| أفاق اسلامية
قال بعض الحكماء: أعظم المصائب أن تقدر على المعروف ثم لا تصنعه، فمن أقدره الله على خدمة الناس وأعانه على السعي في مصالحهم فهو في نعمة عظيمة وغبطة كبيرة.. يقول علي رضي الله عنه: يا سبحان الله ما أزهد كثيراً من الناس في الخير عجبت لرجل يجيئه أخوه لحاجة فلا يرى نفسه للخير أهلا.. فلو كنا لا نرجو جنة ولانخاف ناراً ولا ننتظر ثواباً ولا نخشى عقاباً لكان ينبغي لنا أن نطلب مكارم الأخلاق.. فإنها تدل على سبيل النجاح، فقام رجل فقال: يا أمير المؤمنين أسمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال نعم، وما هو خير منه: لقد أتينا بسبايا طي، وكان في الناس جارية فتقدمت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت: يا محمد: هلك الولد وغاب الوافد فإن رأيت أن تخلي عني فلا تشمت بي أحياء العرب فإني بنت سيد قومي، كان أبي يفك الأسير ويحمي الذمار ويقري الضعيف ويشبع الجائع ويفرج عن المكروب ويطعم الطعام ويفشي السلام ولم يرد طالب حاجة قط.. أنا بنت حاتم الطائي فقال: صلى الله عليه وسلم يا جارية هذه صفة المؤمن خلو عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق.
حوائج الناس متنوعة: اطعام جائع، وكسوة عار، وتعليم جاهل، وعيادة مريض، وانظار معسر، وإعانة عاجز، وإسعاف منقطع، ورفع مظلمة عن مسلم، ودفاع عن أهل العلم والإيمان والدعوة والإحسان.
تطرد عن أخيك هماً وتزيل عنه غماً.. تكفل يتيما وتواسي أرملة، تكرم عزيز قوم زل، وتشكر على الإحسان وتغفر الاساءة، تسعى في شفاعة حسنة تفك بها أسيراً، وتحقن بها دماء وتجر بها معروفاً وإحساناً.
|
|
|
|
|