| عزيزتـي الجزيرة
ذات لحظة بوح مع الذات.. قفز مخيلتي العديد من الاستفهامات؟
وما استطيع ان اقوله هو ان استفهامات كهذه تمخضت عن معاناة تحت سقف مجتمعنا المسلم الابي.. بحق لا ادري من اين ابدأ لكم القضية.. ولكن ما نسجه خيالي ليس ببعيد حقيقة عن قصة واقعية سمعت بها.. فكان جميلا ان يتحد نسج الخيال مع الواقع جملة وتفصيلا .. ولافتح الباب على مصراعيه.. وليسطر قلمي قصة ليحل في مقدمتها نسج الخيال.. ونهايتها مؤلمة وواقعية حقيقة لا خيالا.. اقول: «في ليلة ظلماء.. ارخى الليل سدوله.. على تلك الفتاة المتعبة المرهفة النفس والمشاعر.. كانت الفتاة تقبع في ناحية من فناء منزلها وهي تستعرض احداث حياتها المستقبلية والتي امتدت اليها ايد لم تقدر حجم المسؤولية.. ورضخت لابسط مغريات الحياة.. ولتحكم على هذه الفتاة بالتأخر عن ركب الحياة والاستقرار حتى اشعار آخر».
** تروي الفتاة قصتها بنفسها حول نصيبها في الحياة قائلة: «والدي لا يريد ان يزوجني الا دكتورا ذلك انه مضمون الدخل نعم دكتور يدفع مهرا كبيرا.. ويضمن لها السيارة الفارهة والفيلا المملوكة.. ما هذا!! كلام عقلاء يعيشون هذا الزمان؟ فعلى حد ادراكه.. او كاشباع لمطامعه كل شيء بقيمة اسمها «الريال» او «الدولار» او «السيارة او الفيلا» ولم يدر انه بهذا جعلني كالسلعة.. اغلى ثمني ليطرد الشارين لي..
** وتمضي تقول الفتاة: «انه بذلك يعطل الحياة ويعطلني» انا فتاة متعلمة وناضجة وحريصة على الزواج وكنت ارضى بواحد من الذين ردهم واقصاهم بهذه الشروط.
حتى انه زاد شرطا عندما لامه بعض اصدقائه هو ان اتعلم شؤون البيت.. ينبغي ان اجلس في البيت عامين حتى اصبح ست بيت».. انتهى كلامها أ.ه.
** نعم اضاف هذا الشرط على ابنته لئلا تكون عليه حجة بالشروط الاولى.. وتكلمت الفتاة مع الراحمين لها.. وتكلموا معه ولكنه لم يبد اي حجة هي شروط يفرضها هكذا.. واذا ما غلبوه برغبتها قال: «ابنتي لا تعلم بشيء» انا اريد ان اضمن لها مستقبلا حتى تعيش في غنى» وما علم انه هو من يقضي على مستقبلها.. وقضى على آمالها.. واحلامها.. آه.. والف آه.. لحال بعض فتياتنا ممن يعشن تحت وطأة شروط ابائهن التعجيزية للمتقدمين!!
** حتى ان شخصا قال لوالدها : «هل المال هو الضمان للزواج» لنفرض انه طلقها لانهما لم يجدا راحة ولم يتم لهما وفاق فهل تجد في المال تعويضا عن الزواج.
** وتقول الفتاة «بحسرة» : «خاطب احدهم والدي وقال: انك تتخير لابنتك زوجا تباهي به ولا تتخير لها زوجا يسعدها ويستر عليها».
فكان رد والدي عليه «انا اعمل بكيفي هي ابنتي وانا ادرى» فرد عليه: «هي ابنتك امس» ولكنها اليوم بنت نفسها.. ومستقبلها اليوم ولا تجدف ضد التيار.. اذا جاءك خاطب.. اسألها .. فهي تعرف الناس.. لانها وصلت الى السن التي تفضل فيها معرفة ما يطيب لها.
** تقول الفتاة: «لعلي سمعت هذا الحوار.. فسكت اياما.. وجئت لابي قائلة له: «لا اريد دكتورا.. لا اريد فيلا.. لا اريد سيارة.. اريد زوجا صالحا طيبا اعينه على الحياة.. ويسعدني في الحياة» فسمع الاب.. وذهب لاصدقائه وعرض عليهم رأي ابنته.. فكلهم قال: «الحق معها».
** وهنا ومن منبر «عزيزتي الجزيرة» ومن منطلق هذه المأساة.. والتي تعيشها هذه الفتاة وغيرها الكثير من بنات حواء.. احب ان ابين امانة لهذا القلم والذي احمله بين اناملي ولاسطر كلمة حق وهي «انه من الخطأ الفادح ان يفرض الآباء ذوقهم ومباهاتهم على مصير الابناء.. والبنات.. فيكفي الآباء ان احسنوا التربية.. وبقي الآن ان تمنح الفرصة لهن.. وكل ما نخشاه ان تفوت الفرصة عليك وعليها.. فاما ان تبقى الفتاة عانسا واما ان تزوج نفسها على يد القاضي.. فارحموا فتياتنا واشفقوا على مشاعرهن واحساسهن.. واضمنوا لهن مستقبلهن بالاستقرار» والله من وراء القصد.
سليمان بن ناصر عبد الله العقيلي
محافظة المذنب
|
|
|
|
|