|
| عزيزتـي الجزيرة
شاهدتها وكم كانت حالتها مؤلمة.. في مكان عام اجتمع فيه الكثير من النساء والأطفال فتشكلت الجماعات وارتفعت الأصوات وعلت الضحكات وارتفع هدير الألعاب الترفيهية وقد ركبها الأطفال والفتيات إلا هذه الفتاة!! كانت تتأمل ما حولها بحيرة.. تمشي الهوينا وقد ضاع تركيزها بالكم الهائل من الوجوه.. لبسها كان كلبس خادمة أو أقل.. وشعرها بلا ترتيب مع انها في مقتبل الشباب!! استوقفتني هيئتها..!! هناك أمر لا استطيع له بيانا..
يا ترى أهي طبيعية؟! ان كان نعم فلم تبد هيئتها مزرية!! وان كان لا فلم تترك وحدها وسط مكان عام ولم لا يعتن بمظهرها!! واكملت مسيرتي ولكني شغلت بها عما حولي ولم أعد قادرة على الاستمتاع ورجعت اليه علني أجد اجابة لتساؤلي وهالني ما رأيت..!!
كانت تلك الفتاة تبكي بكاء مريراً كبكاء الأطفال وتتلفت يمنة ويسرة والهلع والخوف يتملكانها ويحكمان وثاقهما على حواسها.
وهناك امرأتان كبيرتان في السن ممسكتان بها تهدئان من روعها وهي تردد بصوت عال: أنا ضائعة.. أين أهلي؟ كان نداؤها كنداء طفل صغير وسط حفل أو سوق شاسع الأطراف..!! والنساء يهدئنها بقولهن أنت هنا في الحديقة.. ولست ضائعة!!.. كانت مثيرة للشفقة وسط ضحكات المرتادين الذين لا يخافون الله.. تركت المكان واكملت دربي وأنا أعاني أدواء من الهم والأسى وبين الوقت والآخر أرفع عيني للسماء حامدة ربي على نعمه وداعية لتلك المسكينة بالشفاء..
بالنهاية أوجه رسالتي لذوي الأفراد أصحاب الاحتياجات الخاصة.. رفقا بهم واحرصوا عليهم واظهروا الاهتمام بمظاهرهم فإنهم والله يقتلون بينهم وبين الآخرين ويفرحهم كل جديد.. ولا تدعوهم عرضة للسخرية ولا عرضة لجيوش القلق!! وأوجه رسالة لمن أنعم الله عليهم بالصحة والعافية احمدوا الله وادعوه ان يديمها من نعمة ويحفظها من زوال ولا تشتكو لقلة ما عندكم فإنكم أغنياء بالإسلام والعقل والصحة. وتعاملوا مع من امتحن بالابتلاء بانسانية ورفق.
أمل العويد
القصيم بريدة
|
|
|
|
|
