| عزيزتـي الجزيرة
كلما وطئت قدماي تلك البقعة المباركة أحسست بشعور لا استطيع وصفه وبروحانية عالية لا يمكن ان يستشعرها إلا من شد الرحال وقطع المسافات ليصل الى تلك الجنبات الطاهرة ورأى تلك المناظر المهيبة.. وتأمل في تلك الجموع من الخلائق الذين قد أتوا من كل حدب وصوب على اختلاف ألسنتهم وألوانهم وأجناسهم يطوفون حول الكعبة ويسجدون ويركعون وهم في غاية الذل والخضوع والخنوع.. منهم القوي ومنهم الضعيف فيهم الأمير وفيهم المأمور منهم الرئيس ومنهم المرؤوس.. تلاشت الفروق وتحطمت العصبيات كلمة واحدة جمعتهم هي لا إله إلا الله.. فالجميع يؤدون عبادة واحدة.. الجميع تلهج ألسنتهم بالدعاء خوفا وطمعا.. حينما يتفكر المؤمن في ذلك المنظر الرائع تعظم في قلبه هيبة المكان فيهتز كيانه وتختلج أحاسيسه ووجدانه فتحلق روحه في جو ايماني جميل يغنيه عن زخارف الدنيا وبهرجها وتجعله يعيش في عالم آخر عالم يختلف تماما عن جميع العوالم وفي جو يختلف عن كل الأجواء، عالم يشعره بالسكينة والأمان والاطمئنان. يشعره بلذة اللجوء الى الواحد الديان!!.
ولكن قد تحدث ثمة أمور تكدر صفو تلك الأجواء وقد تشوش الفكر وتخل بخشوع المصلين وتدبرهم، ألا وهو ما تفعله بعض الفتيات والنساء داخل الحرم. حيث انهن اخذنه مكانا للتسلية وتزجية الوقت وأقولها بكل أسى وأسف مع أنني لا أشك في أنهن قد أتين بنية التقرب الى الله ولكن الشيطان قد زين لهن تلك الأعمال.. فهذه قد لبست عباءة تصف مفاتن جسمها فالأكمام واسعة ومزركشة وحينما تكبر رافعة يديها تظهر الكفين مع الساعدين وزيادة على ذلك فالأظافر قد زينت بالطلاء والكفين قد نقشت بالحناء والعينين المكحولتين قد بدتا مع الوجنتين.. وهذه الصورة أنقلها لكم اخوتي القراء دون مبالغة.
أما الأخرى فقد كانت أكثر احتشاما من أختها ولكنها قد اشغلت نفسها وشغلت من حولها بالرنين والطنين الذي يصدره هاتفها الجوال فهي إما تتلقى المكالمات وإما تتصل لتحادث هذه وتلك. وكان الأولى بها ان تغلق الجهاز لتريح وتستريح!!.
ومنظر آخر مؤلم للنفس أيضا وهو منظر تلك الأم التي اتخذت من ساحة الحرم وأروقته مسرحا لأطفالها يتراكضون ويعبثون ويصدرون أصواتا تؤذي من حولهم.. ألم تجد مكانا سوى هذا المكان تملأ به فراغ صغارها؟!
فأي سلبية يعيشها أولئك..
ولماذا كل تلك الاستهانة بحرمة المكان؟!.
ولماذا نتغافل عن الحكم العظيمة والأسرار المذهلة لسنن الاسلام وشعائره ولماذا نتعامل معها بهذا البرود الشديد؟!.
أتمنى ان يجيب على هذه الأسئلة من يجد في نفسه الاجابة عليها!.
هناء بنت علي
|
|
|
|
|