| أفاق اسلامية
عقد منذ أيام ملتقى خادم الحرمين الشريفين الاسلامي الثقافي في عاصمة الدنمارك كوبنهاجن، وكان هدفه الأساسي يتمثل بالتواصل وعلى مستويات عديدة، لقد جاء الملتقى ليمثل الاسلام الصحيح، والتوجه الدعوي السليم الذي لابد ان ينتصر مهما كبرت التحديات التي يواجهها، وتلخص الملتقى بتوصياته التي لم تحد قيد أنمله عن الغايات الكبرى التي وضعها الملتقى نصب عينه، وبنظرة شمولية على ما أوصى به ذلك المؤتمر نجد الحقيقة الناصعة التي ابتغاها الملتقى.
لقد أوصى الملتقى الذي عقد تحت عنوان «المؤسسات الاسلامية في مجتمع الجاليات والأقليات نظرة مستقبلية» في جلسته الختامية بأن تعتمد المؤسسات الاسلامية في منهاجها الكتاب والسنة، ومنهاج السلف الصالح، وتحرص على تقوية صلة المسلمين بها، لأن وحدة المنهاج هي الأصل والأساس في اجتماع الكلمة وتوحيد الصف، وان تولي المؤسسات الفقه في الدين والعلوم الشرعية ما يستحقه من عناية واهتمام، وتجتهد في ترغيب المسلمين في تعلمها، وتشجيعهم على ذلك، وتسهم في تحقيقه بما يستطيع، لما لذلك من أهمية في تحصين المسلمين ضد الشبهات وغيرها.
لقد كان من التوصيات الهامة ان ترتبط المؤسسات الاسلامية بالعلماء، وتفيد منهم، وتصدر عنهم، وتجتهد في ربط المسلمين بهم، وفي تقوية الصلة بالمرجعية الشرعية الموثوقة، وان تقوم المؤسسات الاسلامية بما يجب عليها من اجل الحفاظ على هوية المسلمين وسماتهم.
لقد ركزت التوصيات أيضا على ان تعتني المؤسسات الاسلامية بتطوير نسيجها الاداري وتشجيع العاملين فيها على الالتحاق بالبرامج التدريبية والدورات المتخصصة التي تنمي مواهبهم، وتزيد في قدراتهم، وتعينهم على أداء مهماتهم، وكذلك ان تعتني تلك المؤسسات بالتخصص في مجالات محددة كي لا تشتت الجهود والطاقات مع التنسيق بينها بما يساعد على التكامل، ويعين على تحقيق الأهداف والواجبات وبلوغ الغايات.
لقد خصت التوصيات البرامج والبحوث والدراسات وتبادل الخبراء بما يستحق من اهتمام وكذلك أهمية تطوير أهداف المؤسسات وآليات تحقيقها.
لقد كان الهدف الأبرز هو التواصل، وهذا ما ظهر جليا في التوصيات من حيث تحقيق التواصل بين المسلمين في بلاد الأقليات والجاليات من جهة وبين اخوانهم في العالم الاسلامي من جهة اخرى، وتعميق معاني التواصل بين المؤسسات الاسلامية في بلاد الأقليات بتنمية روح الاخاء الاسلامي والتضامن واجتماع الكلمة والتعاون المستمر على البر والتقوى، وكذلك التواصل مع المجتمعات في بلاد الأقليات والجاليات، والتواصل مع وزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد المنظمة للملتقى ودور الفتوى والجامعات والهيئات الاسلامية في العالم الاسلامي لدعم مسيرة المؤسسات في مجتمع الأقليات.
لقد جاء في التوصيات حث على السعي لكسب المتعاطفين مع الاسلام وأهله، وكذلك تم التركيز على الافادة من الوسائل الحديثة مثل البرامج الحاسوبية، وشبكة المعلومات العالمية في خدمة أهداف المؤسسات الاسلامية وبرامجها، ونقل الدروس العلمية والدعوية.
التوصيات لم تخل من دعوة الدول الاسلامية لزيادة المنح الدراسية التي تقدم لابناء الجاليات والاقليات في الجامعات والمعاهد العربية والاسلامية، بالاضافة لدعم مكتبات المؤسسات الاسلامية ورفدها بأمهات الكتب والمراجع.
لقد جاءت التوصيات ثمرة جهد طويل، وعمل دؤوب لانجاح المؤتمر على كافة المستويات والنجاح الحقيقي لا يأتي الا من خلال تطبيق تلك التوصيات على ارض الواقع.
لقد رفع المجتمعون شكرهم في الختام لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود يحفظه الله على دعمه المستمر لهذا الملتقى وامثاله، بما يخدم قضية الاسلام والمسلمين، وأملنا الكبير بأن يكون الانجاز أكبر من المأمول باذن الله والله ولي التوفيق.
alomari 420 @yahoo.com
|
|
|
|
|