| محليــات
في الحياة حلول مؤقتة...، وأخرى بعيدة المدى...
والاعتماد على المؤقَّتات إن كان يعين في لحظات التأزم، إلا أنه قضاء على مدى الاستهلاك... مَنْ من النَّاس لا يعتقد باستهلاكية دومية للحياة، وما في الحياة، وما للحياة؟ حتى هذا الهيكل الذي يحمل الروح في الإنسان، ومعها القلب والعقل والأعصاب والدم.. هو يستهلك حتى إذا ما أخذ الاستهلاك فيه مداه... شاب الشعر، وضعف العظم، وترهَّل الجلد...، ضعف السمع...، وضعف البصر...، وتراخت الأعصاب؟...
والإنسان ذو البصيرة لا يقتات على المؤقَّتات...
فعندما يصاب المرء بفجاءة موقف يضطره لارتياد طريق، أو لاستخدام وسيلة، أو لاستعمال علاج، أو حتى للتعامل المؤقَّت لحلٍّ مؤقَّت... ما يلبث أن يعود للأخذ بالحلول الجذرية النهائية...
فعندما ينخر المرء ضرسه، ويوخزه ألمه، ويذهب للطبيب فيمنحه «المسكِّن» أي العلاج المؤقَّت قد يرتاح لزمن محدد، غير أنَّه إنْ أهمل اجتثاث سبب الألم.. بقي ما بقي عامل النَّخر فالألم...، وعندما يستفحل الداء...، يُجتَثُّ «الضرس» كلُّه...
وبفقده يدرك المرء مدى عدم جدوى المؤقَّتات...
الحلول المؤقَّتة حين يقتات بها المرء في أموره... فإنَّها تقوده إلى الخسارة المضاعفة، خسارة في الوقت، وفي الجهد، وفي المقابل المادي والمعنوي... ومسؤولو الطرق في كافة الدول المتحضرة...
ومسؤولو شبكات الاتصالات، والكهرباء، والمياه، وكافة المؤسسات الخدمية يدركون أكثر من سواهم نتائج الحلول المؤقَّتة وسلبياتها...
حتى الحلول النهائية قد تُصاب بعدوى المؤقَّتة إنْ لم توضع بعد قرار نهائي لسلامة كافة جوانبها..
لا حلول مؤقَّتة في مسألة التربية والتعليم... والتهذيب، والتدريب...
لا حلول مؤقَّتة عند إرادة تعويد الصغار على أدب الحديث والحوار، والإصغاء والكلام، وتبادل الاحترام مع الكبار، أو حتى في آداب المأكل والملبس والمجلس والمنام...
لا حلول مؤقَّتة في غرس الفضائل، وأداء الشعائر، وإقامة الصلاة، ومعرفة الحقوق والحدود، والواجبات والمطلوبات، والمنهيات والمجازات...
لا حلول مؤقَّتة عند بناء الإنسان...
ولئن كانت الحلول المؤقَّتة عند رصف طريق، أو مدِّ جسور، أو تسليك كهرباء، أو إمداد مياه، أو تزفيت أرض، أو بناء سكن، أو... قد تفيد...
ولئن كانت الحلول المؤقَّتة عند مواجهة طارئ مرضي، أو استخدام دواء، أو استبدال طبيب، أو... قد تفيد...
لكن الحلول المؤقَّتة بالنسبة للإنسان ذات نهايات مؤسفة، بنتائج وخيمة... إنَّ الحلول المؤقَّتة ذات مردود قصير المدى...
وإنَّ الحلول المستديمة المدروسة الناضجة فيها من الفائدة ما تؤكِّده نتائج النِّتاج في مظاهر ما حول الإنسان في الحياة...
فلا تقتاتوا على أنصاف الحلول... كي لا تفنوا في منتصف الطرق...
وبدل أن تنتهي بكم إلى الوصول...، تعودون عنها إلى نقطة البدء... ولكن فوق ركام...
فكيف يكون ركام الإنسان... حين يقتات الإنسان للإنسان من أنصاف الحلول؟
|
|
|
|
|