| مقـالات
قبل عدة أشهر علمت أن وزارة المعارف أعدت مشروعاً يمنح المعلمين المتقاعدين المزيد من الحوافز تقديراً لدورهم في خدمة التربية والتعليم للأجيال المتعاقبة من أبنائنا الطلاب ويتمثل المشروع في إشراك المتقاعدين في بعض البرامج والقرارات الخاصة بتطور المناهج والاستفادة من تجارب وخبرات المتقاعدين تطوعا أو بمقابل، وأيضاً اعادة المتميزين ذوي الخبرات العالية في تخصصاتهم التي تظهر الحاجة إليها في الميدان التربوي. المشروع وفق ما نشر قبل سبعة أشهر تقريباً، انتهت وكالة الوزارة لشؤون المعلمين من اعداد دراسة متكاملة بشأنه ويتضمن كذلك استمرار الاشتراك المجاني في أندية المعلمين وشمولهم بالتأمين الطبي مع أسرهم، واتاحة المجال لأبنائهم وإعطاءهم الأفضلية في المشاركات المختلفة اضافة الى تشكيل ادارة خاصة في الوزارة لرعاية شؤون المتقاعدين والحقيقة ان مثل هذا المشروع يستحق الاهتمام من معالي وزير المعارف شخصياً وقد عرف عن معاليه الاهتمام بالمعلمين وشؤونهم ولكننا نلاحظ ان المعلمين وغيرهم من المتقاعدين يصبحون بالاحالة إلى التقاعد في حالة انفصال عن ماضيهم العملي الذي أفنى فيه أحدهم معظم سنوات عمره. وإذا علمنا ان أكثر من ألفي معلم يحالون إلى التقاعد سنوياً فإن الرقم التراكمي يصبح كبيراً ويدعو إلى مزيد من الاهتمام بشؤون المعلمين المتقاعدين وحتى العاملين في المجال التعليمي والتربوي من غير المعلمين، أي كل من ينتسب لهذه الوزارة الهامة التي ترتبط مسؤولياتها ببناء المواطن وتعليم وتربية الأجيال من أبنائنا منذ سنوات عمرهم الأولى وحتى سنوات القدرة على العمل والعطاء المخصص، وهنا يبرز دور المعلم في العملية التعليمية والتربوية. لقد أصبح المعلم مشغولاً بهموم الحياة ولم يعد يولّي وجهه بشكل كامل نحو الأهداف التعليمية بسبب ضغوط الحياة ومتطلباتها رغم ان الوظيفة التعليمية أكثر استقراراً وقبولاً من غيرها لمميزات عديدة، الا أن المعلمين لا يزالون بحاجة إلى المزيد من الاستقرار.. فما بالنا بالمتقاعدين الذين فقدوا برنامجهم اليومي العملي الذي هو جزء من الحياة الطبيعية. وإذا ما وجد المعلم المتقاعد مزيداً من برامج الرعاية والخدمات فإنه سيشعر بمزيد من الاعتزاز بهذه المهنة السامية التي تتعلق بغرس العلم والتربية لنفع الوطن والمواطن والمجتمع حاضراً ومستقبلاً. لقد مضت شهور ولم نسمع ماذا تحقق من مشروع مزايا المعلمين المتقاعدين.. وأين هو من لجنة الوكلاء في الوزارة وماذا اتخذت لإقراره واعتماده حتى ينضم عشرات الآلاف من المعلمين المتقاعدين إلى منظومته ويتمتعوا بمزاياه في سنوات عمرهم القادمة بعدما أمضوا أكثر من نصف عمرهم الذي قدّره العليم الخبير في خدمة العلم والتعليم ونماء الأجيال، فهل من خبر جديد بهذا الشأن؟
|
|
|
|
|