أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 21st September,2001 العدد:10585الطبعةالاولـي الجمعة 4 ,رجب 1422

عزيزتـي الجزيرة

المتعثرون يحتاجون نصيباً
الزيارات المدرسية.. وسيلة تعليمية وفوائد تربوية
المكرم سعادة الأستاذ والمربي الفاضل خالد بن حمد المالك ..رئيس تحرير جريدة الجزيرة الموقر.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.. فلقد سرني الاطلاع على مقال تربوي فاعل سطره يراع الأستاذ رشيد محمد الرشيد في عزيزتي الجزيرة عدد 10562 بتاريخ 10/6/1422ه حول الزيارات المدرسية وأهميتها في الميدان التربوي، وحيث ان الكاتب الكريم تطرق لهذا الموضوع وأبدى رأيه واقتراحه فيه أحببت المساهمة تبعاً لذلك وإيضاح وجهة نظري الشخصية مع التعرض الى ما أظنه يتناسب وأهمية الموضوع فأبدأ مستعينا بالله:
أولا: مما لا ريب فيه أن دولتنا الرشيدة رعاها الله لم تفتأ منذ نشأتها بالاهتمام البالغ والرعاية التامة في كل ما من شأنه رفعة التعليم والارتقاء به الى مصاف النخبة حيث المكانة العليا. والمقام الأسمى علما وتعليما وسلوكا.. ولا أدل على ذلك من الدعم المادي السخي والمعنوي الرفيع بل المتوالي لقطاع التربية والتعليم في بلادنا الحبيبة بقيادة رجل التعليم الأول خادم الحرمين الشريفين الملك فهد حفظه الله وذاك بلا شك يدعو للفخر والاعتزاز ويبعث الطمأنينة بالنفس ومؤكدا في الحال نفسه على أن تربية الأجيال وتعليم النشء من أهم القضايا التي تعتني بها الدولة وتوليها جل الاهتمام. كما يدل ويقول ذلك ضمنا على أنها من الأمور التي لا تقبل المساومة وأنصاف الحلول. أدام الله هذه النعمة وأبقى لنا من يقدر العلم ويكرم القائمين عليه.
ثانيا: من المسلمات ان طرق التربية كثيرة ووسائلها متنوعة والتعليم هو الآخر يحظى بخزائن شتى ومسالك عدة تؤتي ثمارها كل حين متى ما كان الاستعمال الحسن والاستثمار الأمثل، ولعل الرحلات التربوية والزيارات المدرسية هي من تلك الوسائل العظمى والطرق المثلى التي تتم من خلالها الفائدة ويحصل فيها النفع.
هذا ولقد اقترح الأستاذ الكريم أن تقتصر تلك الزيارات على فئة معينة من الطلاب وحصرها على المتفوقين والمنتظمين وغيرهم ممن يتقلد المهام ويتحمل المسؤولية كعرفاء الفصول على سبيل المثال.
وهذه وجهة نظر قد تكون صائبة كما أن البعض من المعلمين والمعلمات هم ممن يوافق هذا الرأي بدليل الواقع الملموس في الميدان التربوي لدينا وهذا بلا شك لم يأت عن فراغ بل استنادا على مخرجات خلاف الأولى في ذلك ظنا منهم أنها من قبيل التكريم والتشجيع لأولئك النخبة ومن باب التحفيز وخلق الدافعية لمن هم دون ذلك كي يبذلوا الجهد ويقدموا العطاء فيتسنى لهم ما حصله أولئك. وهذه الطريقة محمودة الأصل بيد أن تجاوز الحدود فيها ربما يكون ضرره أكثر من نفعه. لهذا وغيره يحسن عدم التشديد في ذلك والمبالغة فيه بحيث لا يكرم إلا المتفوقين ولا يحتفى إلا بالناجحين ولا يعزز إلا من أدرك بعض التميز بين أقرانه. وهذا لا يعني بالطبع أن يتساوى الجميع وتقتل روح التنافس فيما بينهم بقدر ما يعني إشراك المتعثرين على قدر نصيبهم في ذلك.
وموضوع الزيارات المدرسية وحصرها بأولئك الصفوة هو من هذا القبيل والذي بلا شك سيؤول بنا إلى نتائج عكسية وآثار سلبية لا يشكر لها فعل ولا تحمد لها عاقبة، فلربما كان ذلك سببا في إيغال قلوب بعض الطلاب على البعض الآخر مع إحداث فجوات فيما بينهم تتمخض عن بعض التكتلات «الشللية» المذمومة.
كل ذلك حبا للذات وإعجابا بها ورغبة في التميز على حساب فشل أقرانهم في ذلك وأن عليهم البقاء في الحضيض فإن بينهم وبين ما يشتهون عقبة كؤود، تحول بينهم وبين الطموحات وتحقيق الآمال مسببة في ذلك تهميشا للذات واحتقارا للنفس واحساسا مألوفا بالدونية وبالتالي حصول «الإكراه الملجىء» بحق أنفسهم للرضا بحالهم تلك.
فضلا عن أن الرحلات والزيارات الميدانية التي تقوم بها المدرسة أو المحضن التربوي هي بمثابة الوسائل التعليمية للطلاب فهي تذكير لهم بالماضي العريق وتبصير لهم بحاضرهم المجيد وإشراكهم في ذلك، فلا أفضل من أن يأخذ الطالب درسا ميدانيا وممارسة فعلية لعمل من الأعمال أو مهمة من المهام في أي جهة كانت. فالفرق كبير وجلي بين من يتلقى علوما شفوية تنظيرية في أي علم من العلوم أو فن من الفنون وبين من يعايش الواقع ويسبر أغوار العمل. فلربما كانت زيارة واحدة لدائرة حكومية أو منشأة أهلية كفيلة بإذن الله لترسخ معلومات وتثبت أفكار علميةعملية ما كان لها أن تكون لولا توفيق الله أولا ثم تلك الزيارة أو الرحلة العلمية. إذ أن الممارسة شيء والتنظير شيء آخر.
وإنه لمن المؤسف حقا أن ترى البعض من خريجي الجامعات من يفتقر لمعلومات يسيرة وأبجديات مألوفة في سير العمل ومواكبة الوظيفة.
وهذا قد يكون بأثر رجعي لإغفال أهمية تلك الزيارات والرحلات العلمية المتخصصة.
ولعل البعض يتزرع بأن تلك الزيارات ربما أثرت على سير العمل في البيئة المدرسية وهذا يقبل في ظل المجازفة وعدم الترتيب أما عند المواءمة والتوفيق فإن الأمر في غاية الإمكان لذا فمن الأجدر أن تأخذ مكانها في الجدول الدراسي فإن القائمين والمعنيين باستطاعتهم القدرة على ذلك.
فمادة التربية الوطنية على سبيل المثال هي من المواد الحديثة التي تخدم هذه القضية والتي أظن لو تم توظيفها لهذا الغرض لتحققت من خلالها الأهداف المنشودة.
كأن تضم حصصها لبعض بترتيب مسبق مع استغلال حصص الرياضة وغيرها مما يكون بديلا وتمكين الاستعاضة به ولإدراك أكبر فائدة مرجوة بهذا الصدد يجب أن لا نضفي على تلك الزيارات معالم الترفيه وعلامات التسلية بحيث تكون مجرد المتعة والخروج عن الروتين فحسب وإن كان هذا من المطالب والمقاصد غير أن الهدف الأسمى هو الإفادة الكبرى والمقصد الأهم وهي الخبرة العملية والفائدة العلمية وأن تلك الزيارة أشبه ما تكون بقاعة دراسية متنقلة.
وأخيرا.. فكما تكون الزيارات من المدرسة فلا يمنع ان تكون إليها.. لتخفيف ما يمكن أن يكون عبئا على المدرسة وزيادة في أحمالها التنظيمية.. فيا حبذا لو تم التنسيق فيما بين المدرسة وبعض الجهات أو المؤسسات التي يتحقق الغرض من زيارتها والتي تزود المدرسة بخبرات قيمة وتغذيها بممارسات فعلية تفيد الدارسين لمستقبلهم الواعد كالتعاون والإفادة من خبرات رجال المرور وأفراد الدفاع المدني وكذا الهلال الأحمر والأطباء وذوي الخبرة في المجالات الصحية وغيرهم من أصحاب التخصصات العلمية «البحتة» والمؤهلين في التكنولوجيا العصرية وغيرها من العلوم التطبيقية.. عندها سيتحقق الأمل ويحصل الرجاء بإذن الله.
خالد بن عائض البشري - الرياض

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved