أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 21st September,2001 العدد:10585الطبعةالاولـي الجمعة 4 ,رجب 1422

مقـالات

كلمات معدودة
الإرهاب والعولمة
د. محمد بن سليمان الأحمد
دعونا نتفق ان ما شهدته مدينة نيويورك، والعاصمة الامريكية واشنطن عمل ارهابي يتعارض مع كل القيم والمبادىء الدينية والانسانية، وهو عمل ان كان القائمون به من المسلمين وان كنت أشك في ذلك ، فان عملهم هذا قد أخرجهم من هذا الدين بل اخرج كل من شارك وخطط لهذه الجريمة النكراء، والتي ذهب ضحيتها الآلاف من النساء والاطفال والشيوخ الأبرياء ، بل ان بين ضحايا هذه العملية الارهابية عدد من اتباع الأديان السماوية وفي مقدمتها الدين الاسلامي. هذه العملية الارهابية أكدت على الكثير من الحقائق لعل في مقدمتها عولمة الارهاب بحيث أصبحت مكافحته واجباً دولياً يجب ان تشارك فيه كل دول العالم دون استثناء، اما من خلال منظمة دولية جديدة او من خلال هيئة الأمم المتحدة.
وتوجه بعض وسائل الاعلام وخصوصا الغربية كثيرا من النقد لبلادنا في تعاملها مع العمليات الاجرامية ومع العمليات الارهابية بالذات.. تارة باسم حقوق الانسان ومرة بدعوى الانسانية الا ان بلادنا بتطبيقها للتعاليم الاسلامية في كل شيء من امور الامة وفي كل ما يتعلق بمعاقبة من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن والمواطن والمقيم استطاعت ان تقيم العدل في كل ربوع الوطن واستطاعت بعون الله ان تجتث الارهاب من جذوره، حيث لا يمكن ابدا مقارنة ما يحدث في المملكة وما حدث فيها عبر المائة عام التي مضت على توحيدها من عمليات ارهابية بغيرها من بلدان العالم، اذ تعد ولله الحمد مثل هذه العمليات على اصابع اليد الواحدة وذلك لتطبيقها النصوص القرآنية والتي تنص على معاقبة من يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا بالقتل حتى تتخلص الأمة من شرورهم وأذاهم وحتى يستتب الامن والامان بين الناس.
المطلوب من دول العالم اليوم الوقوف صفا واحدا امام الأعمال الارهابية والتفريق بنصوص واضحة بين الأعمال الارهابية وعمليات التحرير الوطني وكشف ما يعرف بارهاب الدول ضد الشعوب المغلوبة على أمرها والمحتلة بلادها مثل ما يحدث في الارض الفلسطينية حيث يبحث هذا الشعب عن مكان له ضمن المنظومة الدولية في دولة مستقلة تنعم بالامن والسلام وتقابل هذه المطالب بعجرفة وغطرسة وعنف اسرائيلي.
والمطلوب من المجتمع الدولي في وقفته ضد الارهاب والارهابيين اعطاء كل دولة كامل الحق في تطبيق اقسى العقوبات على منفذي مثل هذه الاعمال الوحشية وعدم مهاجمة النظام القضائي للدول لا باسم حقوق الانسان ولا بأي اسم آخر.
كما ان المطلوب الذي تبحث عنه كل شعوب العالم، والذي يسعى اليه الانسان الذي خلقه الله لعمارة الكون ان نقف جميعا شعوبا وحكومات امام طوفان الارهاب المدمر، ولا نعطيه اي فرصة لمحاربة الانسانية وتشتيت جهودها والتفريق بينها على اساس عنصري.
ارهاب الثلاثاء الأسود في امريكا سوف يحقق الكثير من النجاح لو استطاع ايجاد نظرة سلبية من غير المسلمين وخصوصا من الغربيين والأمريكيين على وجه الخصوص تجاه الاسلام والعرب والمسلمين، فلا نعطيه هذه الفرصة من النجاح. حفظ الله البشرية من شياطين الجن والانس وحقق الله لبني الانسان ما يصبو اليه من الامن والعدل والسلام، حتى يتحقق الهدف الأساسي من خلق الانسان وهو عبادة الله في الأرض والمطلوب من دول العالم التأكيد على منع السماح باقامة او ايواء الارهابيين في أي دولة من دول العالم بل لابد من اعادتهم الى بلدانهم وعدم تحقيق رغبتهم في الحصول على أي نوع من أنواع اللجوء السياسي او غيره.
ان ترك التعامل مع الارهاب والارهابيين دون اتفاقيات ملزمة للمجتمع الدولي سوف يزيد من انتشار مثل هذه الأعمال الاجرامية وتكرار حدوثها لأن هؤلاء المجرمين سوف يجدون من يفتح أمامهم الأبواب ويحقق لهم الأماكن الآمنة للتخطيط ومن ثم لتنفيذ أعمال شبيهة بما شهدته نيويورك وواشنطن.
ترى هل يتحقق للانسان في ظل النظام العالمي الجديد، ومع الألفية الثالثة، وداخل القرية الكونية امن وأمان كان يحلم بهما ام ان الارهاب سوف يقف مبدأ رهيباً للعولمة ويحرم بني البشر من التواصل والاتصال ويحرم شعوب الكرة الأرضية من التعارف والتعاون على البر والتقوى لمكافحة أعداء البشرية والانسانية من جهل وفقر ومرض.
اذن.. حتى تتحقق العولمة لابد أولاً من عولمة مكافحة الارهاب والارهابيين ولابد من تجمع دولي يتعاهد فيه الجميع على الوقوف أمام كل أشكال وأنواع الارهاب المسلح وغير المسلح لان الارهاب هو العامل الأول في محاربة النمو والتقدم والسلام.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved