الشاعر:
أنا البحر في أحشائه الدر كامن
فهل سألوا الغواص عن صدفاتي |
فاحرص أخي العربي ان تتقن لغة قرآنك ونبيك وكن ناطقاً صحيحاً فصيحاً بها، مستخدماً أجمل ما فيها من مفردات جزلة وأساليب بليغة مقنعة. فما أحوجنا الى جيل يحيي تراث أمته ولغة دينه لنواصل العطاء كما ورثنا تراث آبائنا وأجدادنا من قبل. ويكفي فخراً لنا وعزاً وشرفاً ما روي في الأثر:
«تعلموا العربية فإنها لغة أهل الجنة».
بندر بن محمد المناحي
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
|
|
|
|
|