أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 21st September,2001 العدد:10585الطبعةالاولـي الجمعة 4 ,رجب 1422

مقـالات

إدارة البرامج والأنشطة في عصر المعلوماتية
مندل بن عبد الله القباع
نسمع هذا العصر ضمن معلومات كثيرة ترد الينا عن مفهوم البرمجة الذي اعقب ذلك التطور الهائل في العلوم المعلوماتية وهي أدوات التعامل مع العالم الذي أضحى يتغير بسرعة هائلة أصبحت فيه بالهتو ثانية فماذا تعني البرمجة، انها ببساطة اضائة شمعة في عالم المعرفة المسيطرة على كل الناس في كافة جهات القارة، وهي تسيطر على كل الثقافات بما لها من علاقة بميادين أخرى منها الاجتماع والاقتصاد والسياسة والاخلاق.. الخ، سيطرة شاملة على كل أمور حياتنا ونحتاج معها لنعرف الأجزاء في نطاق الكل الثقافي وليس الاقتصار على جزء في منأى عن باقي الأجزاء مما يشوه الكل الثقافي أو يربكه، خاصة وان المنحى الثقافي لا يمكن فصله بأي حال عن المنحى الاقتصادي والسياسي. فهل البرمجة علم أم انها علاقات بيانية أم انها انتشار معلوماتي أم هي مخططات تقنية الكترونية؟
الاجابة: ان البرمجة هي كل ذلك فهي ترتبط بأجهزة الكمبيوتر والأقمار الصناعية وشبكات الانترنت شأنها في ذلك شأن ارتباطها بالسياسة والاقتصاد والأدب والفن والهندسة وكافة القطاعات المهتمة بالتصميمات المنهجية.ومع التطور الحادث في كافة الأصعدة من الصعب الا نهتم بشؤون البرمجة، وثمة عوامل تدفع للاهتمام بوضع البرامج لعلنا نذكر منها:
الاهتمام بالبيانات الرقمية عن ثقافة الكلمة لسهولة متابعتها وامكانية فهمها، وايجاد العلاقات فيما بينها، وانها أكثر تفسيرا في نفسها.
ان البرامج المحددة التي تترجم في خطوات تنفيذية أدائية تحدث تأثيرا فاعلا سريعا، فرقم واحد يمكن ان يكون أكثر تعبيرا عن صفحات عديدة مكتوبة.
انه يمكن استيعاب الواقع والعلاقات الارتباطية المتبادلة من خلال الأرقام المبرمجة، وهي ليست في معزل عن الواقع في موضوعه واستيعاب وفهم مضمونه.
ان البرامج هي ترجمة السياسات في نطاق الاستراتيجية فهي أداة ووسيلة لبلوغ الأهداف.
وكان يفهم قديما قبل انتشار البرامج الكمبيوترية ان البرامج تخطيط تعبيري عن أوجه النشاط المختلفة بما لها من موضوعية ظاهرة.
ولكن كما أوضحنا فالبرامج المعاصرة تهتم بأوجه النشاط المختلفة وكذلك العلاقات التفاعلية العامة فيما بينها وأيضا الخبرات المكتسبة من العمل الميداني، واستخلاص نتائج تجارب الآخرين، هذه النشاطات والعلاقات والخبرات توضع في حيز التنفيذ لبلوغ غايات هؤلاء المعنيين بالبرنامج. فمثلا عرض الأخبار العالمية والمحلية او اذاعة حلقة دينية او فقرة ثقافية أو فترة رياضية انما هي جزء من برنامج موضوع لتحقيق أهداف وسائل الاعلام في تشكيل اتجاهات الرأي العام ولذا يتضمن البرنامج أي برنامج محوري المحتوى، ووسيلة التعبير فيه، وطريقة تنفيذه وأداءه الوظيفي. ولنزيد ذلك توضيحا نقول ان المحتوى هو عبارة عن مجالات ذات تأثير في خبرات الحياة وذو أهمية اجتماعية سواء كان مجالا اقتصاديا أو اجتماعيا أو صحيا أو ثقافيا أو مهنيا..الخ.اذن محتويات البرنامج تتضمن مجالات مختلفة تبعا لاهتمامات المؤسسات التي تنفذه.أما وسائل التعبير في البرنامج فهي تشمل الوسائط المختلفة التي تستخدمها المؤسسات المعنية به فهي وسيلة لحل المشكلات الاجتماعية والاقتصادية وغيرها من مجالات للنهوض بها وتنمية خبرات القائمين عليها وتقديم العون على فهم وحل الصعوبات المختلفة فضلا عن زيادة المعلومات والخبرات.أما فيما يتعلق بطريقة تنفيذ البرنامج فهو يرتكز على التنظيم الاداري وتحديد المهام الوظيفية بما يساهم في صنع القرارات انه المناسبة وتنفيذها وتحمل مسؤولياتها والمحاسبة عليها.
ولما كان البرنامج يعتمد على السبل الحوارية والتشاورية فهي أمور لها قيمتها ويلزم ان يقوم به المستوى التنفيذي في مؤسسة العمل وليست مؤسسة الاشراف والتوجيه والتقييم. لماذا؟ لأن المؤسسة تترجم سياسات جهة الاشراف المركزي في برامج نشاط ميدانية وتتفق وخصوصيتها التي تتباين من مؤسسة لأخرى في ذات جهة الاشراف الواحدة التي عليها ان تساعد جهة التنفيذ على النمو والتقدم..ولذا ندعو من خلال مقالنا هذا جهات الاشراف المختلفة ان تمحص النظر في اسناد ادارة البرامج والانشطة للمؤسسة التنفيذية فهي الأقدر على وضع وتصميم البرنامج حيث تعتمد فلسفة التصميم على اتمامه من خلال أعضاء الجماعة المعنية ليكون أكثر ملاءمة لحاجاتها ورغباتها وحسب مستواها وقدراتها وما أكسبته من خبرة سابقة في هذا المضمار.
وثمة فوائد جمة من النزول بالبرنامج من مستوى الادارة العليا التي عليها ان تضع الاستراتيجية وترسم السياسات الى المستوى المسؤول عن الاداء وتنمية مخرجاته. ومن فوائده اكتشاف واستثارة الرغبات والحاجات خاصة الحاجات المتفق عليها من قبل العلماء.. مثل الحاجة الى الامن والتقبل والاعتراف والتقدير والنجاح والتحصيل وحرية التعبير والمحبة وسلطة الضبط والتوجيه.ولذا يعتمد واضعو البرامج على الدراسات المتخصصة ونتائج البحوث ذات العلاقة، والعلوم الحديثة، ويعتمد أيضا على ملاحظة الاداءات وما يمارس من اوجه نشاط، وكذلك يعتمد على دراسة الواقع واستخدام الموارد المتاحة، واستثارة اعضاء الجماعة على اضافة اوجه نشاط جديدة مع رفع مستوى المهارة في النشاط وترقيته.
اذن وجود جهاز للبرامج والانشطة الادائية في المستوى المركزي لا يفيد كثيرا لأن البرنامج في حد ذاته فكرة مجردة يحتوى على اوجه النشاط المختلفة والعلاقات والتفاعلات التي توضع وتنفذ بمعرفة الجماعة التي يخصها البرنامج بما يمكنها من اشباع حاجاتها مع ضرورة ان تكون أهداف البرنامج متسقة مع أفرادها والعمل على نمو قدراتهم حيث يأتي التقويم متمحورا حول مدى اشتراك الاعضاء في وضع البرنامج والقيام بتنفيذه مع وضوح أهدافه وتحقيقها لأغراض المؤسسة.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved