| متابعة
* نيودلهي من كامل ظاهر رويترز:
مجرد التفكير في وضع كلمات مثل «ترسانة نووية» في جملة واحدة مع عبارة «اول حرب في القرن 21» امر مخيف بما فيه الكفاية.. فإذا اضفت إلى ذلك نصف قرن من العداء بين الهند وباكستان فإن الابدان تقشعر.
إلا انه مع الحديث عن انضمام البلدين لتحرك امريكي تقول واشنطن انه حربها ضد الارهاب فإن المحللين يقولون ان الاسلحة النووية للبلدين لن تستدرج للحرب.
قال كريس سميث نائب مدير معهد السياسة الدولية بالكلية الملكية في لندن «اعتقد ان الحكومتين في الهند وباكستان تتحليان بالمسؤولية مثل حكومات الدول النووية الغربية وانني لا أرى احدا في جنوب آسيا يهرع إلى استخدام السلاح النووي».
واجرت الهند وباكستان اختبارات نووية متبادلة قبل ثلاثة اعوام مما أثار مشاعر متباينة في شتى انحاء العالم لكن بالنسبة لهما فقد اظهر كل طرف رادع فعال للطرف الآخر.
ولكن ربما ينتهي الحال بكل منهما في الجانب الآخر من حرب.
وتؤيد نيودلهي واشنطن فيما ترتبط باكستان التي تساعد الآن الولايات المتحدة بعلاقات وثيقة مع افغانستان التي يعيش فيها اسامة بن لادن الذي تقول واشنطن انه المشتبه الرئيسي به في الهجمات التي تعرضت لها الاسبوع الماضي.
إلا ان الخبراء العسكريين يقولون ان الاسلحة النووية بجنوب آسيا لا تقارن ابدا بما لدى الولايات المتحدة وروسيا.
والقنابل التي يعتقد عموما انها مخزونة في مناطق بعيدة وليست على طائرات أو صواريخ تمثل رادعا يعد الورقة الأخيرة وليست السلاح الاول في أي حرب محتملة.
ووصف ميرزا اسلام بج القائد السابق للقوات الباكستانية رؤية اسلام اباد للاسلحة النووية بأنها «سياسة قنبلة الطابق تحت الارضي».
واضاف بج الذي يرأس الآن مركز ابحاث مستقل في مقابلة مع رويترز في يونيو/حزيران الماضي «كما ان المسافة بعيدة للغاية عن الاسلحة التي تستخدم في الهجوم بالقنابل النووية وهي الصورايخ والطائرات».
ويعتقد ان لدى باكستان ما بين عشرة إلى 30 سلاحا نوويا وفقا لتقديرات خبراء عسكريين فيما يتراوح ما تملكه الهند بين 40 ومائة سلاح نووي. وقال اندرو بروكز من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن «انها صعبة ومكلفة للغاية لذلك لن تصل إلى المئات».
والمخاوف من ان تضع جماعة متطرفة يدها على قنبلة ثم تخفيها في حقيبة لتضرب بها مدينة جامحة للغاية. ويصل وزن القنبلة المتطورة لنحو طن.
وقال بروكز ان القنبلة ثقيلة للغاية وليست من الاشياء التي يمكن وضعها في حقيبة. واضاف «الامر نفسه بالنسبة لصاروخ، هناك الكثير من اجراءات الامان، لا يمكن ان يأتي معتوه ويطلق واحدا.
«لا يمكن لرجل أو امرأة اطلاق مثل هذه الاشياء على انفراد».
ويقول خبراء ان القلق الاكبر يكمن في ان كلاً من الهند وباكستان ليس لديهما آليات شاملة للتفاوض بشأن أي ازمة وتجنب أي مواجهة نووية.
وقال سميث «في حالة حلف شمال الاطلسي وحلف وارسو كان هناك ما يتيح لكل طرف ان يعرف ان الآخر سيستخدم السلاح النووي، ذلك ليس واضحا في حالة الهند وباكستان».
وإذا ما اندلعت تلك المواجهة غير المحتملة فإن البلدين سيضعان القنابل النووية على الطائرات أو الصواريخ لاستخدامها في ميادين القتال أو ضرب المدن. ورغم ان الطائرات تمثل الخيار الافضل لهجوم نووي يصيب الاهداف بدقة إلا ان القوات المعادية قد تسقطها في الطريق قبل ان تصل إلى دلهي أو اسلام اباد لذلك يهتم الخبراء اكثر بمعرفة مدى تطور القدرات الصاروخية لكل دولة.
ويعتقد خبراء ان باكستان هي الافضل نتيجة علاقاتها الوثيقة مع الصين.
وتملك باكستان الصاروخ غوري الذي يصل مداه إلى الفي كيلومتر ويمكنه الوصول إلى أي مدينة في الهند غالبا.
والسلاح الجوي الهندي يتطور بسرعة، وتمضي نيودلهي قدما في انتاج الصاروخ اجني المتوسط المدى الذي تقول انها اختبرته بنجاح، ويصل مداه إلى الفي كيلومتر وسينضم للترسانة العسكرية الهندية في اوائل 2002. وطورت الهند ايضا الصاروخ بريث في ذاتي الدفع قصير المدى الذي يمكنه حمل رؤوس نووية.
لكن رغم ذلك قال اللفتنانت جنرال الهندي المتقاعد في.ار. راجفان انه لا يتوقع مواجهة نووية بين البلدين وان ما جرى في الايام الماضية لم يغير من الأمر شيئاً.
|
|
|
|
|