|
| أفاق اسلامية
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، واشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد ان محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.. أما بعد:
فهذه كلمات رغب المحبون بنشرها وذيوعها، لعل الله ان ينفع بها قائلها وناشرها ومستمعها وهي تتناول مسألة مهمة وخطير اثرها وصعب سلكها، ألا وهي مسألة الكفر وحقيقته الشرعية، وضوابطه المهمة، والتي يجب معرفتها ومراعاتها.
وبين يدي ذلك أمهد بتمهيد اجمالي حول معنى الإيمان عند أهل السنة ومخالفيهم، كما وصف شيخ الإسلام ابن تيمية قولهم في الإيمان في «العقيدة الواسطية» بأنهم وسط في باب اسماء الإيمان والدين بين الحرورية والمعتزلة، وبين المرجئة والجهمية.
* الإيمان عند أهل السنة والجماعة قول باللسان وعمل بالأركان واعتقاد بالجنان، يزيد بطاعة الرحمن، وينقص بمعصيته وطاعة الشيطان.
وأما الإيمان عند الوعيدية من الخوارج الحرورية والمعتزلة، فهو قول وعمل واعتقاد لا يزيد ولا ينقص، بل هو كل اذا زال بعضه زال جميعه.
ولذا الخوارج يكفرون بالذنب في الدنيا ويخلدون صاحبه في النار في الآخرة والمعتزلة لا يجعلونه مؤمناً في الدنيا بل انه في منزلة بين المنزلتين، فهو خرج من الإيمان ولما يدخل الى الكفر، لكنهم يخلدونه في الآخرة في النار، موافقين في الحكم الأخروي الخوارج.
* أما الطرف الآخر فهم المرجئة وهم على مراتب في انحرافهم في الإيمان والكفر:
1 غلاتهم: وهم الجهمية فالإيمان عندهم هو معرفة الله، وبالتالي الكفر هو الجهل بالله، فيكون ابليس وفرعون ونحوهما مؤمنين وهذا أقبح المذاهب في الإيمان، وهم المرجئة المحضة الخالصة.
2 الأشاعرة والمتكلمون: الإيمان عندهم هو تصديق القلب فيكون الكفر هو التكذيب وما زاد عليه كالجحود.
3 الكرامية: فالإيمان عندهم.. قول اللسان والكفر عندئذ بعدمه.
4 أخف طوائف المرجئة: مرجئة الفقهاء او مرجئة العراق وهم من قالوا في الإيمان قول اللسان وتصديق القلب فقط. فخطأهم في اخراج العمل من الإيمان.
فلا بد لك أيها الموفق من فهم قول أهل السنة وقول مخالفيهم حقاً لتحذره وتسلم منه قولاً وعملاً وقصداً.
* مدرس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
|
|
|
|
|
