| نادى السيارات
*
في الوقت الذي تعيش ماركة رولز رويس مرحلتها الانتقالية بين مجموعة فولكسفاغن التي اشترتها في العام 1998 وبين شركة بي إم ف BMW التي ستتسلم اسم ماركة رولز رويس «للسيارات» وشعارها مطلع 2003، مع انتقال تصنيع الماركة الإنكليزية الجليلة من مصنع كرو التاريخي الى مصنع جديد تعده بي إم ف لتجميعها فيه «في إنكلترا أيضاً»، تسن ماركة ما يباخ MAYBACH أسنانها باطمئنان، مع اقتراب موعد بدء إنتاج موديلها المطور عن قاعدة مرسيدس بنز إس كلاس في إخراج سيدفع ما عرفت به رولز رويس حتى اليوم.. الى زاوية محرجة، على الأقل في انتظار رؤية ما ستخرجه الماركه الإنكليزية في عهد بي إم ف في العام 2003.
وإن بدا اسم ما يباخ جديداً على بعض المناطق في العالم، ومنها الشرق الأوسط، لابد من التذكير بأن غياب اسم الماركة الألمانية المعروفة جيداً بين ذواقة أرفع السيارات في العالم، إنما يعود خصوصاً الى نتيجة الحرب العالمية الثانية.
وخلافاً لتاريخ ماركات تلمع خصوصا بنجاحاتها التسويقية، تتميز ما يباخ بتاريخ غني جداً من النواحي التقنية سواء. ومن دون العودة الى تفاصيل تاريخها المعروف في موضوع موسع في موشن ترندز، يمكن الاكتفاء بالتذكير بروف نشأة الاسم مع فيلهلم ما يباخ الذي أرسل الى غوستاف فيرنر في روتلينغن إثر وفاة والديه،قبل ان يلمع ابتداء من أواخر القرن التاسع عشر في هندسة موديلات ديملر ثم مرسيدس مع صديقه غوتليب ديمر.
وصنع فيلهلم مايباخ أول دراجة نارية في العالم «daimler _ reitwagen» قبل إنتاج سيارة ذاتية الحركة وبأربع عجلان في 1886 «أنتج كارل بنز أول سيارة ذاتية الحركة في 1885. لكنها كانت بثلاث عجلات»، ثم أنتج في العام 1900 أول سيارة مرسيدس بمحرك أمامي مصنوع من الألومينيوم، مع مبرد متطور وعمودي كامات، ماشكل آنذاك بعض ركائز السيارة العصرية التي عرفت في تطورها لاحقاً. وبعدما أخذ إيميل جيلينيك يسوق موديلات ديلمر تحت تسمية مرسيدس «طلب الاسم لأنه اسم ابنته» في فرنسا والنمسا وهنغاريا والولايات المتحدة وغيرها، أطلق الفرنسيون« من الدول الرائدة في صناعة السيارات منذ تلك الأيام» علي ما يباخ لقب: «ملك صانعي السيارات.
وما ستعنيه ما يباخ التي سيبدأ تسميها الى الزبائن في العام 2003، هي نظره مرسيدس بنز، إحدى أرقى ماركات السيارات، الى ما يفترض أن تكون عليه«اثمن سيارات العالم. فالموديل الذي ستبدأ أسعاره من نحو 300 ألف دولار أميريك، سيختلف عن أعلى فئات موديل إس كلاس الذي أعاره قاعدته، بما يمكن تشبيهه بالفارق بين التوجهين الأرستقراطي والبورجوازي.
ففي حين يعبر موديل إس كلاس عن فخامته بلغة الغنى التجهيزي والريادة التكنولوجية بين أفخم سيارات العالم، سيعبر موديل ما يباخ عن مضمون مواز في الصميم «بمزيد من وسائل الترفيه والاتصالات والراحة»، لكن في لغة مطعمة بما يكفي من «اللهجة» الأرستقراطية المحافظة، لدمغ إنتمائه بهوية تتجاوز رموز النجاح البورجوازي الذي تعبر عنه موديلات مثل إس كلاس، الى مستويات ترقى في نظر الأرستقراطية الى ما يتعذر شراؤه بالمال.
لذلك لن تنتج مايباخ بكميات كبيرة أصلاً، بل بمعدل لن يتعدى سبع سيارات في يوم العمل الواحد «بين 1000 و1500 سيارة سنوياً»، لأنها لن تتوافر حسب كاتالوغ جامد، بل ستقرر تجهيزات ومواصفات كل سيارة مع الزبون، قبل تصنيعها في مركز خاص بمايباخ في سيندلفينغن« قرب شتوتغارت» في ألمانيا، قرب مصنع إس كلاس، ليتاح تبادل الأفكار باستمرار بين مصممي تلك السيارات ومهندسيها، وستتوافر ما يباخ في صيغتين هيكلتين، أولاهما ممدودة وطولها نحو ستة أمتار، والأخرى«عادية»«تتوافر إس كلاس اليوم بفئات هيكلية ثلاث طولها 04. 5 متر في الفئة «العادية» و 158. 5 في الطويلة و 158. 6 في فئة بولمان.
أما محرك مايباخ التي يتوقع أن تشكل الولايات المتحدة وأوروبا الغربية واليابان أكبر أسواقها في العالم، فسيكون محرك الأسطوانات ال 12 الحديث المعروف لدى مرسيدس بنز« بثلاثة صمامات لكل أسطوانة» والبالغة قوته 267 حصاناً من 8. 5 ليترات، لكن مع تضمينه شاحنين توربينيين لإيصال القوة الى مستوى لم يعلن بعد.
وبينما عاد حرفا mm في شعار مايباخ الى كلمتي maybach motorenbau في السابق، سيرمز الحرفان عند إطلاق الموديل الى كلمتي maybach manufaktur. وشاءت الصدفة بالتالي أن يتشكل شعار أكثر ماركات السيارات عراقة من حرفين مماثلين: mm لمايباخ وrr لرولز رويس! لكنها ليست الصدفة الأولى بين الاسمين، إذ لم تمض أيام على عرض مرسيدس بنز أول نماذج مايباخ في معرض طوكيو خريف 1997 حتى أعلنت مجموعة فيكرز البريطانية، مالكة روز رويس آنذاك، عن استعدادها لبيع الأخيرة الى من يهمه الأمر« او الى من له أذنان صاغيتان». إلا أن النجمة الثلاثية ردت آنذاك بما معناه أن لدى ماركتها الألمانية ما يباخ من العراقة والغنى التاريخي ما يغنيا تماماً عن شراء «عراقة» غيرها. ويذكر أن مجموعة ديملركرايسلر تملك اليوم ماركات مرسيدس بنز وما يباخ وسمارت في شقها الألماني، وكرايسلر وجيب ودوج في الشق الأمريكي.
|
|
|
|
|