| القرية الالكترونية
لقاء سلطان المواش:
اعتبر وكيل الرئاسة العامة لتعليم البنات للتخطيط والتطوير الدكتور خالد بن عبدالله بن دهيش أن مشروع صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وأبنائه وبناته الطلبة للحاسب الآلي أحد المشاريع الوطنية الرائدة التي سوف ينعكس أثرها على كل من الطالب و الطالبة والأسرة والمجتمع.
وأكد في لقاء اجرته معه «الجزيرة» أن مشروع وطني سيحقق نمواً ثقافياً لدى النشء حيث يمكن أن نصنف كل فرد بالمجتمع بأنه مثقف حاسوبي يستطيع ان يستخدم الحاسب الآلي في جميع أعماله.
وقال وكيل الرئاسة لتعليم البنات للتخطيط والتطوير في ذلك بأن الأمية بعد فترة قريبة ستعني كل شخص لايستخدم الحاسب الآلي وبالتالي فإن الإلمام المعلوماتي سوف يصبح جزءاً من ثقافة الطالب والطالبة.. وفيما يلي نص اللقاء:
مشروع رائد
* يحمل مشروع عبدالله بن عبدالعزيز وأبنائه الطلبة للحاسب الآلي طموحات كبيرة في تطوير العملية التعليمية حيث يسعى إلى إدخال الحاسبات الآلية للمدارس كبيئة تعليمية جديدة، وربط بعضها البعض بشبكة اتصال مع إدارات التعليم في مختلف مناطق المملكة، من وجهة نظرك الشخصية ماهي الفوائد الاستراتيجية التي ستطرأ على أطراف العملية التعليمية والمجتمع بشكل عام بعد تنفيذ ذلك المشروع؟
يعتبر مشروع صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وأبنائه وبناته الطلبة و الطالبات للحاسب الآلي أحد المشاريع الوطنية الرائدة التي سوف ينعكس أثرها إن شاء الله على كل من الطالب والطالبة والأسرة والمجتمع، ذلك أن استخدام الحاسب الآلي في التعليم سوف يؤدي الى نقلة في المعاملات الحكومية والقطاع الخاص على مستوى الدولة، وكذلك سوف يكون هناك أثر واضح على العملية التعليمية وذلك من خلال الاطلاع على الثقافات الأخرى وبحث إمكانية الاستفادة منها في إثراء المعرفة.
الثقافة الحاسوبية
* هل تتوقع أن يسهم هذا المشروع الوطني في إكساب النشء ثقافة إلكترونية كاملة، بحيث يتمكن كل واحد منهم مستقبلا من
ممارسة أي نشاط علمي أو اجتماعي أو ثقافي أو تجاري من خلال الحاسب الآلي، وكيف يمكن ذلك؟
نعم هذا المشروع سوف يحقق بإذن الله نموا ثقافيا لدى النشء، حيث يمكن أن نصنف كل فرد بالمجتمع بأنه مثقف حاسوبي يستطيع ان يستخدم الحاسب الآلي في جميع أعماله، فمثلاً: إذا كان معلما أو معلمة يستطيع أن يطبق الحاسب الآلي في طرائق التدريس، وفي جميع أركان العملية التعليمية، وبتوضيح أكثر يمكن للمعلم أو المعلمة التواصل عبر البريد الالكتروني مع طلابه او طالباتها ومع المنزل من خلال استقبال الواجبات عبر الإنترنت وغير ذلك، أما إذا كان المستفيد يدرس المحاسبة مثلا فيستطيع استخدام البرامج المحاسبية التي تساعده على إجراء المعاملات المحاسبية عبر الحاسب الآلي، اضف الى ذلك ان الحاسب الآلي يساهم في إثراء قضية الاحتكاك الثقافي مع الآخرين عبر العالم بالتواصل عبر الإنترنت، وعند الحديث عن العلاقة بين الثقافة والمعلومات يمكن القول إن مفردات الإعلام، التعليم، الأمية، اللغة، النص، الرمز، المعرفة، الابتكار، فإن المستفيد يقف أمام هذه العينة من المفردات وغيرها كثيراً لانه يصعب على الفرد تحديد ما إذا كانت هذه المفردات ضمن أبجدية الثقافة أو ضمن أبجدية المعلومات، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على مدى التداخل بين منظومتي الثقافة والمعلومات، ويتمثل التداخل والتقارب بين منظومتي الثقافة والمعلومات على مستوى التعريف أو خصائص المنظومة او وظيفتها، فإن عرفت تكنولوجيا المعلومات بأنها أداة لمعالجة سلاسل الرموز فالثقافة في أحد تعريفاتها هي التمثيل الرمزي للفكر والقيم والأهداف داخل المجتمع.
وعند الحديث عن أثر التكنولوجيا في الثقافة فإنه غير خاف على الجميع ما أدت إليه تكنولوجيا الطباعة بظهور آلة جوتنبرج في منتصف القرن الخامس عشر الميلادي، لقد أدى هذا الاختراع إلى محو الأمية بسرعة مذهلة بل أدت الطباعة إلى كسر احتكار المعرفة، وإن الثورة المعلوماتية الحالية بجميع اشكالها وأحجامها وأنواعها مدينة لهذا الاختراع العظيم.
أما أثر التكنولوجيا في العقيدة والأخلاق فهو واضح جدا ويتمثل في انتشار الكتب والأقراص الممغنطة في الوقت الحاضر الأمر الذي أدى إلى رقي الفكر
وتبادل وجهات النظر بل وأصبح التفاعل والتحاور ممكنين في أي مكان من العالم لايحتاج إلى وقت أو مال فالإنترنت بما فيها من خدمات مثل البريد الإلكتروني وخدمة المجموعات ساعدت على الاتصال بين المهتمين في العلم الواحد.
أما آثار التكنولوجيا في المبدع والمثقف فهي كثيرة ذلك أن عصر المعلومات وفر للباحث المثقف وسائل مادية عديدة لمعاونته في إنتاج عمله الأدبي والفني، فالاتصال بواسطة الإنترنت وتصفح مواقعه يتيح للمثقف الوقوف على آخر الآراء والاتجاهات في موضوع ما فمثلاً تساعد الإنترنت على توفير نظام المجموعات «news group» وهذا النظام يتيح للمستخدمين تكوين مجموعة خاصة بهم يتناقشون في اي فن من الفنون ويمكن للفرد المشاركة مهما كان موقعه من العالم، وهذا لاشك يساعد على تبادل وجهات النظر واحتكاك الثقافات يولد أفكاراً جديدة.
وعند الحديث عن الكتاب الذي هو منبع الثقافة لابد من الإشارة إلى أنه سوف يتحرر من أسر التنظيم الخطي «Linearity» إلى كتاب الغد الذي سيتم نشره على قرص ضوئي «cd rom» وهو مايطلق عليه البعض بالكتاب الدينميكي «Dynamic Book»، وهذا الكتاب سوف يعطي القارئ حرية تامة في اختيار مسار رحلة قراءته حيث يمكن أن يتنقل من عرض النصوص والمعادلات إلى عرض الأشكال والصور إلى الصور الحية وإلى نماذج المحاكاة «simuiation» بحيث يتفاعل معها القارئ بصورة ممتزجة.
التواصل الإلكتروني
* كيف يمكن الاستفادة من تقنية المعلومات في دعم الجوانب الإنسانية، وتوطيد أواصر المحبة والتعاون بين مجتمع الطلبة في المملكة؟
المتتبع لمراحل التواصل اللغوي بين البشر يخرج بنتيجة أن هذا
قريباً مفهوم الأمية سيعني الشخص غير القادر على استخدام الحاسوب
كتاب الغد سوف يعطي القارئ حرية تامة في اختيار مسار رحلة قراءته
التواصل قد مر بثلاثة أطوار، فمن طور الشفاهة حيث التواصل وجها لوجه والتفاعل الحي بين المتحدث والمستمع إلى طور الكتابة اليدوية فالطباعة حيث غاب شخص المتحدث ليظهر من خلال نصه، لنصل اخيراً الى طور التواصل الالكتروني من خلال وسائل الإعلام وبنوك المعلومات والإنترنت، وقد كان من نتائج هذا الطور أن قام بتغييب كلي للمتلقي الذي أصبح في موقع صعب إزاء تيار الرسائل الإعلامية التي تنهال عليه من كل صوب، وكذلك قواعد البيانات التي تسيطر على بياناته الشخصية التي تم الحصول عليها بعلمه أم بدونه بواسطة المخربين «الهاكر».
ولكل طور من هذه الأطوار خصائصه المتميزة التي لايقف تأثيرها عند حدود علاقة المستقبل بالمرسل، ففي طور الشفاهة، هناك العوامل النفسية المصاحبة للمواجهة الحية بين المتحدث والمستمع، وما بينهما من اختلاف كفارق السن وفارق السلطة وفارق المهارة اللغوية وتباين الخلفية، وبظهور الكتابة وبعدها الطباعة أصبح تخلص القارئ من سطوة الوجود الحي لمتحدثه، ليختلي في معزل عن انفعال الحوار المباشر بالنص المنسوخ أو المطبوع يتمثله في إمعان ورؤية، وأخيراً جاء التواصل الإلكتروني وطرفاه هما القابض على جهاز الإرسال والممسك بيده زمام الموقف وجمهور عريض يستقبل مايلقى إليه إزاء ذلك يمكن القول إنه يمكن دعم التواصل الإنساني بين بني البشر وتوطيد أواصر المحبة والتعاون بواسطة المعلومات و لكن كما ذكرت في السابق أن المقابلة هي أقوى درجات الارتباط بين بني البشر.
أمية الحاسوب
* يسعى مشروع «وطني» إلى القضاء على أمية الحاسب الآلي من خلال إدخال الحاسبات الآلية إلى المدارس واستخدام تقنية المعلومات في العملية التعليمية بحيث ينشأ كل طالب عليها، هل ستعطي هذه الميزة قيمة أكبر للشهادة الثانوية؟
نحن في عصر المعلوماتية، ولذا فإنه بعد فترة ستكون الأمية هي أمية الحاسب الآلي وكل شخص لايستخدم الحاسب الآلي هو أمي، وبالتالي فإن الإلمام المعلوماتي سوف يصبح جزءاً من ثقافة الطالب والطالبة، ولكن أقول إن التميز في إتقان بعض البرامج والتي سوف تنتج عن إدخال الحاسب الآلي للتعليم سوف تعطي قيمة أكبر للشهادة الثانوية ثم المتوسطة فالابتدائية لأن التميز يكمن في إتقان المهارة.
|
|
|
|
|