| أفاق اسلامية
نعم كيف لي أن أحفظ الله فيحفظني؟! سؤال جدير أن يطرحه كل واحد منا على نفسه، تتفرع منه أسئلة عدة منها، فيما أحفظ الله، وفيما يحفظني؟ ومتى يكون حفظي له جل وعلا؟! ومتى يكون حفظه جل وعلا لي؟!. نجد الإجابة أن حفظ الله هو أن يتمثل العبد أمره ونهيه جل وعلا، علناً وسراً، وبالذات سراً، حيث لا رياء ولا سمعة، فأعين الناس لا تراه، كما أنهم لا يسمعونه!!، من الذي يحول بينك وبين أن تصلي بدون طهارة، بل ما الذي يحول بينك وبين أن تؤدي حركات في أعين الناس على أنها صلاة وأنت لا تقرأ الفاتحة ولا تسبح في ركوعك ولا سجودك؟ وما الذي يحول بينك وبين الطعام والشراب في نهار رمضان إذا خلوت بنفسك؟! وما الذي يحول إذا غلّقت الأبواب وأرخيت الستائر بينك وبين فعل المعصية؟ المرأة المسلمة إذا فارقت الأهل والأحباب والوطن فغابت عن ذلك كله فكانت في بلاد فيها السفور وعرض المفاتن من كمال المرأة وتطورها ما الذي يحول بينها وبين ذلك؟! وقس على ذلك ما الذي يحول بينك وبين أن تقع فيما حرم الله عليك؟!
ومن جانب آخر ما الذي يحملك أن تقوم من فراشك الدافئ، وتخرج من بيتك في ليلة ظلماء مطيرة قارسة، فتذهب إلى المسجد لتؤدي صلاة الفجر مع الجماعة؟! ما الذي يحملك أن تتصدق بيمينك ما لا تعلمه شمالك؟! ما الذي دعا يوسف عليه الصلاة والسلام بعد أن تهيأت له الأسباب أن يقول:« معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي»؟! الإجابة على تلك الاستفهامات إنه حفظ العبد لحدود الله جل وعلا!!. فإذا حفظ الله جل وعلا بحفظ حدوده حفظك الله في دينك ودنياك، بل حفظ مالك وولدك وأهلك وسائر نعمه جل وعلا عليك، قال تعالى:« وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحاً فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك» وقال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله «ما من مؤمن يموت إلا حفظه الله في عقبه وعقب عقبه»، وقال ابن المنكدر رحمه الله :« إن الله ليحفظ بالرجل الصالح ولده وولد ولده والدويرات التي حوله، فما يزالون في حفظ من الله وستره»!!، هذا في الحياة الدنيا أما الآخرة وهي الأهم فالحافظون لحدود الله لهم أجر عظيم قال تعالى:« وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد»، وقال عليه الصلاة والسلام: «من حفظ ما بين لحييه وما بين رجليه دخل الجنة»، وقال عليه الصلاة والسلام: «الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى وتحفظ البطن وما حوى» وحفظ حدود الله نعمة عظيمة حيث لا يراه إلا حيث أمره ولا يفتقده إلا حيث نهاه فالله: «يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور» تلك النعمة التي لا تعدلها نعمة ، والتي لا يعرفها إلا أهل الإيمان، ذلك الإيمان تتلذذ الأنفس المؤمنة به، فالتطهر لأداء الصلاة عناء لكنه لذيذ في سبيل الله!! ، إقامة الصلاة بأركانها وواجباتها عناء لكنه لذيذ في سبيل الله!!، الجوع والعطش في نهار رمضان عناء لكنه لذيذ في سبيل الله!!، صبرك على ترك المعاصي عناء لكنه لذيذ في سبيل الله !!، ستر المرأة لمفاتنها عناء لكنه لذيذ في سبيل الله!!، ترك الفراش الدافئ والخروج للصلاة مع المسلمين في المسجد في البرد القارس عناء لكنه لذيذ في سبيل الله!!، ؛إنه حفظ حدود الله، لذا حفظ حدود الله هو صمام الأمان لك ولولدك وأهلك ومالك في هذه الدنيا فمهما بذلت من الأسباب لن تستطيع البتة حفظهم:« فالله خير حافظاً وهم أرحم الراحمين». فالزم ذلك وابشر بخير الدنيا والآخرة واجعل نصب عينيك قوله صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما:« احفظ الله يحفظك».
اعتذار
في الأسابيع الماضية انقطعت عن التواصل معكم رغبة في الراحة والمراجعة وخلوت بنفسي وأهلي في إجازة وها أنا أعود إليكم بعدها وأرجو أن يكون العود أحمد.
|
|
|
|
|