| عزيزتـي الجزيرة
المظهر الجميل يدل على الرقي والتحضر فإذا كان الانسجام في المظهر داخلياً وخارجياً كان ذلك دليلاً على التطور والثقافة ومواكبة ما هو موجود على أرض الواقع من وسائل التطور والتقنية الحديثة، ولكن عامل التقليد والمظاهر الزائفة التي يلجأ إليها بعض من يظهرون أنفسهم أمام من لا يعرفهم بمظهر الأثرياء أو المثقفين أو من لهم أهمية وذلك من خلال حصولهم على سيارات فارهة أو أجهزة اتصال متطورة بواسطة استئجارها لفترة لمقابلة شخص أو أشخاص لا يعرفون عن أولئك شيئاً فيوهمونهم من خلال أجهزة الاتصال التي بحوزتهم والسيارات التي يستخدمونها أنهم من أصحاب المال والجاه في المجتمع ويعتقد بعض الأشخاص ان وجود جهاز نقال في حوزته من كمال الشخصية وان فخامة السيارة التي يقتنيها دليل على أهميته في المجتمع وتكثر هذه الظاهرة في مناسبات الزواج في هذه الآونة فتجد المظاهر المتعددة التي ترهق كاهل العريس وأسرته بدءاً من كروت دعوة الزواج المزركشة الى قصر الأفراح الى السكن وتأثيثه وانتهاءً بسيارة الزفاف للعريس، كل ذلك على الذمة دين واستدانة. ان كثيراً من الأسر انخدعت بالمظاهر المضللة للخاطبين فيقتنعون من واقع مظهر الخاطب بأنهم قد حققوا ما يأملون ان يحقق سعادة بناتهم كما ان أسر الشباب الذين وضعوا أنفسهم وأبناءهم تحت طائلة ديون هم في غَناء عنها جريا وراء المظاهر الزائفة راهنوا على مستقبل أبنائهم وما أجدر ان يظهر الشخص بواقعه الطبيعي المنطقي لمن أراد النسب منه ونقل الصورة الواقعية لأحواله وتخفيف التكاليف وحصرالمصاريف بالحد المعقول والمقبول وعدم الاسراف ومجاراة أصحاب المظاهر الزائفة واتباع مقتضى الشريعة الاسلامية بعدم التبذير واتباع الواقعية في التقدير والاحسان في التدبير. قال الله تعالى:(إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين) «سورة الإسراء آيه 27» وقال تعالى:(يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) «سورة الأعراف آية 31» وفي الحديث قوله صلى الله عليه وسلم «كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا في غير اسراف ولا مخيلة» رواه البخاري. وقد سعدت وغيري من أصحاب العقول النيرة بما لمسته من تجاوب بعض الأسر حفظهم الله الى الدعوات المتكررة من ولاة الأمر وأصحاب الفضيلة بعدم الاسراف في الولائم في المناسبات وحصرها في الحد المعقول فالعقلانية تؤدي الى المعقول، فالذين حصروا مناسبات الزواج في الأسر الخاصة وفي أماكن خاصة هي روح العقلانية والمناسبات الجماعية للأعراس هي نتيجة تصرف معقول. كل ذلك يؤدي الى توفير المال والجهد وناشئة عن حسن التصرف وهذا ما يتفق مع المبادىء السامية للدين الاسلامي وآمالنا كبيرة في شبابنا بعدم الانجراف وراء المظاهر والتباهي والغرور وكثرة الدين والمداينة، فإن نهايتها عدم استقرار الأسرة نتيجة تراكم الديون مع متطلبات البيت الجديد. إن عين الحكمة ان يتصرف الشخص على قدر إمكاناته دون الانجراف في الاستدانة وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
مبروك النامي
|
|
|
|
|