| العالم اليوم
«لا تطلقوا النار حتى دفاعاً عن النفس» هذه العبارة، أو الأمر للمقاتلين كررها الرئيس ياسر عرفات أكثر من مرة، ليسقط كل المبررات التي يطلبها الغربيون، لوقف الإرهاب والعدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني.
بعد مبادرة الرئيس عرفات وبساعات انسحب الجيش الإسرائيلي من المناطق الفلسطينية «المحررة» وتجسد وقف لإطلاق النار في المناطق الفلسطينية.. وقف لايزال مرهوناً بظروف كل مدينة وبلدة فلسطينية إذ لايزال الفلسطينيون محاصرين ومحتجزين كل في مدينته وبلدته، فالحواجز تقطع الطرق، والامتدادات الغذائية والبترولية مقطوعة عن التجمعات الفلسطينية، فمدينة نابلس لا يزال الوقود والمنتجات البترولية مقطوعة عنها منذ أسبوع تقريباً، ولاتزال كل مدينة تعتمد على ما تنتجه من مواد غذائية، وتمنع قوات الاحتلال الإسرائيلي نقلها إلى المدن الأخرى، ففي الوقت الذي تتلف فيه كميات الخضار والفواكه في مدن فلسطينية تعاني مدن أخرى من نقص في المواد الغذائية، كما لا يزال الفلسطينيون ممنوعين من التنقل بين المدن ويتكدس الآلاف منهم في الأردن ومصر بعد أن أغلقت الحدود والمعابر في وجوههم، في حين يعاني الموجودون في المدن الذين تهدمت منازلهم بعد تدميرها من قبل القوات الإسرائيلية التي اقتحمت العديد من المدن الفلسطينية والمخيمات وهؤلاء يعانون من عدم وجود أماكن اقامة وسكن يليق بالبشر، فالذين تهدمت منازلهم، ويقيمون ضيوفاً على أقاربهم ومعارفهم مما جعل الضيوف والمضيفين في حالة ضنك فالغرفة الواحدة تضم العشرات والمنزل الواحد يضم أكثر من أسرة.. والأسر الفلسطينية كما هو معروف كبيرة العدد.
أيضاً خارج المنازل دمرت المؤسسات والمنشآت والطرق ويتكدس الفلسطينيون بلا عمل على نواصي الشوارع والطرق، وهم وإن تقاسموا العيش الضنك واللقمة المتوفرة التي تتقلص يومياً في ظل شح الموارد ونقص الامدادات وهذا ما ينذر بمشكلة اجتماعية وغذائية وتنموية تحتاج إلى حل سريع.
كل هذه المشاكل التي تحيط بالفلسطينيين فضلاً عن الخطر المحدق والدائم المتمثل في وجود المستعمرين المستوطنين الإسرائيليين الموجودين في قلب التجمعات الفلسطينية في مدن الضفة الغربية وقطاع غزة الذين لا يلتزمون بأي اتفاق ويسعون دائماً إلى تدمير وتخريب أي هدوء أو استقرار في الأراضي الفلسطينية مما يعني جدياً بحث تصفية المستعمرات داخل الأراضي الفلسطينية المحررة.
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|