| الاولــى
* بي بي سي الانترنت:
يحاول اهالي نيويورك تجرع وتقبل نتائج الخسائر البشرية الهائلة التي نتجت من الدمار الذي لحق بضاحية مانهاتن الراقية.
لكنهم قد يجدون انفسهم في مواجهة كارثة محدقة جديدة، هذه الكارثة هي فيضان مدينتهم.
فقد حذر مهندسون من ان جدران الكتلة او الصندوق الاسمنتي العملاق، الذي يبلغ عمقه نحو عشرين مترا، والذي كان يمثل الاساس الذي بني عليه مجمع مركز التجارة الدولي المدمر، اصبحت عرضة للانهيار.
ومن شأن وقوع خطر كهذا ان يجعل مياه نهر هادسون، الذي يمر بجوار احد جوانب المجمع، تصل الى الموقع الضخم، لتعبر من هناك الى جميع انحاء شبكة الانفاق الكبيرة وقطاراتها التي تربط احياء وضواحي نيويورك ببعضها.
ويواجه رجال الانقاذ والطوارئ مهمات صعبة تتعقد يوما بعد يوم، اذ يقول المهندسون ان الضغط الناتج مما تبقى من انقاض البرجين هو الذي يساعد الاسس على البقاء على حالها، وان ازالتها تعني احتمال انهيارها بفعل ضغط كميات كبيرة جدا من الطين والمياه المحيطة بها.
وفي حال حدوث سيناريو كهذا فان هناك خطرا محدقا في فيضان مياه النهر ووصولها الى محطة مترو الانفاق الواقعة تحت البرجين، حيث من هناك يمكن ان تتسلل عابرة الانفاق المتصلة الى كافة انحاء شبكة قطارات الانفاق المتشعبة.
وفي محاولاتهم للتقليل من هذا الخطر الداهم، يقوم رجال الانقاذ بأعمال الحفر في الموقع بحذر وحرص شديدين، ويفحصون الجدران على نحو مستمر للتأكد من استمرار مقاومتها وعدم انهيارها.
يذكر ان كميات قليلة من مياه الامطار كانت قد تسربت بالفعل، اضافة الى
المياه المتسربة من الشقوق في انابيب وخراطيم مياه فرق الاطفاء، الامر الذي جعل من المهمات في محطة انفاق مركز التجارة المنهار اكثر صعوبة.
ويخطط المهندسون والعمال لعزل المياه بتركيب سدادات كونكريتية عملاقة في نهايات الانفاق التي تمر من تحت ما تبقى من البرجين المنهارين.
واصبحت مهمة فرق الانقاذ والطوارئ اكثر صعوبة من تعقد مهمة البحث عن جثث القتلى او ما تبقى منها، او حتى الاحتمال الضئيل بالعثور على ناجين، مع وجود تلك المخاطر وتراكم المياه.
يشار الى ان فرق الانقاذ والطوارئ تمكنت حتى الآن من انتشال 218 جثة من اكوام الانقاض الهائلة الحجم.
ولايزال هناك اكثر من خمسة الاف مفقود وضعوا في عداد الموتى اذ لم يتم العثور على احياء منذ الاربعاء الماضي، اي بعد يوم واحد من الهجوم المدمر.
وكانت الآمال تحدو رجال الانقاذ في العثور على احياء في طوابق ما تحت الارض في البرجين، وعددها سبعة، حيث كانت تحتضن مركزا للتسوق وموقفا كبيرا للسيارات.
ويقول احد المسؤولين ان الحرارة في الطوابق السفلية عالية جدا، وهو ما يقلص كثيرا من فرص العثور على ناجين.
|
|
|
|
|