| الثقافية
مولود معمري روائي جزائري من الرعيل الأول من الأدباء الذين قرألهم القراء الفرنسيون باللغة الفرنسية بالإضافة الى القارئ الفرانكوفوني في شمال أفريقيا قبل أن نسمع عنه، وخاصة أن أعماله المترجمة الى اللغة العربية لاتكاد تذكر. ومن هنا لابد من التعرف عليه، انه مولود في قرية تعوريت ميمون التي تنتمي الى مايسمى في الجزائر بالقبيلة الكبرى في الثامن والعشرين من ديسمبر عام 1917 وسط أسرة تتمتع بالثراء والجاه الاجتماعي وتنتمي الي البربر، فتلقى تعليمه في مدرسة القرية. وعندما بلغ الحادية عشرة سافر الى مدينة الرباط عند عمه.
وهناك درس في مدرسة الليسية جورو، وعندما عاد الى الجزائر وهو في السادسة عشرة كان عليه أن يستكمل تعليمه. وقد تنقل بين بلاده وفرنسا قبل أن يلتحق بكلية الطب في مدينة الجزائر.
وقد التحق الشاب بما يسمى بالفرقة الأجنبية التي تعسكر في الصحراء، وهي تضم الجنود من مختلف بلاد أوروبا. وعندما اندلعت الحرب العالمية الثانية وجد نفسه جنديا في الجيش الفرنسي، وهو أمر لم يكن بالطبع على هواه.
وعندما انتهت الحرب عمل مولود معمري في المدارس الثانوية لتدريس الأدب، وانتقل بحكم وظيفته بين مدن عديدة، ووجد نفسه قريبا أكثر من الناس الذين صاروا مادة خصبة لكتاباته.
وفيما بعد انتقل الى المملكة المغربية، وطالت به الإقامة حتى عام 1957 ، وعاد للعمل استاذا للأدب في جامعة الجزائر. ثم عمل مديرا لمركز الأبحاث الأنثربولوجية حتى عام 1980.
نشر مولود معمري روايته الأولى «التل المنسي» عام 1952، ثم جاءت روايته الثانية نوم العدالة عام 1955. وبعد عشر سنوات جاءت روايته الشهيرة«الأفيون والعصا» التي تحولت الى فيلم اشتركت فرنسا والجزائر في انتاجه. وفي عام 1973 صدر كتابه«موظف البنك»، الذي يتضمن العديد من القصص القصيرة، والمقالات التي سبق أن نشرها. وينتمي مولود معمري أكثر الى الثقافة البربرية، وعن لغة هذه الثقافة نشر كتابا في قواعد اللغة. كما نشر ديوان شعر يحمل اسم« أشعار القبيلة» عام 1980 وعاد مرة أخرى الى كتابة الرواية حيث نشر عام 1982 روايته العابرة.
مولود معمري كاتب عربي منفي الى لغة أخرى ، وهو لم يختر ذلك، ولو لم يكتب باللغة الفرنسية، فمن المرجح أنه كان سيكتب باللغة البربرية لكن هذا لايمنع شعوره الحاد بعروبته، رغم التيه الكبير الذي عاشه في الفرقة الأجنبية..
ورغم أن ناشري كتبه كانوا في العاصمة الفرنسية باريس. فإن الكاتب لم يكتب أبداً عن الغربة، لأن سنوات حياته قد عاشها في الوطن العربي بين المغرب، والجزائر، وليس في فرنسا مثلما حدث مع آخرين من الذين يكتبون باللغة الفرنسية.
تدور أحداث روايته الأولى«التل المنسي» في احدى قبائل البربر. ففي هذه القبيلة عاشت قبل سنوات الحرب العالمية مجموعة من البربر الجزائريين في عزلة عن العالم من حولهم لا يكادون يعرفون ان العالم يحارب بعضه، وهم يعيشون في سلام تام مع أنفسهم. وفجأة تندلع الحرب مما يتسبب في كسر العزلة، وتأتي وحدة عسكرية للاقامة في القرية مما يسبب ارتباكاً ملحوظاً بين أبناء القبيلة. فهناك جيل قد اعتاد العزلة، وجيل جديد يود الخروج من الوتيرة الواحدة.
|
|
|
|
|