|
| فنون تشكيلية
 *
* كتب المحرر التشكيلي:
لا يمكن لأي إبداع أن يصبح تعبيراً صادقاً إلا عند نقله واقعه فهو مرآة عاكسة لكل الظروف والتفاصيل منها غير المستقر نتيجة للصراعات المختلفة أو آمنا مستقراً يعيش أهله رغد الحياة خلاف مايراه البعض ان الإبداع يأتي نتيجة للمعاناة والظروف الصعبة فقط ولهذا نجد في حقبات التاريخ وما سجله الفنانون من مظاهر الحياة من عصر إلى آخر عبر اللوحات العالمية التي تزخر بها المتاحف مايدل على حال كل حقبة وكاشفا لمدى ماتعانيه الشعوب في تلك العصور من الحروب واضطهاد الإنسان أو ظروف المعيشة الصعبة بينما نجد أعمالا أخرى تظهر حياة الرفاهية والعيش السعيد ولم يتوقف الفنانون حتى الآن عن نقل مثل هذه المظاهر والميزات كل حسب مؤثراته وانعكاسها على مدركاته ومختزلاته وقدرته على نقلها وتوثيقها بصريا عبر الأعمال الفنية منها ما يظهر واقعياً تسجيليا ومنها التعبيري والرمزي موصولا لمختلف المدارس الفنية وحتى التجريدية منها وما تعبر به من إيحاءات لونية.
والحديث تفصيلا عن تلك الشواهد والاستشهاد بأعمال محددة ومعينة لاتعنينا بقدر ما نبحث وبإيجاز أيضا لعدم كفاية لمساحة للسرد المفصل في الواقع التشكيلي السعودي باعتباره جزءا لا ينفصل عن الفنون الأخرى في مختلف بقاع الدنيا وإنما يتميز بخاصية قد لا نجدها إلا نادرا في البلاد المشابهة والتي تنعم بالاستقرار في كل شيء.
ففي الفن التشكيلي المحلي وعبر كل أفرع هذا الفن واتجاهاته ومنها الأساليب الرمزية والسريالية التي تظهر غالبيتها في مختلف بقاع العالم بالتشاؤم والملامح الدالة على النظرة السوداوية للحياة نجدها هنا عكس ذلك إذ نرى التفاعل مع حاضر مشرق واستشراف لمستقبل واعد بالخير بالمواضيع والمضامين والألوان الفرحة والمشرقة المملوءة بالشفافية العاكسة للوجدان السعودي الصادق يمثله فيها الفنانون التشكيليون باستلهامهم لكل مؤثرات محيطهم الاجتماعي الإنسان وموروثة المادي المتسم بالإبداعات الفنية أو بما خلده من تاريخ وبطولات مؤطرا بالأصالة والخصوصية.
|
|
|
|
|
